تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 22-9-2016 العديد من الملفات، وركزت في افتتاحياتها على جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بسوريا، والتي شهت تصعيداً كلامياً بين روسيا والولايات المتحدة.
السفير
مسؤول تركي لـ«السفير»: الأميركيون لا يريدون الرقة الآن!
الحرب السورية: سباق جيوش نحو مدينة الباب
اشتباك ديبلوماسي روسي أميركي في مجلس الأمن الدولي، من أجل التخلي عن أعباء الهدنة السورية، يفتح السباق التركي الاميركي الروسي السوري نحو الرقة ومدينة الباب. الانخراط المباشر للقوى الإقليمية والدولية بجيوشها، والاستغناء عن المجموعات المسلحة، يرفع من حدة الاشتباك الديبلوماسي، والصراع حول تقاسم النفوذ داخل الحدود السورية، من دون الاضطرار للخروج من اطار «سايكس بيكو»، حتى الآن.
وما كان مساومات لا تفضّ الا في قاعات التفاوض نصف المظلمة، خرج الى الضوء للتخلص من ثقل الالتزام الأميركي به، وتسهيل انسحاب الخارجية الأميركية من الملف السوري وتسليمه الى صقور «البنتاغون» الذين نفّذوا مجزرة دير الزور بحق عشرات الجنود السوريين من أجل انتزاعه من الديبلوماسيين.
الفرصة الاخيرة، قبل العودة الى الميدان لتحسين شروط التفاوض، تحولت الى مبارزة بين صانعي الهدنة السورية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري. الاشتباك بينهما اخرج الى العلن تراجع الخارجية الاميركية، وهيمنة «البنتاغون» على تسيير الملف السوري من الان وحتى رحيل الادارة الحالية، وهو ما يدعو الى مراجعة الحسابات الماضية عن قدرة الإدارة الحالية على مواصلة اتخاذ القرارات في الشأن السوري، وقدرتها المفترضة على الذهاب باستراتيجية التفاهم مع الروس ضد تنظيمي «النصرة» و «داعش»، حتى نهايتها.
الشروط العلنية التي كررها كيري، بحظر سماء سوريا على سلاح الجو السوري، لقاء موافقة اميركا على مشاركة روسيا في ضرب «جبهة النصرة»، وهو غاية الروس الأولى من التفاهم مع الأميركيين، تبين ان الاتفاق الروسي الاميركي لم يكن ناجزاً. الاعتراضات داخل وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات الاميركية، رجحت كفتها في اعادة صياغة الموقف من الهدنة، واستبعاد المقايضة التي تم التفاهم عليها في التاسع من هذا الشهر في جنيف، بتوزيع متعادل للسماء السورية، بين اسلحة الجو السورية والروسية والاميركية لاستئناف الحرب على الارهاب، وتحديد اوضح للجبهات التي لن تغلق بوجه الجيش السوري، في ارياف اللاذقية، وجنوب حلب، وريف حماه الشمالي، حيث يدافع الجيش عن مواقعه، ومعقل «النصرة» في ادلب، وبعض الغوطة، والجنوب السوري.
الأميركيون لا يزالون يعتقدون بسريان الهدنة، الروس ايضا يدعون الى حل سياسي تفادياً للذهاب في خيارات يستعدون لها مع ذلك.
ومن اجل ذلك، اعاد الروس، خلال الأيام الماضية، مع تداعي الهدنة، محاولة تسخين التقارب مع أنقرة، والذي بدأ الاتراك تبديد حرارته ووعوده التي سمحت لهم بدخول الشمال السوري، والانتشار في منطقة عازلة حدودية جرى الاتفاق عليها مع الروس والايرانيين، بطول 90 كيلومترا بين جرابلس واعزاز على الا تتجاوز عمق 12 كلم في الاراضي السورية جنوب جرابلس. اختبار الاتراك للثلاثي، الروسي الايراني السوري، بالحديث عن الذهاب ابعد من ارياف جرابلس، الى مدينة الباب بعمق 35 كيلومترا، بحجة منع اي تواصل بين الكانتونات الكردية، واخراج «داعش» من معقلها الاخير في ريف حلب الشمالي، انتهى الى الفشل.
تصريحات ايرانية وروسية، ورسائل سورية الى مجلس الامن صدرت لتظهر امتعاضا من تملص انقرة من تعهداتها بعد تصريحات رجب طيب أردوغان عن الغوص في الشمال السوري حتى مدينة الباب على مشارف حلب. رئيس الاركان الروسي فاليري غيراسيموف حذّر الاتراك في لقاء مع نظيره التركي خلوصي اكار، الاسبوع الماضي، من العواقب الوخيمة للذهاب ابعد مما اتفق عليه، واعاد رسم الخطوط الحمراء للتمدد التركي في الشمال السوري. الروس طلبوا من الايرانيين العودة الى وساطة مع الاتراك لاقناعهم باحترام ما اتفق عليه. الايرانيون تحدثوا الى انقرة. جابري الانصاري مساعد وزير الخارجية الايراني، جال ايضا على موسكو ودمشق، بعد ان فشل اجتماع امني سوري تركي روسي في موسكو قبل عشرة ايام، في ترسيخ حدود ما اتفق عليه من انتشار تركي، في الشمال يضع حدا للتقدم الكردي نحو عفرين غربا لوصل الكانتونات الكردية. الاتراك تخلوا عن فكرة ارسال قوات برية فقط، ولكن لم يتخلوا عن العملية. وزير الدفاع التركي فكري اشيق قال «ان الهجوم على الباب سيكون جويا، ولن تشارك فيه قوات مشاة». العملية التركية حتى مدينة الباب، لن تكون اكثر من عملية اسناد جوي للمجموعات السورية التي استطاعت انقرة سحبها من جبهات حلب، وتجميعها في جرابلس، للهجوم على الباب.
