عبارة عن مجموعة من المحاضرات والدراسات التي ألقاها ودوّنها الإمام الخامنئي دام ظله في سيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام ، تمّ جمعها وتنسيقها وتبويبها بحيث تحقّق الهدف والغرض من طرح فكرة هذا الكتاب الجديدة والإبداعية؛ فقد كان أوّل طرح لهذا المفهوم الكبير والمتقدّم بعنوان “إنسان بعمر 250 سنة” من قبل الإمام الخامنئي دام ظله في المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام عام 1986م.
والكتاب الحاضر، قبل أن يكون كتاباً تاريخياً صرفاً، هو متن تحليلي تاريخي؛ يتضمّن بالاضافة إلى السرد والشرح التاريخي لوقائع من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الأطهار عليهم السلام ، طرحٌ وبيان رؤية تحليلة كلّية لحياة كل معصوم بالنظر إلى المسار التاريخي لمرحلة إمامته، وفي إطار رؤية متكاملة ومترابطة مع باقي الأئمة الأطهار عليهم السلام ، بحيث غدت سيرتهم الجهادية بمثابة عرض منسجم ومترابط لحركة واحدة متّصلة ومتواصلة نحو مقصد واحد وغرض مشخّص.
وهو يهدف بشكل أساسي إلى تكوين رؤيا واضحة عن الحياة السياسية للأئمة الأطهار عليهم السلام ، وإلى تسليط الضوء والبحث عن عنصر الجهاد والمواجهة السياسية التي اتسمت بها حياتهم المباركة، والمقصد الحقيقي الذي كانوا يرمون الوصول إليه.
والفكرة المركزية التي تبتني عليه هذه الرؤية هي النظر إلى الأئمة عليهم السلام على أنّهم شخص واحد يحيا بأهداف واضحة ومحدّدة على المستوى المرحلي والاستراتيجي؛ يسعى دون كلل أو ملل للوصول إلى هذه الأهداف، والتي هي نفسها أهداف هذا الدين الحنيف والرسالة المحمدية الأصيلة. وقد امتدت حياة هذا الإنسان على طول حياة الأئمة عليهم السلام ، أي من سنة 11 للهجرة حتى عام 260 للهجرة، ليكون إنساناً بعمر 250 سنة، ومن هنا اقتبس عنوان هذا الكتاب؛ من كلمات القائد نفسها.
يمكن اعتبار هذا الكتاب مقدمة أساسية وديباجة مفيدة للدخول إلى المعارف الأساسية والأصيلة في حياة المعصومين عليهم السلام والواردة في كلمات الإمام الخامنئي دام ظله وخطاباته.
المصدر: معهد المعارف الحكمية