اعوامٌ من الوجعِ وعامٌ من الصراخِ الذي بعضُه صادقٌ وكثيرُه مخطوفٌ بينَ مشاريعِ السفاراتِ وعطايا المليارات.
عامٌ والبلدُ يَنزِفُ واقتصادُه يَضيعُ والمتسلقون باتوا مفضوحينَ باهدافِهم وادوارِهم ، اما الضحايا فالفقراءُ والمواطنون الصادقون.
المقلبُ السياسيُ للبلدِ ليس في افضلِ حال ، ولا جديدَ في الاتصالاتِ ما خلا بياناً للتيارِ الوطني الحر عنوانُه : لا تسميةَ للنائبِ سعد الحريري لرئاسةِ الحكومة ، اما شكلُ الحكومةِ بالنسبةِ للتيارِ فوفقَ معاييرَ اعلنَها بيانٌ اجمعَ عليهِ مجلسُه السياسي : إذا كانت حكومةَ إختصاصيينَ فيجبُ أن ينطبقَ ذلك على رئيسِها ووزرائِها معًا ، وإذا كانت سياسيةً أو تكنوسياسية فيجبُ ايضاً ان ينطبقَ التمثيلُ السياسيُ على كلِّ مكوّناتِها وَفقًا لقواعدِ الميثاقيةِ والتمثيلِ النيابي.
بيانُ التيارِ قرّبَ صورةَ الاسبوعِ المقبلِ قبلَ موعدِ الاستشاراتِ المؤجلةِ رئاسيا، وباقي المشهدِ متوقفٌ على قرارِ النائبِ الحريري من التمسكِ بالترشحِ او الانسحاب، في ظلِّ تاكيدِ باريسَ على حكومةِ مُهمّةٍ قادرةٍ على تطبيقِ الإصلاحاتِ الضرورية، وفقَ خارجيتِها بالامس.
الى انْ يَبينَ الخيطُ الحكوميُ الابيضُ من الاسود، يشتدُ السوادُ فوقَ مصيرِ ودائعِ اللبنانيينَ بالعملةِ الوطنيةِ معَ انشغالِ حاكمِ المركزي وجمعيتِه للمصارفِ منذُ ايامٍ باصدارِ تعاميمَ وقراراتٍ وبياناتٍ تُظهرُ حجمَ السُمِّ المدسوسِ بعسلِ التطمينات، وجديدُهم التوجهُ لفرضِ استعمالِ البطاقاتِ الائتمانيةِ والشيكاتِ بدلَ الكاش.. فأيُ مواطنٍ سيحملُ بطاقاتِكم لشراءِ حاجياتِه بعدما جعلتموهُ يُلملمُ ما تبقى من فُتاتِ مدَّخراتِه؟ الا يَكفي التنمرُ بهذهِ التوجيهاتِ على اللبنانيين الفقراءِ والعمالِ والموظفين وايضاً التجارِ الذين فَقدوا الثقةَ بنظامٍ مصرفيٍ يحتارُ كيفَ يسرقُ وينهب؟.
وفي بلدٍ تَكثُرُ فيه عناوينُ الوَحدةِ وشعاراتُ التغيير، لا يُغيِّرُ بعضُ مَن فيهِ حقيقتَه العنصريةَ التي استهدفت طالباتٍ بمنعِهن من التدربِ في احدِ المستشفياتِ بسببِ حِجابِهِن . استهدافٌ لا يُبرَّرُ بعذرٍ حصلَ في زمنِ كورونا الذي تحتاجُ مواجهتُه كلَّ المشمولينَ برسائلِ الانسانية.
المصدر: قناة المنار