السباق الى مدينة الباب لضبط التمدد التركي في الشمال، وحماية الانجازات الميدانية في حلب وتعزيزها، هو احد الخيارات التي يدرسها الروس، وهو ما يوحي بوجود قناعة ان الاتراك عازمون فعلا، على التملص من التفاهمات السابقة، من دون ان يعني ذلك العودة الى اجواء التوتر الماضية. الروس بدأوا منذ اسابيع، ومن دون انتظار التمدد التركي بارسال قوات من المتطوعين الى السفيرة، شرق الباب. بضع مئات من المقاتلين في تحصينات احد اهم مجمعات الدفاع السورية. الجبهة الشرقية، الاطول في ارياف حلب تستدعي تحقيق انجاز مشابه لانجاز تدمر الروسي السوري في اذار الماضي، وتوفير شروط سياسية وميدانية مشابهة لتلك التي سمحت بتحرير تدمر من «داعش» ونقل جنود من جبهات اخرى، كي يتمكن الروس والسوريون من التقدم نحو مدينة الباب. الهدنة تبدو ضرورية كي يتمكن الجيش السوري من نقل ما بين 6 الى 10 الاف جندي من جبهات مهادنة والاستيلاء على المدينة التي يقف الجيش على بعد 8 كيلومترات من تخومها الجنوبية.
الجيش السوري والروس يبدون افضل حالا من الاتراك لاستعادة المدينة. الاتراك الذين لم يستطيعوا تجميع اكثر من خمسة الاف مقاتل سوري، يحتاجون الى اكثر من ذلك. الجيش الثالث التركي الذي يعمل في المنطقة، لن يستطيع توفير غطاء جوي لعملية اعقد بكثير لاعتماده على حلف «الناتو» في التوجيه والرادارات، وعدم قدرته على تنظيم حملة جوية طويلة الأمد. منبج الاقل اهمية، والسهلية الطابع، والاقل حشدا لمقاومة لم تتجاوز الف رجل، فرضت على الاميركيين حملة جوية ضارية لمدة شهرين ونصف الشهر، قبل ان ينسحب منها «داعش» بشبه مساومة الى جرابلس. الباب، الجبلية جنوبا، والتي يحشد فيها «داعش» نخبة جند «الخلافة» وما لا يقل عن ثلاثة الاف مقاتل، تحتاج الى حملة جوية باستطاعة الطيران الروسي القيام بها بسهولة اكبر من الاتراك، وتقديم اسناد جوي فعال لوحدات، تقول معلومات إن الجيش السوري بدأ بالعمل على تجميعها.
اما الرقة، فيقول مسؤول تركي بارز لـ «السفير»، انه لا تفكير جديا بالوصول اليها، رغم كل العروض المعلنة. خيار الرقة هو ايضا خيار يدرسه السوريون، لكنه خيار يعني عدم مواجهة التمدد التركي في الشمال السوري، وترك الاكراد والاتراك يتواجهون، ودفع واشنطن الى خيار تؤجله، بحسم موقفها بين الاكراد والاتراك. الاعلان عن خطة تسليح اميركية جديدة للقوات الكردية، لمعالجة الاحباط الذي باتت قياداتهم تشعر به نتيجة «خيانة» واشنطن لهم، لن تقنعهم بالبقاء مع الاميركيين ومقاتلة «داعش» في مدينة الرقة، حيث لا مصالح للاكراد في ضم المدينة العربية او مقاتلة «داعش».
المشروع الفدرالي الكردي نفسه بات مهددا من واشنطن نفسها التي تدعم بيد عملية «درع الفرات» التركية التي تريد قطع الطريق على تقدم «وحدات حماية الشعب» الكردية نحو عفرين، وترسل باليد الاخرى الى «درع الفرات» مجموعات صغيرة من قواتها الخاصة للمشاركة في دعم العملية ضد.. الاكراد. واشنطن الحائرة بين تركها وكردها، ارسلت الى الاكراد في قرية المنبطح العربية غرب الرقة أعلاماً لرفعها على بعد 500 متر من الحدود مع تركيا، والى ضفة نهر الساجور، حيث تتمركز هذه القوات، بين جرابلس ومنبج، لحمايتها من تقدم «درع الفرات».. التي تؤيدها.
المسؤول التركي يقول ان الاميركيين، لن يذهبوا الى الرقة، لأن تقديمها على الموصل، سيعقد عملية تحرير المدينة العراقية. الاميركيون الذين قصفوا الجيش السوري في دير الزور لتسهيل اسقاط المدينة بيد «داعش»، لن يقاتلوا من اجل الرقة، لكي تبقى حيزا يمكن لـ «داعش» التفكير بالانسحاب اليه، وتسهيل المعركة على المهاجمين، وتقصير امد القتال، خصوصا ان «داعش» بات يدرك كما يقول المسؤول التركي ان ايامه في العراق باتت معدودة.
النهار
مواجهة أميركية – روسية في مجلس الأمن كيري يطالب بمنع تحليق الطيران السوري
اتخذ وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف من الجلسة الرفيعة التي عقدها مجلس الأمن حول الحرب في سوريا على هامش الدورة السنوية الحادية والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، منبراً لتبادل الاتهامات وتراشق الانتقادات في شأن المسؤولية عن تصعيد القتال على الجبهات وإخفاق الجهود الديبلوماسية لإيجاد مخرج لأسوأ أزمة انسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وفي مستهل الجلسة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون المجتمع الدولي الى حشد العزم لإعادة إحياء عملية وقف العمليات العدائية في سوريا. واعتبر أن الاتفاق الروسي – الأميركي في 9 أيلول “فرصة جديدة”. غير أنه أشار إلى الهجوم الذي استهدف قافلة أممية إنسانية تابعة للهلال الأحمر العربي السوري ووصفه بأنه “مثير للغضب”.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا إنه “يتعين على الحكومة (السورية) أن تدركا أن المرحلة الانتقالية تنطوي على نقل حقيقي للسلطة وليس مجرد انضواء المعارضة تحت الحكومة الحالية. في حين تحتاج المعارضة الى أن تدرك أن هذا الانتقال لا يتعلق فقط بشخص واحد أو برئاسة واحدة، أو بنقل السلطة من جماعة سياسية إلى أخرى، ولكن بممارسة السلطة بشكل مختلف”.
