على مدى قرون، كان مصدر أحجار السارسن الضخمة في أثار ستونهنج الصخرية يشكل لغزاً محيراً.
وقد ناقش المؤرخون وعلماء الآثار منذ فترة طويلة المكان الذي أتت منه أحجار السارسن العملاقة، التي تشكل النصب الصخري، الذي يرجع لعصر ما قبل التاريخ، في مقاطعة ويلتشير في إنجلترا.
وأعلنوا عن اكتشاف مذهل وضع الأصل المحتمل لحجارة السارسن في “ويست وودز”، وهي منطقة غابات على بعد 15 ميلاً فقط من ستونهنج، بالقرب من بلدة مارلبورو.
ويتألف نصب الدائرة الحجري، الذي بناه شعب العصر الحجري الحديث، من نوعين من الحجر. وهناك الألواح الأصغر المعروفة باسم “الأحجار الزرقاء”، والتي جاءت من تلال بريسيلي في جنوب غرب ويلز. على مدى قرون، كان مصدر أحجار السارسن الضخمة في أثار ستونهنج الصخرية يشكل لغزاً محيراً.
وكتبت هيئة التراث الإنجليزي في تغريدة عبر تويتر :”عندما قرر روبرت (الموظف) إعادة النواة العام الماضي، بدأ الخبراء في تجميع اللغز”.
وأجرى الفريق، الممول من قبل الأكاديمية البريطانية، اختبارات على الأحجار السارسنية والنواة المفقودة، مما أظهر أن معظمها تشترك في كيمياء مماثلة، وجاءت من المنطقة ذاتها، وقام الفريق أيضاَ بتحليل نتوءات حجر السارسن في جميع أنحاء إنجلترا، من نورفولك إلى ديفون، لمقارنة تلك التركيبات الكيميائية مع عينات ستونهنج.
وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية “Science Advances” إن الطريقة تشبه مُطابقة “البصمة الكيميائية”. ووجدت النتائج أخيراً أفضل تطابق في موقع واحد، أي غابات “ويست وودز”، على بعد حوالي 40 دقيقة بالسيارة.
وقال ديفيد ناش من جامعة برايتون، الذي قاد الدراسة: “لقد كان من المثير حقاً تسخير علم القرن الحادي والعشرين لفهم ماضي العصر الحجري الحديث، والإجابة أخيراً على سؤال كان علماء الآثار يناقشونه منذ قرون”.
وتمتد “ويست وودز”، وهي منطقة غابات خلابة، على مساحة 390 هكتاراً، وتشتهر بمسارات ركوب الدراجات والمشي، وأزهار فصل الربيع.
المصدر: سي ان ان