صرّح الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، أنه “لا بديل عن المفاوضات حول ناغورني قرة باغ”. ونقل المكتب الصحافي التابع لـ سركسيان، خلال” قمة الفكر الأرمني” التي عقدت في صيغة مؤتمر عبر الفيديو، عنه قوله “بعد أسبوعين من القتال العنيف، أظهر سكان أرتساخ، أنهم لا يقهرون حتى في القتال ضد أذربيجان وتركيا والجماعات الإرهابية التي تم جلبها إلى المنطقة. لا يوجد حل آخر سوى العودة إلى طاولة المفاوضات باسم مستقبل ناغوري قرة باغ والمنطقة بأسرها “.
وأشار إلى أن الرئيس، أعرب مرة أخرى عن “تقديره الكبير لدور روسيا في المساعدة على إنهاء الأعمال القتالية”.
من جهته، أكد رئيس أذربيجان إلهام علييف أن “أول اتصالات مع حكومة باشينيان كانت باعثة للأمل، لكن يريفان سلكت لاحقاً نهجاً معاكساً تماماً، وشعر الجانب الأذربيجاني نفسه بأنه مخدوع”. وقال إنه “لا يستبعد عقد لقاء بينه وباشينيان، لكنه لا يعتبر ذلك خيارا بناء في المرحلة الحالية،” مضيفاً “يجب أن تدرك القيادة الأرمنية في نهاية المطاف أنه لا يجوز استخدام لغة الإنذارات النهائية والتهديدات والابتزاز بحق أذربيجان”.
هذا وشدد علييف على أن “البيان الختامي للمشاورات التي استضافتها موسكو الجمعة بشأن تسوية النزاع في قره باغ يقضي بضرورة سحب أرمينيا قواتها من المنطقة المتنازع عليها”. وأكد علييف، في مقابلة نشرتها بالكامل اليوم الأحد قناة RBC الروسية، أنه “يقيم إيجابيا نتائج المشاورات الأذربيجانية-الأرمنية-الروسية التي توجت بإعلان هدنة إنسانية في قره باغ”.
وأشار الرئيس الأذربيجاني إلى “الأهمية المبدئية لانعكاس موقف بلاده في البيان الختامي للاجتماع، وخاصة فيما يتعلق بضرورة إطلاق مفاوضات جوهرية بين باكو ويريفان وتأكيد ثبوت صيغتها، محملا الحكومة الأرمنية المسؤولية عن محاولة تقويض العملية السياسية والمبادئ المذكورة الخاصة بها”. وقال علييف إنه “من المهم مبدئيا قبول الجانب الأرمني بالمبادئ الأساسية للتسوية والتي تحدد كيفية إعادة الأراضي المتنازع عليها إلى أذربيجان تدريجيا وتنص على أن المفاوضات دائرة مباشرة بين أذربيجان وأرمينيا، دون إشراك “جمهورية قره باغ” المعلنة ذاتيا والمدعومة من يريفان”.
وقال الرئيس الأذربيجاني إن باكو “امتنعت عن مطالبة يريفان في مشاورات موسكو بالاستسلام التام وتحديد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأرمنية من قره باغ، نظرا لهشاشة حكومة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان”، موضحا أن وقوع ثورة أخرى في أرمينيا لن يصب حسب رأيه في مصلحة باكو، موضحاً أنه “لذلك لم نصر على تحديد المواعد النهائية في إطار البيان الذي تم تنسيقه، لكنه يقضي دون أدنى شك بالانسحاب المنسق لقوات الاحتلال الأرمنية من أراضينا”.
وأعرب علييف عن استعداد بلاده لبدء التفاوض بشأن قضية قره باغ فورا، مضيفا “نحن مهتمون بالتسوية في أقرب وقت ممكن، لأنها ستتيح لمواطنينا ونازحيها العودة إلى ديارهم”. وشدد علييف على أن مدة سريان الهدنة المعلنة ستتوقف على مدى التزام الجانب الأرمني بها، مشددا على “ضرورة أن تظهر يريفان حسن نية على طاولة التفاوض”، وتقبل بأنها “لن ترى مجددا الأراضي المتنازع عليها”.