لافروف
وشهدت الجلسة سخونة ملحوظة عندما تحدث لافروف فرأى أن المسؤولية تقع على الأميركيين للفصل بين قوى المعارضة والجماعات الإرهابية. وقال إن “الأولوية الأولى تتمثل في تحديد ملامح المعارضة وتمييزها عن جبهة النصرة وداعش، وإنجاح وقف الأعمال العدائية وإيصال المساعدات الإنسانية، والتصدي بنجاح لمحاولات الإرهابيين وأعمالهم، ولأولئك الذين يتسترون برداء الاعتدال”. وحض على “إجراء تحقيق دقيق” في استهداف القوافل الإنسانية، داعياً الى “الامتناع عن ردود الفعل العاطفية، والتحقيق بشكل مهني”. وإذ لاحظ أن “المسافة بين حصول هذا الهجوم ومناطق القتال في حلب لا تتجاوز خمسة الى سبعة كيلومترات”، كشف أن بلده “قدم كل المعلومات ذات الصلة باستهداف تلك القافلة، بما في ذلك تصوير بالفيديو. وعلى رغم نداءاتنا، بما في ذلك ما ورد في قرارات مجلس الأمن في شأن ضرورة ممارسة النفوذ على المجموعات المسلحة ومجموعات المعارضة، فإن النتائج كانت هزيلة”. وخلص الى أن “الوقت حان لإعادة النظر في قائمة المنظمات الإرهابية”، مبرزاً “ضرورة الكف عن التستر على من يرفضون السلام ولا يطبقون قرارات مجلس الأمن ومن يجب أن يعتبروا إرهابيين”.
كيري
وفي المقابل، حمل كيري بشدة على روسيا من غير أن يوفر الرئيس فلاديمير بوتين. وقال إن لافروف “يعيش في عالم مواز للعالم الذي نعيشه”. وتساءل: “كيف يمكن أناساً أن يجلسوا الى الطاولة ذاتها مع نظام يلقي غاز الكلور ويقصف مدنه مجدداً اليوم تلو الآخر؟ أيفترض أن يجلسوا إلى الطاولة نفسها وأن يجروا حواراً ودياً، مرحاً؟ توقعون اتفاق وقف النار ولا تمتثلون له! أين صدقيتكم؟”. وذكر أن جميع الدول بما في ذلك إيران والسعودية وقطر وتركيا وروسيا والولايات المتحدة أكدت أنها تريد سوريا موحدة وعلمانية وتحترم حقوق الجميع، وأضاف: “دعوني أشاطركم اليوم بعض الحقائق – حقائق: في الليلة الماضية بلغتنا تقارير عن بقصف جوي لمرفق طبي بالقرب من حلب وقتل أربعة عاملين إنسانيين على رغم وقف النار. ليس هناك سوى بلدين تحلق طائراتهما في الليل، أو في أي وقت في الواقع في تلك المنطقة، روسيا وسوريا. وسيرغي (لافروف) قال للتو دعونا نتحقق من الوقائع. يوم الاثنين، قتل 20 عاملاً إنسانياً في هجوم مقيت دام ساعتين واستهدف قافلة إنسانية مأذونا بها”. وطالب موسكو باجبار حليفها السوري على “منع تحليق طائراته” العسكرية و”منعه” من قصف المعارضة والمدنيين في حلب.
وفي اطار تبادل التهم بالمسؤولية عن قصف قافلة المساعدات الانسانية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة اميركية من دون طيار كانت تحلق في سماء المنطقة ليلة استهداف القافلة من غير ان توجه اتهاماً مباشراً الى الولايات المتحدة. بيد ان الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الكابتن جيف ديفيس قال: “نستطيع ان نؤكد ان أياً من طائراتنا – مع أو من دون طيار، اميركية او تابعة لقوات الائتلاف- لم تكن على مقربة من حلب عندما تعرضت القافلة الانسانية لقصف”. وفي خطوة لتعزيز قدرات روسيا العسكرية في سوريا، اعلن وزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو ان بلاده سترسل حاملة طائرات الى البحر المتوسط.
ايرولت
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت الى فرض عقوبات على منفذي الهجمات الكيميائية في سوريا، وخصوصا النظام السوري. وقال إنه “لا يمكن السكوت عن أي جريمة ولو على حساب تهدئة. لا سلام ما دام هناك افلات من العقاب”،. وخصّ مجلس الأمن التحرك بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة “لادانة هذه الهجمات ومعاقبة مرتكبيها”.
محمد بن نايف
الى ذلك، تحدث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز أمام الدورة السنوية للجمعية العمومية، فقال إن “الصراع في سوريا الشقيقة، الذي خلف مئات الآلاف من الضحايا والمصابين وشرد الملايين، يدعونا جميعاً إلى الإسراع في وضع حد لهذه المأساة الفظيعة التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها”. وشدد على أنه “حان الوقت لإيجاد حل سياسي للأزمة يضمن وحدة سوريا ويحافظ على مؤسساتها من خلال تنفيذ مقررات جنيف 1”. ولفت الى أن المملكة “فتحت أبوابها لإيواء مئات الآلاف من الشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة، ليس بصفتهم لاجئين في مخيمات، بل تعاملت معهم من منطلقات أخلاقية وأخوية وإنسانية حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم كل التسهيلات اللازمة، والرعاية الصحية المجانية، والانخراط في سوق العمل، والتعليم”.
الميدان
ومنذ اعلان انتهاء الهدنة، تتعرض مناطق سورية عدة أبرزها مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لغارات كثيفة في اليومين الاخيرين. وتسببت احدى هذه الغارات ليل الثلثاء- الاربعاء، استناداً الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له بمقتل أربعة كوادر طبية في بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي. وتحدث عن “تقدم لقوات النظام في المنطقة” حيث استعادت السيطرة على ابنية عدة كانت خسرتها الشهر الماضي.
وعلى جبهة اخرى، قتل 13 شخصاً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال وأصيب 35 آخرون بجروح جراء صواريخ اطلقتها طائرات حربية على مدينة شيخون في محافظة ادلب. وأفاد وزير الدفاع التركي فكري ايشك أن الفصائل المقاتلة السورية التي تدعمها انقرة ستقود هجوماً محتملاً لطرد الجهاديين من مدينة الباب شمال سوريا وليس الجيش التركي، نافياً بذلك تقارير صحافية. وقال: “اننا ندعم وسندعم بكل ما يلزم (الفصائل المعارضة التي تدعمها انقرة) لكننا لا نخطط لتدخل قوات المشاة… لا نرى سببا في الوقت الراهن للاستعانة بسلاح المشاة”. وتناقض تصريحات الوزير تقارير نشرتها صحيفة “حريت” نقلاً عن مسؤول لم تكشف اسمه عن بحث انقرة في ارسال قوات اضافية الى شمال سوريا لهذا الغرض.
