لم ينتهِ انفجارُ المرفأِ بعد، نيرانُه السياسيةُ امتدت الى الحكومةِ ففجَّرتها، وسؤالُ اللبنانيينَ هل سَيَتَعَقَّلُ المعنيون فيُخْمِدونَ النارَ قبلَ امتدادِها الى حيثُ يصعبُ تداركُ نتائجِها؟
رست الحكومةُ عندَ مرفأِ الاستقالةِ بعدَ محاولاتِها الخوضَ في غمارِ الامواجِ المتلاطمةِ التي تعصفُ بالبلاد، الى حينِ ارتطامِها بخزاناتِ الامونيوم التي انفجرت في مرفأِ بيروت، فكانت استقالةً مدويةً، هي ارتدادٌ لاصواتِ الشعبِ ورغبتِه كما قالَ بعضُ وزراءِ الحكومة، وحِفْظٌ لحقِّهم وكرامتِهم السياسيةِ الرافضةِ للمساءلةِ النيابيةِ كما قالَ آخرون، فاَصرُّوا على رئيسِهم الذي سيُعلنها صراحةً للشعبِ اللبناني، بعدَ أن سَجَّلُوا إحالةَ جريمةِ المرفأِ الى المجلسِ العدلي.
الى المجلسِ النيابي سارعَ البعضُ بسهامِه ظناً انَ ركوبَ امواجِ الوجعِ والغضبِ الشعبي وتحويلَها الى شغَبٍ يوميٍّ قد يُغيِّرُ في صورةِ الواقع، وبقيت بعضُ الاحزابِ واقفةً على رؤوسِ اصابعِها تحاولُ وتناور، ثُم تعودُ الى ارتباكِها السياسي والشعبي. وهي العارفةُ تماماً كما اللبنانيينَ الواعينَ انَ الظروفَ الاقليميةَ والدوليةَ وحتى المحليةَ ليست على مقاساتِ اوهامِهم، وانَ البلدَ الواقفَ عندَ مفترقٍ حساسٍ لن يُدارَ الا بحكمةٍ ودراية، ولن يكونَ رهينةَ مشاهدَ انفعاليةٍ في بعضِ الزواريبِ والشوارع، ولا صراخِ بعضِ الشاشاتِ بلغةٍ تستبطنُ معَ الابتذالِ كثيراً من الافلاس.
استقالت الحكومةُ ضمنَ الاطرِ الديمقراطية، وسيفتحُ مجلسُ النوابِ ابوابَه لممارسةِ دورِه كما أكدت هيئةُ مكتبِه اليوم، وسيُكملُ رئيسُ الجمهوريةِ مشاوراتِه السياسيةَ وهو ينتظرُ رئيسَ الحكومةِ لاستلامِ استقالتِه الرسمية.
وفي المقلبِ الدولي تلقى الرئيسُ ميشال عون اتصالاً من نظيرِه الفرنسي ايمانويل ماكرون اتفقا خلالَه على استمرارِ التواصلِ لمتابعةِ تنفيذِ ما اتُفقَ عليه في مؤتمرِ باريس، بالتنسيقِ معَ الدولِ المشاركة.
المصدر: قناة المنار