البلدُ مجمدٌ سياسياً حتى مطلعَ الاسبوعِ حيثُ من المفترضِ ان يَبِينَ مرجُ الاتصالات حول التكليف والحكومة. وفي الوقتِ الحاكمِ الى موعدِ الاستشاراتِ الخميسَ المقبل، حددَ التيارُ الوطنيُ الحر موقفَه من كلامِ رئيسِ تيارِ المستقبل سعد الحريري وقال اِنَ إعادةَ طرحِ تشكيلِ الحكومةِ بالمعاييرِ السياسيةِ التقليديةِ امرٌ ممكن، ولكنْ بشروطِ الدستورِ والتمثيلِ النيابي واعتمادِ معاييرَ متساويةٍ وعادلةٍ في التاليف.
على خطوطٍ اخرى، لبنانُ يموجُ بأهلِه في كلِّ الميادين، ينشغلونَ في ما احتسبوا له وفي ما لم يَحتسبوا، وكأنَه اصبحَ لهم في كلِّ يومٍ موعدٌ معَ امرٍ جديدٍ يزيدُ همومَهم كانفجارِ طريقِ الجديدة الذي اودى بعددٍ من الضحايا وعشراتِ الجرحى وخلفَ اسئلةً حولَ تخزينِ المحروقاتِ تحتَ المنازلِ السكنيةِ بعيداً عن كلِّ شروطِ السلامة، وهو امرٌ لا يبررُه الانقطاعُ الجائرُ للمحروقاتِ بفعلِ المحتكرينَ والمهربين ، والملوحينَ برفعِ الدعمِ الذين يواصلونَ بثَّ الرعبِ في كلِّ مجالاتِ الحياةِ تحتَ غطاءِ ما يُسمى قانونَ النقدِ والتسليف.
ومن احياءِ الفقراءِ وازقةِ الموجوعينَ وكلِّ المناطق، ترتفعُ الصرخةُ جراءَ فقدانِ الدواءِ خاصةً لدى المصابينَ بامراضٍ مزمنة. بعضُ هؤلاءِ يحتاجُ الى دوائِه فلا يجدُه، فيَهِيمُ الى مصيرِه خائفاً فوقَ خوفِه على مستقبلِ عيالِه وقوتِهم..
ويبقى فيروس كورونا على قائمةِ التهديدات، وهناك من لم يُصدِّق الى الانَ انه يجتاحُ لبنانَ ويضعُه على جدولِ الانهياراتِ الصحيةِ التامةِ في غضونِ اقلَّ من شهرٍ وفقَ التقديراتِ الطبيةِ اذا لم يَلتزم المخالِفونَ بأبسطِ قواعدِ الوقايةِ المُنجيةِ لهم وللالافِ الاخرين.
اما الحرائقُ التي ضَربت معظمَ المناطقِ منذُ يومينِ ولا تزال، فرَسَمَت بدخانِها ورمادَها واضرارِها اسئلةً حولَ حجمِ الافتعال، والتزامنِ في الاشتعالِ بينَ مناطقَ متفرقة، خصوصاً في المنطقةِ الحدوديةِ جنوباً حيثُ ثَبَتَ اليومَ بالدليلِ انَ الاحتلالَ ارتكبَ جريمةً بيئيةً لا تُغتفرُ بإشعالِ عددٍ من احراجِ مزارعِ شبعا المحتلة، وعندما امتدت النيرانُ الى بعضِ مواقعِه نالَه نصيباً من لهيبِها فهرولَ لاطفائِها مخلفاً خسائرَ فادحة.
المصدر: قناة المنار