كشفت بيانات أن هناك نحو 1.8 مليار شجرة تنتشر في أجزاء من صحراء غرب إفريقيا والساحل الإفريقي، وما يسمى بالمنطقة شبه الرطبة، ما يقلب الافتراضات السابقة حول مثل هذه الموائل
وقال المعد الرئيسي مارتن برانت، لوكالة AFP: “فوجئنا جدا بوجود الكثير من الأشجار التي تنمو في الصحراء الكبرى”.
وأضاف برانت، أستاذ الجغرافيا المساعد في جامعة كوبنهاغن: “بالتأكيد توجد مساحات شاسعة بدون أي أشجار، ولكن، ما تزال هناك مناطق ذات كثافة شجرية عالية، وحتى بين الكثبان الرملية توجد هنا وهناك بعض الأشجار”.
ويزود المسح الباحثين ودعاة الحفاظ على البيئة ببيانات يمكن أن تساعد في توجيه الجهود لمكافحة إزالة الغابات، وقياس تخزين الكربون بشكل أكثر دقة على الأرض.
ولم يكن العثور على الأشجار وعدّها مهمة سهلة. وفي المناطق التي يوجد بها الكثير من الأشجار، تظهر كتل سميكة من النمو بشكل واضح نسبيا في صور الأقمار الصناعية، حتى عند الدقة المنخفضة، ويمكن تمييزها بسهولة عن الأرض الخالية.
ولكن عندما تكون أكثر انتشارا، يمكن أن تكون صور القمر الصناعي منخفضة الدقة للغاية بحيث لا يمكن انتقاء الأشجار الفردية، أو حتى المجموعات الصغيرة.
وتوصل برانت وفريقه إلى حل يقرن صور الأقمار الصناعية بدقة عالية جدا بالتعلم العميق – تدريب برنامج كمبيوتر بشكل أساسي على القيام بالعمل نيابة عنهم. ولكن هذا لا يعني أنه يمكنهم الجلوس وانتظار النتائج.
وقبل أن يبدأ برنامج التعلم العميق في العمل، كان لا بد من تدريبه، وهي عملية مرهقة شهدت وصف ما يقرب من 90 ألف شجرة، واستغرق الأمر من برانت سنة كاملة.
وقال: “مستوى التفاصيل مرتفع للغاية، ويحتاج النموذج إلى معرفة كيف تبدو كل أنواع الأشجار المختلفة في المناظر الطبيعية المختلفة. لم أقبل أخطاء التصنيف والمزيد من التدريب عندما رأيت أشجارا مصنفة بشكل خاطئ”.
وكشف أن الأمر يستحق الجهد المبذول، ما سمح بحساب ما كان سيستغرق ملايين الأشخاص سنوات من العمل، في غضون ساعات فقط.
وقال برانت إن المعلومات الأفضل قد تساعد في تحديد كمية الكربون المخزنة في هذه المواقع، والتي لا يتم تضمينها عادة في النماذج المناخية.
وهو يأمل الآن في استخدام هذه التقنية في مكان آخر، لرسم خرائط أكثر من الأشجار التي كانت مخبأة سابقا في 65 مليون كيلومتر مربع من المناطق القاحلة في العالم.
المصدر: روسيا اليوم