لا يكفي اتخاذُ القرارات، بل العبرةُ في تنفيذِها..
والاقفالُ لمواجهةِ كورونا لا ينفذُه بيان، والا لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من تفشٍّ اليوم.
يبدو انَّ كلَّ العلاماتِ الخطرةِ والمؤكدةِ لم تَصل الى الاجهزةِ المعنيةِ بعد، الواقفةِ عندَ حدودِ المداراةِ والاعتبارات، من دونِ الاعتبارِ مما اصابَ دولاً بحجمِ الولاياتِ المتحدةِ وايطاليا واسبانيا وغيرِها. بل يبدو اننا لم نخرج بعدُ من قاعدةِ التسويفِ التي تحكمُ اللبنانيينَ سلطةً ومواطنين، فننتظرُ جميعاً حتى يزيدَ البكاءُ والنحيبُ على ابوابِ المستشفيات، فنزيدَ الصراخَ ونبحثَ عن اجراءاتٍ اضافية.
لا شيءَ يوحي انَ البلدَ مقبلٌ على اقفالِ الجمعةَ حتى الآن، لا تَصَرُّفُ المواطنينَ الغائبينَ عن ايِّ حذر، فلا حملةٌ توعويةٌ لا اعلامياً ولا رسمياً، ولا حتى القوى الامنيةُ ولا المحافظاتُ ولا البلدياتُ قد جنَّدت نفسَها واجهزتَها لتنفيذِ القرار. واِن لم نُنفِّذ قرارَ الاقفالِ فانه وبلا ادنى شكٍّ سيَمضي كورونا بقرارِه الفتكَ باللبنانيينَ الذين قد اَنهكَهُم سوءُ الحال.
في احوالِ السياسةِ حرَّكت زيارةُ الرئيسِ نبيه بري الى قصر بعبدا المياهَ الحكوميةَ الراكدة. اجواءُ اللقاءِ أكدت للمنار انَ الرئيسينِ عون وبري متفقانِ على ضرورةِ الاسراعِ في تشكيلِ الحكومةِ معَ توافقِهما على ضرورةِ تأمينِ مشتركاتٍ سياسيةٍ حولَ شكلِ الحكومةِ الجديدةِ واسمِ الرئيسِ العتيد لتسهيلِ الـمُهمةِ وانتاجيةِ الحكومةِ العتيدة.
اما نتاجُ الازماتِ اللبنانيةِ فقد اَحصتَهُ لجنةُ الأممِ المتحدةِ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ لغربِ آسيا (الإسكوا) في دراسةٍ خَلَصَت الى أنَ نصفَ سكانِ لبنانَ باتوا يعيشونَ تحتَ خطِّ الفقر، وانَّ الحلَّ الوحيدَ امامَ اللبنانيينَ هو التضامنُ كضرورةٍ حتميةٍ للحدِّ من آثارِ الصدَماتِ المتعددةِ والمتداخلة.
المصدر: قناة المنار