حدد علماء الأحياء بجامعة أوبسالا السويدية، آلية ارتفاع تخثر الدم وتكون الجلطات عند الإصابة بـ “كوفيد-19”.
وتفيد مجلة Thrombosis and Haemostasis، بأن تجلط الدم هو أحد أخطر المضاعفات التي يسببها “كوفيد-19”. هذه الجلطات تتكون داخل الأوعية الدموية نتيجة تخثر الدم. ولكن آلية تكونها لم تكن مفهومة تماما.
وقد اكتشف علماء الجامعة بالتعاون مع أطباء المستشفى الجامعي، أنه بعد دخول الفيروس التاجي المستجد إلى الجسم، ينشط البروتين المسؤول عن تحفيز جزء من منظومة المناعة المسؤولة عن تخثر الدم. كما اتضح لهم لماذا لا تساعد الأدوية التقليدية المستخدمة في تمييع الدم.
واكتشف الباحثون، أن الآلية الرئيسية لتكون الجلطة الدموية عند الإصابة بـ “كوفيد-19″، هي تنشيط ما يسمى النظام المتمم-مجموعة بروتينات بلازما الدم التي تساهم في الاستجابة المناعية. وإن وظيفة هذا النظام الذي يضم ما يقارب من 50 بروتينا تدور مع الدم، هي التعرف على البكتيريا والفيروسات وتحييدها، وكذلك التعرف على الخلايا الميتة والمتضررة في الدم. أي أن هذا النظام يقوم بدور الفلتر.
ولكن، عندما يصبح تحفيزه قويا جدا، كما يحصل مثلا عند الإصابة بعدوى خطيرة، يصبح هذا النظام فائق النشاط، يبدأ تأثيره في خلايا الجسم، ويؤدي إلى تلف الأنسجة.
وقد اكتشف الباحثون أن الدور الأساسي في تحفيز النظام المتمم عند الإصابة بـ “كوفيد-19” يعود إلى بروتين ليكتين MBL المسؤول عن تثبيط المانوز (سكر مهم في عمليات الأيض). وعندما قاسوا مستوى ونشاط MBL لدى خمسة وستين مصابا بـ “كوفيد-19” في المستشفى الجامعي، اكتشفوا ارتفاع مستواه ونشاطه لدى جميع من نشأت عندهم الجلطات الدموية.
ويقول الدكتور أوسكار إيركسون، كبير الباحثين، “النتائج التي حصلنا عليها مثيرة للاهتمام، لأنها توضح سبب معاناة المرضى من تكون الجلطات الدموية، على الرغم من علاجهم، ولماذا لا تمنع أدوية تمييع الدم التقليدية من تكون الجلطات”.
ووفقا للباحثين، ستساعد هذه النتائج على وضع منظومة اختبارات للمصابين بـ “كوفيد-19” لتحديد نشاط البروتين MBL، لكشف المرضى المعرضين لخطر تجلط الدم في الوقت المناسب. كما ستساعد على ابتكار أدوية خاصة تستهدف هذا البروتين.
المصدر: نوفوستي