أجمع العديد من العاملين في مجال الطب على أمر محدد قد لا تدرك أنه يجعل نومك أسوأ، ويحوله إلى كابوس وتقلبات مستمرة في السرير طوال الليل.
ويؤكد ناثانيال واتسون، أستاذ علم الأعصاب في مركز النوم بجامعة واشنطن الطبية والرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لطب النوم لموقع “ويب ميد” أن أسوأ شيء يمكن فعله قبل الخلود للنوم هو مطالعة أي نوع من الشاشات.
وبحسب موقع “بست لايف”، ينصح واتسون: “ضعوا الأجهزة الإلكترونية واسترخوا في المساء قبل التوجه إلى الفراش للحصول على أفضل نوم ممكن في المساء”.
كما كشفت دراسة نشرت في عام 2013 في مجلة “Clinical Sleep Medicine” أن حوالي 90% من الأمريكيين اعترفوا باستخدام نوع من الأجهزة الإلكترونية في غضون ساعة من خلودهم للنوم.
ووفقا لخبراء البحث والنوم، فإن هناك العديد من الإجابات المختلفة حول كيف يتسبب النظر إلى الشاشات في تجربة نوم سيئة.
ومن أبرز الأسباب هو أن النظر إلى الشاشات في وقت متأخر من الليل يُبقي العقل منشغلا في الوقت الذي يجب فيه أن يتوقف عن العمل للنوم، بحسب ما صرحت به هارنيت واليا، أخصائية اضطرابات النوم لعيادة كليفلاند الصحية.
وأكدت واليا أنه “حتى “التحقق السريع” للهاتف الذكي قبل النوم يمكن أن يحفز عقلك إلى مرحلة أكثر نشاطا واستيقاظا، مما يطيل من يقظتك”.
كذلك هناك سبب آخر وهو مشكلة “الضوء الأزرق”، إذ تستخدم معظم الأجهزة الإلكترونية – بما في ذلك الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون – الضوء الأزرق الذي يمكن أن يكون ضارا من نواح كثيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنوم.
وفي الواقع، فقد وجدت العديد من الدراسات، بما في ذلك دراسة أجربت عام 2018 ونُشرت في “Chronobiology International” أن التعرض للضوء الأزرق في الساعات القليلة التي تسبق النوم يثبط “الميلاتونين”، وهو هرمون يساعد في تنظيم أوقات النوم.
كما وجدت دراسة أخرى في عام 2018 ونُشرت في مجلة عيادات الطب النفسي للأطفال والمراهقين في أمريكا الشمالية أن وقت الشاشة قبل النوم قلل بشدة من نوم حركة العين السريعة، وهو إحدى مراحل النوم الأربع، والمعروف بأنها المرحلة التي تنتج أحلامك الأكثر وضوحا.
وبحسب الجمعية الأمريكية لانقطاع التنفس أثناء النوم، فإن نوم “حركة العين السريعة” يلعب دورا في المعالجة العقلية لتجارب اليوم الذي مضى (أي أمس) وتنظيم الذاكرة، ما يعني أن قلة نوم حركة العين السريعة يمكن أن تؤثر بالفعل على الذاكرة.
توصي مؤسسة النوم الوطنية بالحصول على 30 دقيقة على الأقل من الوقت الخالي من الشاشة قبل محاولة النوم مباشرة، ولكن كلما قمت بإغلاق الشاشة مبكرا كان ذلك أفضل.
كما يوصى باللجوء للقراءة كبديل لوقت الشاشة في الساعات القليلة التي تسبق النوم، مثل مطالعة كتاب قديم مطبوع تحت ضوء المصباح، او استخدام قارئ إلكتروني مثل جهاز “كيندل بيبر وايت” لكونه لا ينتج نفس النوع من الضوء الأزرق الذي ينتج عن الهاتف الذكي أو الحواسيب اللوحية.
المصدر: سبوتنيك