الاخبار
«ترميم الهدنة» في الثلاجة: عودة إلى اتهامات ما قبل الاتفاق
بينما تعود جبهات الميدان الرئيسية إلى الواجهة، في ظل الإخفاق بإقرار تمديد «الهدنة»، تستمر واشنطن وموسكو في تقاذف الاتهامات حول خروقات أيام وقف إطلاق النار، وصولاً إلى استهداف قافلة المساعدات في ريف حلب. ومع تعاظم الخلافات يعود تباين الأولويات ليفرض نفسه عائقاً مهماً أمام تنفيذ بنود الاتفاق نحو الوصول إلى تعاون عسكري.
لا تعكس الأجواء السائدة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بين واشنطن وموسكو، أي بوادر توافق على النقاط الأساسية في اتفاق «الهدنة»، من شأنه أن يؤسس لاستئناف المحادثات السورية ــ السورية التي أعلن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أنّه بصدد تسليم «مسوَّدة اقتراحات» تشكّل نقطة لانطلاق هذه المحادثات.
وعلى الرغم من الاحتمال القائم لعودة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سعت جميع الأطراف إلى عدم «نعيه»، لا يبدو أن خلاف الأولويات سيسمح بتقدم ملموس في تطبيق «الهدنة» على الأرض. الطرف الأميركي ما زال يماطل موسكو بشأن التعاون العسكري ضد «الإرهاب» من قبل «هدنة» شباط الماضي، لكونه يعرف أن فصل «المعتدلين عن الإرهابيين» سيطيح الفصائل المعارضة في حال عدم إقرار أفق سياسي يتيح لها دوراً مستقبلياً. بينما ترى موسكو أن توحيد محاربة الإرهاب من شأنه إبعاد الخطر عن بنية الدولة السورية والتأسيس لمحادثات سياسية تعطي الحجم الفعلي للقوى المعارضة على الساحة، التي ستضعف في حال عزلها عن المنظمات الإرهابية التي تشكل القوة الفعلية على الأرض.
ومع اقتراب لقاء «المجموعة الدولية لدعم سوريا» يوم غد الجمعة، سيستمر تراشق الاتهامات بين موسكو وواشنطن في محاولة لشدّ حبال مفاوضات إنعاش «الهدنة». وفي هذا السياق، طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بوقف تحليق سلاح الجو التابع للجيش السوري فوق المناطق التي سبق الاتفاق حولها ضمن «الهدنة»، والسماح بعبور المساعدات الإنسانية دون عوائق، لـ«إعادة الصدقية إلى عملية التهدئة». وأشار خلال كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، إلى أن «الطائرات الروسية والسورية فقط» كانت تعمل في المنطقة التي تعرّضت فيها قوافل المساعدات للقصف أول من أمس، في ريف حلب. ورأى أن تقييد حركة الطائرات السورية «سيمنع شنّ هجمات على أهداف مدنية تحت ذريعة الحرب على جبهة النصرة». وسخر من «الرواية الروسية» حول استهداف القافلة، معتبراً أن الحديث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يومها، يعطي إحساساً بأنه يعيش في «عالم آخر».
ومن جانبه، شدّد لافروف على أن الأولوية الأساسية في التسوية السورية، تبقى عملية «فك الارتباط» بين المعارضة وتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، لضمان فعالية أكبر لنظام وقف إطلاق النار وتسهيل المهمات الإنسانية، مضيفاً أن ذلك يُسهم أيضاً في «قطع محاولات الإرهابيين للتستر بغطاء ما يسمى المعارضين المعتدلين». ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في قائمة التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن القائمة التي تسلمتها بلاده من الولايات المتحدة ضمّت «أحرار الشام» التي «كنا قد طالبنا بتصنيفها إرهابيةً خلال إعداد مشروع القرار 2254 إلى جانب (جيش الإسلام)، وحينها وعد الجانب الأميركي بتقليص فعالية التنظيمين، مقابل اقتصار قائمة الإرهاب على (النصرة) و(داعش)». وأعرب عن أمله في أن لا يطالب أحد بتطبيق «هدنة» مع تنظيم «جند الأقصى» بعد أن صنفته الخارجية الأميركية إرهابياً. ودعا إلى تحقيق نزيه ومستقلّ في الهجوم الذي وقع على قافلة المساعدات الإنسانية.
وعلى صعيد متصل، قال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في كلمته أمام مجلس الأمن، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طلب منه أن يقدم إلى كافة الأطراف المعنية، مسوَّدة اقتراحات تشكل نقطة انطلاق لمحادثات سورية ــ سورية، مشدداً على أن «الصراع السوري لا يمكن أن يحل عسكرياً».
ومجدداً، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف، أن تكون قوات بلاده قد استهدفت قافلة المساعدات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «طائرة من دون طيار من نوع (بريدايتور) تابعة لقوات التحالف أقلعت من قاعدة انجرليك في تركيا، وحلّقت في أجواء القطاع (الذي كانت ضمنه القافلة) عند وقوع القصف». إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنها مستعدة لاستئناف قوافل المساعدات الإنسانية في سوريا. وأفاد المكتب الإعلامي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بأن «العمل أُعيد بتحضير هذه القوافل الآن، ونحن مستعدون لتقديم المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وتلك التي يصعب الوصول إليها في اقرب وقت ممكن».
