أعلن النائب ميشال معوض استقالته من مجلس النواب، لافتا الى “اننا أمام منظومة لا تريد إصلاحا ولا تريد أن تحارب الفساد، ولا تريد حياد لبنان وتصر ان تغرقه في الحروب والمواجهات الإقليمية خدمة لأهداف معروفة”.
وقال في مؤتمر صحافي من دارته في بعبدا: “طفح الكيل نعم طفح الكيل، أنا نائب أمثل الأمة اللبنانية كلها بحسب الدستور، وهذا يعني أنني امثل الشهداء والجرحى الذين سقطوا بمجزرة مرفأ بيروت ومن ما زالوا مفقودين، أنا امثل ال300 ألف لبناني من كل الطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية الذين تهجروا من بيوتهم في قلب عاصمة بلدي، انا امثل الذين خسروا جنى عمرهم وتدمرت أعمالهم وفقدوا حلمهم بأي مستقبل في لبنان، تماما مثل ما أمثل أهلي في زغرتا الزاوية”.
أضاف: “أنا ميشال رينه معوض، ابن النهج الشهابي نهج المؤسسات، ابن مدرسة لم تراهن يوما إلا على المؤسسات الشرعية حتى في عز الحرب وتفكك الدولة، ومقتنع بصميمي أن تعطيل المؤسسات وضربها لا يؤدي سوى الى الفتنة والخراب والدمار، لذلك حاولت القيام بالمستحيل منذ دخولي الى مجلس النواب واعطاء كل الفرص والتعاون مع الجميع إنطلاقا من ثوابتي كي لا نصل الى ما وصلنا اليه”.
وتابع: “اننا امام سلطة ومنظومة مش قارية حدا، أمام منظومة لا تريد إصلاحا ولا تريد أن تحارب الفساد، ولا تريد حياد لبنان وتصر ان تغرقه في الحروب والمواجهات الإقليمية خدمة لأهداف معروفة، امام سلطة ومنظومة وصلت فيها الوقاحة بعد مجزرة مرفأ بيروت، مع كل الشبهات المعروفة والواضحة، ومع كل التناقضات بالروايات الرسمية، ومع سقوط 159 من الشهداء الضحايا و20 مفقودا و6000 جريح و300 ألف مهجر من بيوتهم، وخسائر بمليارات الدولارات، بعد كل ما حصل، لم يقبلوا بالتحقيق الدولي، ولم تستقل الحكومة، ولم يجتمع مجلس النواب بل انتظر الى نهار الخميس، لم يخاطب أي احد من المسؤولين اللبنانيين ولو حتى بالقليل من العاطفة”.
وقال: “نعم، حتى أنا الذي لا رهان في حياتي خارج المؤسسات لم أعد قادرا على التحمل، لأن المؤسسات مخطوفة من منظومة السلاح ولعبة المحاور، وكذلك من منظومة الفساد والإهمال. لكل هذه الأسباب، ولأنني استمعت الى مطالب أهلي وناسي، ولأنه أمام دماء اللبنانيين ومستقبل أولادنا كل الحسابات السياسية تسقط، قررت أن أتقدم باستقالتي من مجلس النواب، وأعود للنضال من الشارع إلى جانب رفاقي في حركة الاستقلال وكل اللبنانيين الأحرار، كي نسقط هذه الحكومة ونفرض انتخابات نيابية مبكرة تشرف عليها حكومة حيادية لتسقط المنظومة المتحكمة، وكي نبني دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة، دولة خاضعة للمساءلة والمحاسبة ومتصالحة مع شعبها”. وختم: “دمروا بيروت لكن لن ندعهم يخطفون أحلامنا وآمالنا، الله يحمي لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام