يعد بدء اليوم بشرب الشاي أو القهوة جزءا من طقوس الصباح لدى معظم الناس، على الرغم من الدراسات المتضاربة حول فوائد وأضرار هذه المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف الخبراء أن شرب فنجانين من القهوة يوميا قد يقلل من خطر الوفاة بسرطان الكبد بنسبة 46%. وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون قضاء يومهم من دون مشروب يحتوي على الكافيين، فهذه أخبار جيدة.
وعلى الرغم من ذلك، وجدت دراسة منفصلة نُشرت هذا الأسبوع أيضا، أن شرب أي قهوة أو شاي أثناء الحمل يعرض الجنين وحياته للخطر.
وسارع العديد من الخبراء إلى انتقاد الدراسة وادعوا أن النساء الحوامل لا يستبعدن القهوة من نظامهن الغذائي تماما.
وفي ظل استمتاع الكثيرين بشرب القهوة أو الشاي في الصباح، فإن عليهم معرفة ما الذي تفعله المشروبات المحتوية على الكافيين في الواقع
وأوضح عدد من الخبراء الرحلة التي تقوم بها هذه المشروبات عبر الجسم بجدول زمني كدليل حول تأثير هذه المشروبات المحتوية على الكافيين.
النهوض: 8 صباحا
ينطلق المنبه وأنت مستعد ليوم جديد، ولكنه لن يبدأ حتى تتناول أول مشروب في اليوم.
وسواء كانت القهوة أو الشاي، فغالبا ما يساعدك المشروب الذي تختاره على مواجهة يومك بشعور من التجدد.
وفي حديثه إلى صحيفة “ذي تلغراف” البريطانية، قال توماس ساندرز، أستاذ التغذية في كينغز كوليدج لندن، إن القهوة عادة ما تبقى في النظام لمدة تتراوح بين خمس إلى ست ساعات.
وشدد على وجود قدر كبير من الاختلاف في استجابة الفرد للقهوة، مشيرا إلى أن هذا سيؤثر على كيفية توزيع الكوب الأول في الجسم.
التأثير النفسي: 8.05 صباحا
بينما يعتقد معظمنا أننا بحاجة إلى مشروب يحتوي على الكافيين للتغلب على صخب الصباح، قال البروفيسور ساندرز إن هذا في الواقع مجرد تأثير وهمي.
وأوضح أنه إذا كان روتينك المعتاد يتضمن وضع الغلاية أول شيء، فمن المحتمل أنك خدعت عقلك في التفكير في أنك بحاجة إلى هذا المشروب لمجابهة اليوم.
وأضاف: “لكي تشعر بآثار القهوة، عليك أن تتركها تمتص في مجرى الدم. وما تشعر به في هذه المرحلة من المرجح أن يكون له تأثير نفسي فقط”.
زيادة معدل ضربات القلب: 8.20 صباحا
يبدأ الشخص في الشعور بزيادة نبضات القلب لأن الكافيين وقع امتصاصه بالفعل في مجرى الدم. وسيرتفع معدل ضربات القلب بذلك، وسيشعر الشخص باليقظة لأن المشروب يتسبب في إفراز الأدرينالين.
وعندما نستهلك الكافيين فإنه يخبر مركز التحكم في الهرمونات لدينا، الغدة النخامية، أن هناك حالة طارئة. ويؤدي هذا إلى تشغيل وضع “القتال أو الهروب”.
ووجدت دراسات سابقة أن هذه الحالة المتحمسة يمكن أن تجعلنا في كثير من الأحيان نشعر بأننا مشحونون عاطفيا أكثر مما نشعر به في العادة، ويمكن أن تساعدنا في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني الصباحية.
وتوصل الباحثون في جامعة كارنيجي ميلون إلى أن الكافيين يمكن أن يحفز القلب ويسبب طفرات الأدرينالين.
مدر للبول: 8.30 صباحا
بعد شرب قهوتك ستشعر بأنك تحتاج إلى الذهاب إلى الحمام، حيث أنه من المعروف أن الشاي والقهوة لهما تأثير مدر للبول في الجسم.
وفي حين أن شرب كوب واحد فقط لن يسبب هذا التأثير، إلا أن أكثر من كوب واحد يمكن أن يسبب زيادة في إنتاج البول. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه المشروبات لا تزيد من مستويات الجفاف.
نداء الطبيعة: 9:30 صباحا
القهوة، سواء أكانت منزوعة الكافيين أم لا، لها تأثير على أمعائك. وبعد نحو ساعة ونصف الساعة من تناول الكوب الأول، من المحتمل أنك ستحتاج إلى الذهاب إلى الحمام.
وقد يرغب بعض الأشخاص الذين لديهم أمعاء حساسة في تجنب القهوة السوداء لأن ذلك قد يسبب تهيجا.
وأظهرت الأبحاث سابقا أن الكافيين يجعل القولون أكثر نشاطا بنسبة 60% من الماء و23% أكثر نشاطا من القهوة منزوعة الكافيين.
ركود الكافيين: 11 صباحا
خلال هذه المرحلة، سيشعر الشخص أن نشاطه منخفض بعض الشيء، وهذا لأن آثار الكافيين بدأت في التلاشي والجسم جاهز للإصلاح التالي.
وقد تبدأ في الشعور بالتعب أو الانفعال وقد تعاني من الصداع. ويمكنك تجنب تأثير الكافيين من خلال عدم الشرب على معدة فارغة، والبقاء رطبا، وتوزيع استهلاكك للكافيين.
أحتاج المزيد: 12 مساء
بعد عدة ساعات من شرب الكافيين، سيبدأ جسمك في الرغبة في المزيد. وقال البروفيسور ساندرز إنه إذا كانت هذه المشروبات جزءا من روتينك المعتاد، فمن المحتمل أن يتوقع جسمك المزيد منها.
لكن الخبراء حذرونا من تناول هذه المشروبات في فترة ما بعد الظهر، وبدلا من ذلك اقترحوا اختيار شاي الأعشاب أو القهوة منزوعة الكافيين، وهذا لأن الحصول على الكافيين في وقت متأخر من اليوم يعني أن البعض منا قد يكافح من أجل النوم.
ونظرا لأن قلة النوم هي سبب وصول معظمنا إلى القهوة في المقام الأول، فمن الأفضل على الأرجح تجنب القهوة في فترات ما بعد الظهر والمساء.
المصدر: ذي صن