البناء
جلسة ساخنة في مجلس الأمن… والحصيلة تُمسكُ بالتفاهم الروسي الأميركي
اشتعال جبهات شرق حلب… ومصر تعرض «انفتاحها على كلّ أطراف الأزمة»
الحريري ليس جاهزاً للبحث الرئاسي… وبري لم يتحدث عن «انسحاب»
كتب المحرر السياسي
شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عرض خلالها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عزمه الدعوة لجولة جديدة لمحادثات جنيف، سخونة عالية بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، تضمّنت الاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عن إفشال تطبيق بنود التفاهم الذي وقعاه قبل أسبوع في جنيف. وفيما ألقى كيري باللوم على تحليق الطيران السوري كسبب للاستفزاز يترتب عليه دمج المعارضين بجبهة النصرة، سخر لافروف من التفسيرات الأميركية للفشل في فصل المعارضة عن النصرة والتلكّؤ في تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في التفاهم. وبينما أكد كيري على تعليمات صارمة من الرئيس باراك أوباما لمواصلة التحضيرات اللازمة للبدء بالتعاون مع سلاح الجو الروسي فور تثبيت وقف النار ودخول المساعدات، طالب لافروف بتحقيق مهني في احتراق قافلة المعونات التي بادرت واشنطن إلى اتهام موسكو بالوقوف وراءها، التي كشفت ليلاً عن رصدها في توقيت مرور القوافل وتعرّضها للاحتراق لطائرة أميركية بدون طيار، من الطراز الذي يستعمله الجيش الأميركي لقصف القوافل التي يقول إنها عائدة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وهي من طراز بريداتور، بينما كان اللافت حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لجلسة مجلس الأمن وإلقاؤه كلمة غمز فيها من الدور التركي كداعم للإرهاب دون تسميته، عارضاً ما لدى مصر من قدرة ورغبة على المساهمة في ترتيبات وقف النار وإيصال المساعدات وصولاً للمحادثات السياسية، استناداً لرصيد علاقاتها مع جميع أطراف الأزمة والحرب، مؤكداً العلاقة الجيدة بالحكومة السورية، معيداً للواجهة مؤتمر القاهرة للمعارضة كبديل ضمني عن مؤتمر الرياض، تحت شعار تمثيل جميع أطراف المعارضة.
في هذه الأثناء، كانت المؤشرات على تصعيد ميداني تتزايد، مع نشر معلومات عن استعدادات لجبهة النصرة لهجمات نوعية، بينما كانت وزارة الدفاع الروسية تعلن ضمّ المزيد من مدمّراتها إلى وحداتها العاملة في البحر المتوسط لإسناد مهامها الحربية في سورية، وكان الجيش السوري وحلفاؤه يبدأون حملة عسكرية نوعية في خطوط التماس المقابلة لأحياء حلب الشرقية، قالت مصادر عسكرية متابعة، إنها عمليات استطلاع بالنار وتدمير للمنشآت التي أقامتها الجماعات المسلحة مستغلة وقف النار والهدنة، ولكن في الحرب الميدان هو الذي يقرّر الخطوات التالية ففي بعض المواقع تبدو الجبهات خالية وليس من الطبيعي أن لا تتخذ القيادة الميدانية قراراً بالتقدّم إذا وجدت معطيات ميدانية مناسبة.
لبنانياً، لا توقعات لمتغيّرات سياسية قريبة، مع كشف مصادر في تيار المستقبل انشغال الرئيس سعد الحريري بالوضع الداخلي لتياره، ما اضطره لتأجيل مؤتمر التيار الذي كان مقرراً في منتصف الشهر المقبل، وانصرافه عن الشأن الرئاسي، بينما أوضحت مصادر نيابية لـ «البناء» أنّ الكلام المنسوب لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن انسحاب من جلسة مجلس النواب، إذا قام الرئيس الحريري بالتصويت للعماد ميشال عون لانتخابه رئيساً للجمهورية ليس صحيحاً على الإطلاق.
ردّ المستقبل لم يصل بعد
يبدو أن لبنان سائر نحو التهلكة، الفراغ الرئاسي مستمرّ الى أجل غير مسمّى، حكومة المصلحة الوطنية على حافة الهاوية، والمجلس النيابي شبه مشلول ينتظر بدء العقد العادي ليعود نبض العمل الى قاعته ولو لجلسة واحدة.
أكدت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل ناقش مجمل القضايا العالقة من بينها رئاسة الجمهورية. ولفتت المصادر إلى «أن حزب الله والتيار الوطني الحر لم يتبلّغا بشكل رسمي موافقة واضحة من تيار المستقبل على ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية». وأشارت المصادر الى ان حزب الله أبلغ مقرّبين من تيار المستقبل أنه سيكون إيجابياً في ملف رئاسة الحكومة اذا انتخب العماد عون رئيساً، لكن رد تيار المستقبل لم يتبلغه حزب الله حتى الساعة، علماً ان الرئيس سعد الحريري هو من أراد ان يطمئن الى موقف الحزب، وبعث برسالة له يسأل فيها عن امكانية ان يقبل حزب الله بعودته الى الحكومة مقابل وصول عون الى الرئاسة.
وإذا لفتت المصادر الى «أن بيان كتلة المستقبل اول امس قال إننا لا نزال متمسكين بترشيح سليمان فرنجية وتكتمت المصادر «عما أدلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري في الشأن الرئاسي».
وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ «البناء» «أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، فالرئيس سعد الحريري لا يزال عالقاً بين تياره المتصدع ومزايدة الرئيس فؤاد السنيورة عليه في الشارع والقرار السعودي الرافض لانتخاب العماد عون». ولفتت المصادر الى أن «أمل الحريري الوحيد لتصحيح وضعه هو بالدخول في هذه التسوية وحسم الموقف داخل كتلته». ورأت المصادر ان «تاريخ 28 ايلول لن يحمل أي جديد الا اذا حصلت معجزة، فلا مؤشرات توحي اننا ذاهبون الى انهاء الفراغ الرئاسي في جلسة 28 ايلول، وهذا يعني اننا ذاهبون لتنفيذ خطواتنا التصعيدية التي وضعناها».
بري: لم أتحدّث عن انسحاب
يبذل رئيس مجلس النواب نبيه بري جهوداً لإعادة النبض للمؤسسات الدستورية منتصف تشرين الاول، وأشار بحسب ما نقل عنه زواره لـ «البناء» «انه سيدعو الى جلسة نيابية عامة تخلو من بنود تتطلب الميثاقية بعد أول ثلاثاء من 15 تشرين الأول ولن يفرض على أحد الحضور وليحضر مَن يحضر، فهناك تغطية مالية للرواتب واستحقاقات داهمة بـ7 مليارات في بداية العام تنتظر إقرارها، وهذا يحتاج الى جلسة عامة». وأكد بري «أن الرئيس الذي سيصل الى قصر بعبدا يجب أن تعبد له الطريق بالتفاهمات»، مشيراً إلى «أن ما ورد في «السفير» ليس كله دقيقاً، فهو لم يتحدّث مطلقاً عن الانسحاب من الجلسة اذا وافق على الحريري على انتخاب العماد ميشال عون».