ولفت الرئيس الأذربيجاني إلى أهمية الناحية العسكرية بالنسبة لتسوية نزاع قره باغ، موضحا أن “المفاوضات بشأن القضية كانت ستستمر 30 سنة أخرى لولا الحملة العسكرية الأخيرة لبلاده”، لافتاً إلى أنه “سنصل حتى النهاية ولن نتوقف. وإذا كان الجانب الأرمني ملتزما بالهدنة، فإننا سندخل مرحلة التسوية السياسية وستنتهي مرحلة الإجبار على التفاوض، ولذلك سنصل حتى النهاية على أي حال، وهدفنا كان ولا يزال ثابتا، وهو استعادة وحدة أراضي أذربيجان المعترف بها دولياً وعودة الأذربيجانيين إلى مناطقهم الأصلية”.
وتابع “عندما طرح باشينيان علينا سبع إنذارات نهائية وأهان مشاعر الشعب الأذربيجاني، بات من الواجد معاقبته على ذلك، وهذا ما فعلناه. وليشكر باشينيان بوتين على أن روسيا جاءت مرة أخرى لإنقاذ أرمينيا”.
“جمهورية قره باغ” تدعو روسيا وأرمينيا وإيران لإنشاء تحالف لمحاربة الإرهاب في المنطقة
يأتي ذلك في وقت دعا فيه برلمان جمهوية قره باغ المعلنة ذاتيا الأحد أرمينيا وروسيا وإيران إلى “إنشاء تحالف جديد بهدف محاربة الإرهابيين الدوليين في المنطقة المتنازع عليها”. وحملت “الجمعية الوطنية” في الجمهورية غير المعترف بها دوليا والمدعومة من أرمينيا، في بيان أصدرته الأحد، تركيا “المسؤولية عن الوقوف وراء التصعيد العسكري الأخير في المنطقة المتنازع عليها”، متهمة الأخيرة بـ”المساعدة في تسلل إرهابيين دوليين وعناصر لجماعات متطرفة مختلفة من سويا والعراق وليبيا ومناطق أخرى” إلى قره باغ.
وأشار البيان إلى تقارير صادرة عن منظمات دولة ووسائل إعلام بهذا الشأن، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولين في روسيا وفرنسا وإيران وسوريا، محذرا من أن “الإرهاب الدولي، بعد تكبده هزيمة مدوية في سوريا، يستغل السياسات قصيرة النظر لحكومة باكو ويحاول التموضع في المنطقة وتحويلها إلى بؤرة إرهابية جديدة، ما يشكل خطرا ليس على أمن ووحدة أراضي أرتساخ (أي جمهورية قره باغ) وحدها بل والدول المجاورة، وهي أرمينيا وروسيا وإيران”.
وشدد البيان على أن “جلب الإرهابيين إلى قره باغ ومراعاتهم هناك يشكل على المدى البعيد خطراً على دول المنطقة والأمن الدولي وسكان أذربيجان نفسها”، مشددا على ضرورة إحلال السلام والأمن الإقليميين بما يخدم التعاون بين دول المنطقة في محاربة الإرهاب الدولي.
ودعا البيان أرمينيا وروسيا وإيران إلى إنشاء مركز تنسيق مشتركة بهدف رصد الإرهابيين الدوليين المتسللين إلى قره باغ ووضع خطط لتحييدهم ونقاط تمركزهم وقواعدهم العسكرية.
وتبادلت أرمينيا وأذربيجان منذ بدء الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري في قره باغ الاتهامات بنقل مسلحين من دول أخرى، بالدرجة الأولى من سوريا، إلى منطقة النزاع. كما أكدت عدة دول، منها روسيا وفرنسا وسوريا، وجود مسلحين أجانب في قره باغ.
المصدر: روسيا اليوم + سبوتنيك