تسببت جائحة كورونا في حالة من عدم اليقين لكثير من الناس وربما أثارت مشاعر القلق لدى البعض، ما يؤدي أحيانا إلى نوبات هلع.
ويقول الخبراء إن درجة معينة من القلق بشأن الوضع الحالي أمر طبيعي، حيث يواجه الكثير من الناس صعوبات مالية، بينما فقد آخرون أحباءهم.
والقلق هو عاطفة إنسانية وظيفية، وهو مدمج فينا مثل نظام الإنذار الشخصي الخاص بنا. وقالت الدكتورة جين كوبر، المحاضرة في علم النفس الإرشادي في جامعة غلاسكو كاليدونيا، إن هذا النظام يبقينا آمنين، ويحذرنا من الخطر ويرسل إشارات إلى أجسامنا للاستعداد للاستجابة”.
وكتبت قائلة إن الوباء العالمي شهد ارتفاعا في التهديد والخطر في العالم الخارجي، “ونتيجة لذلك، تم تشغيل نظام الإنذار لدينا أكثر من أي وقت مضى”.
وتابعت: “نادرا ما تتاح لنا الفرصة للشعور بالأمان التام، حتى في منازلنا يتم تذكيرنا باستمرار بالتهديد الخارجي من خلال الأخبار، والقيود المفروضة على التواصل الاجتماعي والإغلاق المحلي”.
وأوضحت: “في حين أن بعض القلق أمر طبيعي ومفيد، إلا أنه يمكن أن يصبح صعوبة خطيرة بالنسبة للبعض، حيث يستحوذ على كل جانب من جوانب الحياة اليومية”.
وأضافت أنه في هذه الحالات يخبرنا دماغنا أن كل شيء خطير، ما يجعل حتى المهام الأكثر طبيعية، مثل الذهاب إلى السوبر ماركت أو حتى مغادرة المنزل، تبدو مستحيلة.
وقالت الدكتورة جين إنه خلال نوبة الهلع الناتجة عن القلق المتزايد، من المحتمل أن يلاحظ الشخص بعض الأحاسيس الجسدية الشائعة.
وتتضمن هذه الأعراض تسارع ضربات القلب أو خفقانها، أو الشعور بالغثيان، أو اضطراب المعدة، أو التعرق أو الشعور بالحرارة، أو الاهتزاز، أو فرط التنفس، أو الشعور بالإغماء.
وأضافت أن بعض الناس قد يواجهون أيضا أفكارا تطفلية “مثل التفكير في أنهم سيموتون، وأن شيئا فظيعا سيحدث، وقد يغمى عليهم أو يفقدون السيطرة، أو حتى الإصابة بالجنون أو ربما عدم القدرة على التعامل مع الوضع الحالي”.
وواصلت القول: “قد يتغير سلوكك نتيجة لذلك، مثل تجنب أماكن معينة، والهرب بعيدا للوصول إلى بر الأمان، والغضب”.
وقالت إنه إذا استحوذ القلق على زمام الأمور وأدى إلى حالة من الهلع، فإن هناك طرقا لتجاوز هذا الأمر، والتي شاركتها للمساعدة في تجاوزها:
1. التنفس:
قالت الدكتورة جين إنه من المهم أن تتحكم في تنفسك إذا كنت تعاني من نوبة هلع أو تشعر بنوبة قادمة.
وأوضحت: “تنفس ببطء من أنفك وعد للأربعة، وأخرج من فمك الهواء وعد للأربعة. افعل هذا عدة مرات”.
2. البحث عن المشتتات:
عندما تتسلل مشاعر القلق إلبك، فمن السهل السماح لها بالسيطرة على كل أفكارك. ولهذا، تقول الدكتورة جين إن الأداة الجيدة للتخلص من هذه الحالة هي محاولة تشتيت أفكارك و”احتلال نفسك”، على سبيل المثال: “ركز على صورة أو لوحة وعد الألوان أو الأشكال. من المهم أن تشتت انتباه عقلك حقا”.
3. طمأن نفسك:
إذا كنت تعاني في كثير من الأحيان من نوبات القلق، فمن المهم أن تذكر نفسك بأنها عابرة ويمكن السيطرة عليها.
وأشارت الدكتورة جين: “غالبا ما نثق في أفكارنا فقط، لكن تذكر، أثناء نوبة الهلع، أننا نسيء تفسير العالم على أنه خطر. تحدث إلى نفسك وأخبرها أنك بأمان وستكون بخير”.
4. تهدئة نفسك:
قالت الدكتورة جين إن قضاء دقيقة في الاسترخاء ستساعد في تهدئة أفكارك المقلقة، “استمع إلى بعض الموسيقى، أو تناول الحلوى، أو ضع رائحة لطيفة على منديل، أو احتفظ بشيء معك يمكنك تركيز كل انتباهك عليه”.
وتابعت: “هذه الطرق مفيدة بشكل خاص لاستخدامها قبل أن تدخل في موقف يجعلك تشعر بالقلق للمساعدة في منع حدوث نوبة الهلع”.
وأضافت الدكتورة جين أن نوبات الهلع يمكن أن تحدث فجأة للعديد من الأشخاص، لكنها أبرزت أنه إذا أصبحت أكثر تكرارا ويصعب السيطرة عليها، فقد تحتاج إلى طلب المزيد من المساعدة من المتخصصين.
المصدر: ذي صن