الرئاسة ليست في متناول اليد
وأكد رئيس الحكومة تمام سلام أن هناك جهوداً كبيرة تصبّ في ملف الرئاسة، لكن لا شيء جديداً أو ملموساً يؤشر بان الموضوع أصبح بمتناول اليد. وأشار سلام وفي دردشة مع الصحافيين من مقر الأمم المتحدة في نيويورك الى ان «مؤتمر الدعم من اجل لبنان الذي وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعقده في باريس لم يُحدّد موعده بعد، ولكنه تحدّث عن إمكان عقده قبل نهاية السنة». وكان سلام التقى كلاً من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس وزراء استراليا مالكولم تورنبول، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل وسفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام.
روجرز التقى قهوجي
وفي إطار الدعم العسكري الأميركي للجيش اللبناني، وصل الى بيروت قائد العمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية اللواء دارسي روجرز في زيارة تستمر حتى بعد غد الجمعة، لمعاينة الشراكة بين القوات الاميركية والجيش اللبناني، والاجتماع مع قادة عسكريين لبنانيين، وتسليط الضوء على العلاقة المهنية المستمرة بين القوات الأميركية والجيش اللبناني، وفي شكل خاص التعاون على صعيد التدريب بين البلدين. وبحث دارسي مع قائد الجيش العماد جان قهوجي بحضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد علاقات التعاون بين جيشي البلدين، خصوصاً في مجالات تدريب الوحدات الخاصة وتجهيزها، وتأمين احتياجاتها في إطار برنامج المساعدات الأميركية المقرّرة للجيش اللبناني.
وقالت مصادر عسكرية لـ «البناء» إن «الزيارة تأتي في إطار مساعدة قيادة الجيش ودعم الجيش ضد الإرهاب وللوقوف عند كيفية استعمال المساعدات العسكرية الأميركية للجيش، خاصة أنه لا يتلقى المساعدات إلا من الولايات المتحدة، والتي كانت الدفعة الأخيرة منها مدافع وذخيرة ووعوداً بتقديم طائرات استطلاع من دون طيار وطائرات هيلكوبتر».
ولفت إلى أن «أميركا حريصة على العلاقة بين قيادة الجيش اللبناني والقيادة الأميركية، لا سيما أن زيارات الضباط اللبنانيين الى واشنطن لم تنقطع، كما أن الجيش اللبناني يشارك في كل المناورات الأميركية في الشرق الأوسط وأثبت كفاءته وخبرته واستعداده في مجال مكافحة الإرهاب». وشددت المصادر على أن «لا بديل عن التمديد لقائد الجيش الحالي جان قهوجي، لكن وعلى الرغم من دعم أميركا التمديد له إلا أن لا علاقة للزيارة بملف التمديد له»، وأكدت «أن الجيش مستعدّ ويحوز على ثقة الدول بمن فيها أميركا لمواجهة الإرهاب من خلال خطط عدة تمكّنه من صدّ أي محاولات تقدّم للإرهابيين عبر الحدود».
النقل البري إلى الشارع…
وكانت تقدّمت الملفات الحياتية والمعيشية إلى الواجهة في الوقت السياسي الضائع، وشهد يوم أمس اعتصامات نفذها السائقون العموميون مطالبين بإلغاء تلزيم المعاينة الميكانيكية ورفض رفع الرسوم وضرورة إقرار خطة لتنظيم النقل. وأكد المتحدثون باسم اتحادات النقل البري الاتجاه الى مزيد من التصعيد أمام مراكز المعاينة الميكانيكية على أن تحدّد الخطوات اللاحقة الإثنين المقبل، مؤكدين أنهم في صدد التحضير لإضراب شامل وعام.
طليس: صفقات خلف رفع زيادة الرسوم
وقال رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس لـ «البناء» إنه «لم يتم تحديد مكان الإضراب الشامل وتوقيته وشكله، لكن دعونا الى تجمّعات واعتصامات أمام مراكز المعاينة الميكانيكية ومصالح تسجيل السيارات في جميع المناطق على أن نبحث في اجتماع اتحادات النقل البري الاثنين تحديد الخطوات المقبلة». وأشار طليس إلى أن لا تجاوب مع مطالبنا حتى الآن، وهناك تجاهل فاضح من قبل المسؤولين، متحدّثاً عن وجود صفقات خلف زيادة الضرائب ورفع الرسوم على الميكانيك من 3300 ل.ل. إلى 33 دولاراً للسيارات ومن 59000 ل.ل. الى 87 دولاراً للشاحنات»، رافضاً الحديث عن الجهة التي تقف خلف هذه الصفقات.
ولفت الى أننا حتى الآن تمكّنا من خلال تحركاتنا من تجميد تنفيذ الصفقة بقرار صادر عن مجلس شورى الدولة بتجميدها، لكن سنعمل على إلغائها بالكامل ومستمرّون بالتحرك، وموقف جميع النقابات موحّد في جميع الأراضي اللبنانية، موضحاً أننا لم ندعُ الى اعتصامات في مدينة صيدا التي سيشملها اعتصام الاربعاء أمام مركز تسجيل السيارات».
