رأى النائب العميد الوليد سكرية أن “الولايات المتحدة الأميركية عملت على تعديل استراتيجيتها في منطقتنا بعد فشل اسرائيل في عدونها على لبنان في حرب تموز 2006 وعدم تمكنها من تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد”، ولفت في حديث لقناة المنار إلى استبدالها ذلك باعتمادها الحرب الذكية أو الحرب الناعمة و”التي تقوم على مبادئ العزل السياسي للبلد المستهدف، وفرض العقوبات الاقتصادية عليه، ودعم مؤسسات إعلامية لتشويه صورته وإثارة الفتن”. وأضاف “إن الولايات المتحدة وحلفاءها اعتمدوا هذه الحرب الذكية لإسقاط سوريا وعزلها عن محور المقاومة”.
وعرض لمسلسل انتشار تنظيم داعش الارهابي على أجزاء من سوريا والعراق، وإعلانه ما يسمى “الخلافة الاسلامية” يومها، “فكان أن بدأت المخاطر تحيط بلبنان من من داعش إلى جبهة النصرة وغيرهم، والتي لم تكن تشكل خطرا على المقاومة فقط وإنما على كل لبنان وبخاصة المسيحيين منهم”.
وذكر أنه “توجد على الاراضي السورية المحاذية للحدود مع لبنان 14 قرية سكانها لبنانيون وصاروا يعانون اعتداءات الارهابيين في بلدة القصير شمال الهرمل، مما دفع بالمقاومة الى اتخاذ قرار بإخراج هؤلاء المسلحين وعددهم كان يقارب الخمسة الآف مقاتل إرهابي متدرب وشرس وعقائدي من بلدة القصير، والتي انتهت بكسب المقاومة للمعركة وتأمين إخراج جرحى الارهابيين الى مستشفيات طرابلس والقلمون، بعدما عملت المقاومة على إسعافهم وحماية الطريق لهم الى داخل لبنان”، واصفا هذا التصرف ب “أنه نتيجة سلوك أخلاقي وهو التزام ديني لطالما تمسكت به قيادة المقاومة”.
واعتبر أن “معركة بلدة القصير يومها أحدثت تحولا، إذ أبعدت الارهابيين عن حدود لبنان، وأعادت وصل خط دمشق مع الساحل السوري الى منتصف البادية السورية”. وعاد بالذاكرة الى الفترة “التي اضطرت فيها المقاومة الى الصعود الى جبال لبنان الشرقية لقتال الارهابيين وكانوا من مقاتلي جبهة النصرة، من دون مشاركة الجيش يومها بسبب انقسام القرار السياسي اللبناني حول طبيعة تلك المعركة ولأن ضوء أخضر أميركيا لم يكن قد ورد للسلطة السياسية بعد يومها”.
وتابع: “لكن بعدما سيطرت داعش على كامل البادية السورية وبدأ الجيش السوري معركته بدعم من الجيش الروسي لإخراج داعش من البادية، اضطرت اميركا إلى التخلي عن ورقة داعش في العراق والتي كانت قد تلقت الدعم الاميركي كمبرر لعودة أميركا الى العراق”. وأضاف: “خاضت المقاومة معركة ضد جبهة النصرة وهزمتها وأخرجتها من جرود عرسال، ثم خاضت معركة ضد داعش في منطقة القلمون بالاشتراك مع الجيش السوري من جهة، والجيش اللبناني على الاراضي اللبنانية لتحريرها فكانت معركة فجر الجرود”.
ولفت الى أن “بعض وسائل الاعلام ركزت يومها على دور الجيش في المعركة كي لا تشير الى دور المقاومة في تحرير الجرود اللبنانية، وأيضا بهدف ضرب الصيغة الثلاثية الذهبية المكونة من الجيش والشعب والمقاومة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام