إما الواقعية، وإما تفضلوا الى الدولةِ المدنية.
هي غمزةُ عينِ التينةِ للواقفينَ عندَ عناوينَ كالمثالثةِ وربما بعدُ المرابعة، فالتسهيلُ الحكوميُ لا يكونُ بهذه الطريقة.
فكلُّ ما في لبنانَ ثابتٌ لا يتحركُ منذُ عشراتِ السنينَ قالت عين التينة، فإما اَن يتحركَ الجميعُ عبرَ الدولةِ المدنية، وإما يبقى كلُ شيءٍ على وضعِه..
هي خلاصةُ الوضعيةِ التي تقفُ عليها مساراتُ التشكيل، وبلا ايِّ جديد، فلا اختراقاتٍ حتى الآنَ رغمَ مساعي الرئيسِ الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي دخلَ على خطِّ التأليفِ مباشرةً متصلاً بالرئيسِ العماد ميشال عون للتأكيدِ على ضرورةِ الاستمرارِ في المساعي لتأمينِ ولادةِ الحكومةِ في اقربِ وقتٍ ممكن، لكنَ تقريبَ الحلِّ لا يكونُ بالاماني، بل باقتناعِ المعطلينَ من رؤساءِ الحكوماتِ السابقينَ بضرورةِ العودةِ الى الواقعيةِ والتعاطي معَ ملفِ التشكيلِ وفقَ الثوابتِ الوطنية.
الرئيسُ ماكرون وعدَ الرئيسَ عون باجراءِ سلسلةِ اتصالاتٍ معَ المعنيينَ في محاولةٍ للتسهيل، كفرصةٍ أخيرةٍ لانقاذِ مُهمةِ مصطفى أديب ومبادرةِ باريس. وعندَ هذا البصيصِ تقفُ بعبدا لتنتظرَ أمراً إيجابياً يؤدّي الى ولادةِ الحكومةِ خلالَ المرحلةِ المقبلة، لكنه ليسَ انتظاراً الى ما شاءَ الله كما تؤكدُ مصادرُها التي فضَّلت عدمَ حصرِ المواقعِ الوزاريةِ بفئةٍ دونَ أخرى، معَ التشجيعِ على التوافقِ حولَ هذا الخيار.
خيارٌ ممكنٌ بحسبِ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان اِن كانت المداورةُ في كلِّ المناصبِ والمواقعِ في إطارِ دولةٍ مدنية، دولةِ المواطَنة..
امّا دولةُ اليومِ فكانت واقفةً بينَ مشهدينِ حزينين، مشهدِ تشييعِ لاعبِ كرةِ القدم محمد عطوي الذي استُشهدَ مظلوماً متأثراً بجراحٍ اصيبَ بها قبلَ عدةِ اسابيعَ برصاصٍ طائشٍ، ومشهدِ تشييعِ طرابلس لمحمد الحصني الذي غادرَ مدينتَه هارباً من الحرمانِ واَعادَهُ البحرُ اليها جثةً هامدة، فيما رفاقُه الذين سلكوا معه طريقَ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ غيرُ معروفي المصيرِ بعد..
المصدر: قناة المنار