القسيس: ندافع عن كل الشعب
أما نقيب أصحاب الشاحنات في لبنان شفيق القسيس، فقال لـ «البناء» إن اجتماع اتحادات نقابات سائقي السيارات والشاحنات والصهاريج الإثنين المقبل، سيبحث اتخاذ قرار بالإضراب والاعتصام أمام مراكز تسجيل السيارات والمعاينة الميكانيكية بكل فروعها إذا لم تتجاوب الحكومة مع مطالبنا». ودعا كل المواطنين إلى المشاركة في الاعتصامات والإضرابات. وأشار القسيس إلى أننا «لم نتلقَ أي اتصال من المسؤولين لا من رئاسة الحكومة ولا من وزارة الداخلية سوى اتصال من أحد الضباط، موفداً من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص أبلغته خلاله مطالبنا التي تتعلّق بوجود ثغرات في تطبيق قانون السير للشاحنات والمعاينة الميكانيكية ورفضنا دفع رسوم وضرائب جديدة على دفاتر القيادة وفرض تغيير لوحات السيارات». وأوضح أن «التلزيم أُعطي لإحدى الشركات لمدة عشر سنوات على أن تعود للدولة، لكن ما حصل هو تجديد التلزيم 5 سنوات. والآن تمّ التلزيم لشركة جديدة رفعت الرسوم على تسجيل السيارات والمعاينة الميكانيكية ودفاتر القيادة وفرضت تغيير لوحات السيارات».
اللواء
رئاسة لبنان على الرّف في نيويورك.. وقنوط في الرابية
تنفّس الوضع اللبناني على وقع لقاءات نيويورك التي أجراها الرئيس تمام سلام مع عدد من زعماء العالم ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعلى ايضاحات ايحاءات وتأويلات الأسبوع الماضي، في ما خص الاستحقاق الرئاسي، حيث اكّد مصدر نيابي في كتلة المستقبل ان بيان الكتلة الأخير وضع حداً لسائر التلميحات والتوهمات في ما خصَّ تبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، ولجهة تأكيدها على خيارها بترشيح النائب سليمان فرنجية الذي رأى فيه المصدر انه الخيار الأسلم للخروج من الأزمة الراهنة.
وأشار هذا المصدر إلى ان ترشيح النائب فرنجية لم يكن الخيار المفضل، لكنه الواقعي لإنهاء الشغور الرئاسي، وكلّف التيار محاولات للاستقطاب، وحملات فضحت الذين وقفوا وراءها، ولا حاجة بالتالي لخطوات غير مضمونة النتائج.
ومع هذا التقييم في بيروت، فإن مرارة وإحباط يحيطان بنشطاء التيار العوني، ونواب تكتل الإصلاح والتغيير الذين يشعرون ان «تكتلهم محاصر» من أكثر من جهة، سواء من الحلفاء أو الخصوم. ولا يُخفي القيادي في التيار الوطني الحر الوزير السابق ماريو عون، ان التيار اليوم امام انتظار لما تحمله الساعات الـ48 المقبلة، في ضوء ما يتردد عن عودة الرئيس سعد الحريري. وقال عون لـ«اللواء»: «بعد ذلك يمكن ان تتبلور حلول ولو بنسبة ضئيلة، أو يتم السير بالتصعيد الذي قرره التيار، ومن المرتقب ان يكون كبيراً».
وفيما قالت المصادر العونية ان الرئيس الحريري كان متوقعاً ان يعود إلى بيروت أمس، نافية «ان يكون التيار العوني سيقوم بحملة على «تيار المستقبل» أو على الرئيس الحريري شخصياً، اشارت إلى ان صقور «المستقبل» يشنون حملة على «التيار الوطني الحر». وإذ نفت المصادر العونية أي رغبة بقيام تصادم مع الرئيس برّي، وأن ما يجري ترداده في الدوائر الإعلامية لا يسهل الحلول، ألمحت إلى ان التيار ما يزال في مرحلة الترقب، وأن لا جديد لجهة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، أو الاعتراض على التمديد أو المطالبة بقانون جديد للانتخابات على أساس النسبية.
بالمقابل، قالت مصادر نيابية مسيحية لـ«اللواء» ان الاتصالات التي تجريها لجان التنسيق المشكلة للتحضير للتحركات في الشارع، مع القوى المسيحية، لا تلاقي تشجيعاً، نظراً للأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد، بدءاً من النفايات المتراكمة في الشوارع إلى الحفريات. واستدلت هذه المصادر، على حالة الاحتقان في الشارع، في ضوء تحرك أصحاب الشاحنات ونقابات قطاع النقل البري، التي جمّدت حركة السير وبدت الشوارع مقفلة، ولم يتمكن الموظفون واصحاب المصالح من القيام بأي عمل، وهذا من شأنه ان يرتد سلباً على تحركات التيار العوني إذا ما تكررت التجربة وعلى المجتمع المسيحي ككل، وفقاً لهذه المصادر.
ولاحظت مصادر أمنية، رفضت الكشف عن هويتها ان تزامن التحرّك العوني مع عودة قطاع النقل البري إلى الشارع في 28 الجاري حيث موعد الجلسة 45 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من شأنه أن يفرض إجراءات أمنية غير مسبوقة، قد تؤدي إلى إعلان حالة طوارئ بصورة غير مباشرة. وفيما كرّر الرئيس نبيه برّي دعوته إلى تعبيد الطريق إلى بعبدا على تفاهمات واضحة، بدل المتاهات وبعيداً من الصخب والضوضاء (في إشارة إلى حركة الشارع)، ومن دون طرح أية أسماء، مشدداً على السير في خيار جلسات التشريع التي لا تحتاج إلى نصاب الثلثين، وألا فمن أراد أن يُشارك فليشارك ومن أراد أن يتخلّف فليتحمّل هو خيار تخلّفه.
نيويورك: رئاسة لبنان على الرف
وبصرف النظر عن لعبة الوقت، المرتبطة بمسارات الحرب السورية، بين الهدنة ووقف لنار، وإعادة تنظيم قواعد الاشتباك، بعدما أصبحت الدول الكبرى، كروسيا والولايات المتحدة الأميركية والدول الإقليمية من بينها تركيا وإيران وإسرائيل تتبادل الرسائل على أرض المعارك من الشمال إلى الجنوب السوري، مروراً بحلب وحمص وأرياف دمشق، تحدثت مصادر دبلوماسية عن جهود دولية تُبذل لفصل أزمة الرئاسة في لبنان عن التداعيات السورية. وأشارت هذه المصادر إلى أن الجهود التي تُبذل، نجحت إلى حدّ بعيد في الحدّ من أي محاولة للعب بالاستقرار الأمني، أو الاستقرار السياسي والاقتصادي، مما يشجّع على استكمال هذه الجهود في انتخاب رئيس قد يكون من خارج نادي الأربعة الأقوياء الذين رشحتهم إجتماعات بكركي قبل سنتين ونيّف.
وفي نيويورك، أكد مصدر دبلوماسي لبناني لـ«اللواء» أن ملف الرئاسة الأولى ما يزال على الرف، وأن عواصم القرار العالمي منهمكة في إعداد الترتيبات الخاصة للوضع السوري ضمن حزمة تفاهمات، تشمل دول الشرق الأوسط ككل، ومن بينها لبنان في مرحلة لاحقة. ومع أن الرئيس سلام يحرص على عدم إقحام الوضع الداخلي اللبناني، باستثناء حثّ الدول على المساعدة في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية ليتمكّن من مواجهة باقي الأزمات، وفي مقدمها أزمة النزوح السوري، لكنه رداً على سؤال لـ«اللواء» قال: «هناك جهود كبيرة تُبذل وتصب في هذا الموضوع، ولكن ليس هناك اي خرق او اي شيء ملموس يؤشر ان الامر اصبح في متناول اليد مع املنا بحصول ذلك. وعن الموضوع الداخلي وامكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء قال الوضع الداخلي اللبناني نتحدث فيه في لبنان.
وعن لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الرئيس سلام: اللقاء مع لافروف يأتي في اطار التواصل مع كل القيادات الموجودة في نيويورك، وهو يتحمل مسؤوليات كبيرة ويقوم بدور كبير في كافة القضايا واهمها الوضع في سوريا، وكانت فرصة اكد الوزير لافروف على اهمية ضرورة تمتين المسار اللبناني ودور المؤسسات والاتجاه لانتخاب رئيس للجمهورية واعرب ان روسيا تهتم جدا بلبنان وهي لم توفر جهداً لمساعدة لبنان.واطلعنا لافروف على بعض المواقف والتحركات التي تقوم بها روسيا وتمنى ان يتفهم الجميع دقة المرحلة وصعوبتها.
وأشار سلام الى أن كل اللقاءات تصب في اطار السعي لتمتين الوضع الداخلي اللبناني، وهناك اهتمام بالموضوع الرئاسي الذي اصبح موضوعاً ملحاً وضاغطاً وهو محل اهتمام كل الدول والقادة وليس هناك اي معطيات ملموسة يبنى عليها ولكن الجهود مستمرة.
وفي تطوّر عسكري آخر، بدأ آمس، قائد العمليات الخاصة في القيادة الاميركية الوسطى اللواء دارسي روجرز زيارة إلى لبنان تستمر 3 أيام، للوقوف على التنسيق القائم مع الجيش اللبناني، لا سيما التعاون في مجال التدريب، وقال روجرز في كلمة لدى حضوره دورة تدريبية لوحدات من المكافحة والمغاوير «أن زيارته إلى لبنان تنمّ عن دعم الولايات المتحدة المستمرة للجيش اللبناني، وهو التزام بأمن هذا البلد».
تجنب اللائحة السوداء
وفي مجال مالي – دولي، واستباقاً لجلسات التشريع التي يزمع الرئيس بري عقدها، تتجه الحكومة اللبنانية للمشاركة في المنتدى الدولي حول الشفافية وتبادل المعلومات، لغايات ضريبية، والتابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنموي (OCDE) في باريس، بين 26 و30 أيلول الجاري. وستشارك لجنة مؤلفة من وزارات المال والعدل، ومصرف لبنان في اجتماعات المنتدى لتجنب وضع لبنان على اللائحة السوداء للدول التي تعتبر من الملاذات الضريبية في العالم، ومن هذه الدول باناما وفاناداتو وهي جزيرة في ارخبيل يقع جنوب المحيط الهادئ. ويشرح الوفد اللبناني سلسلة التشريعات التي اقرت العام الماضي والمتعلقة بالتصاريح عن الاموال المنقولة بين الحدود والقوانين المتعلقة بمكافحة التهرب الضريبي، وذلك على الرغم من الشغور الرئاسي. وقال مصدر مالي ان الحكومة ومصرف لبنان وجمعية المصارف تبذل جهوداً حثيثة لتجنب لبنان تجرع الكأس المرة لوضعه على اللائحة السوداء. وأشار هذا المصدر الى ان مجلس النواب بصدد دراسة اي مشاريع جديدة في اطار الالتزام بقواعد الشفافية الدولية.
تحرك السائقين
وفي اطار التحركات النقابية اعتصم السائقون العموميون امام السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح في بيروت، تنفيذاً لقرار اتحادات ونقابات قطاع النقل البري للمطالبة بالغاء تلزيم المعاينة الميكانيكية ورفض رفع الرسوم وضرورة اقرار خطة لتنظيم النقل. وتوجه السائقون بسياراتهم من ساحة الكولا الى ساحة رياض الصلح، سالكين شارع مار الياس ومنطقة زقاق البلاط، وانضم اليهم في مكان الاعتصام سائقو الصهاريج في لبنان الذين ركنوا آلياتهم في شارع المصارف ما تسبب باقفال الطريق. وأكد نقباء قطاعات النقل البري التحضير لاضراب شامل، والغاء تلزيم الميكانيك. (راجع ص7)
مخاوف.. واشتباكات
ووسط مخاوف امنية من تجدد الاشتباكات بين المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين، في غير منطقة، عادت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة الى الواجهة، حيث تجددت ليلاً بين مجموعة الاسلامي المتشدد بلال بدر وأقارب الضحية سيمون طه الذي اغتيل قبل يومين في الشارع الفوقاني في المخيم، على يد مقنعين، ووجهت الاتهامات لمجموعة بدر. وسمعت أصوات الاشتباكات خارج المخيم، والتي اندلعت اثر تلاسن بين مسلحين مقنعين ومقربين من طه، والذين حاولوا قطع الطرق احتجاجاً، فتعرضوا لإطلاق نار. وتوقفت الاشتباكات بعد منتصف الليل بعد اتصالات شارك فيها السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، ورئيس فرع المخابرات في صيدا العميد خضر حمود، وشخصيات صيداوية وفلسطينية. وسيّرت القوى الامنية المشتركة دوريات في المخيم لمنع انتشار المسلحين وتثبيت وقف النار.
المصدر: صحف