يعيش سكان جزيرة إيكاريا اليونانية حياة طويلة نسبيا حيث تضم الجزيرة أكبر نسبة من المعمرين الذين تبلغ أعمارهم 90 عاما.
وبحسب دراسة نشرتها قناة “ناشيونال جيوغرافيك” فإن واحدا من كل ثلاثة أشخاص من السكان هناك بلغ هذا العمر، ما جعل تقرير القناة يصنف المكان بالمنطقة الزرقاء.
وكشف التقرير عن سر الحصول على الشباب المتجدد والعمر الطويل، حيث يقال إن الناس في جزيرة إيكاريا اليونانية نساهم الموت، وبالرغم من أن الموت لا ينسى أحدا، إلا أن المقولة أطلقت لاشتهار المنطقة بطول أعمار سكانها، واشتهارها بكثرة المعمرين هناك.
وبحسب مجلة “شتيرن” الألمانية فسكان هذه المنطقة ينتمون إلى منطقة تسمى “المنطقة الزرقاء” وهي عبارة مستحدثة تمت صياغتها بغرض تحديد المناطق القليلة في العالم التي تتميز بعمر ساكنها الطويل مقارنة بمتوسط الأعمار في بقية مناطق العالم.
وفي عام 2005 ربط الصحفي الأمريكي دان بويتنر، للمرة الأولى سكان جزيرة إيكاريا اليونانية بمصطلح “المنطقة الزرقاء” ومن ثم توالت الدراسات حول نمط معيشة السكان هناك وطبيعة طعامهم في محاولة لمعرفة سر الحياة الطويلة لمعمريها.
وترتبط تسمية “المناطق الزرقاء” بنمط حياة معين، فالأسرة هناك تلعب دورا محوريا وهاما في حياة السكان، كما أن التنقل والحركة هو عامل اساسي في عملية إطالة أعمار ساكنة هذه المناطق، حيث يبقون نشطين بشكل مستمر وبطرق أكثر طبيعية، على غرار ممارسة البستنة والرعي والمشي وقيادة الدراجات.
وركز الباحثون أيضا على النمط الغذائي في هذه المناطق، حيث كانت قائمة الطعام نباتية بالغالب، مع الاقتصار على تناول اللحوم والسمك في الأعياد والمناسبات الخاصة وفي فترات متباعدة.
كما ساعد رخص ثمن البقوليات والحبوب وتوفر الوجبات الغذائية النباتية على استهلاك السكان لها بشكل كبير، بل وتفننوا، بحسب المجلة الألمانية، في إعداد وصفات طعام مختلفة لمكونات بسيطة لكي توفر التغيير المطلوب لسكان المنطقة.
كما أن نسبة السمنة بين السكان تكاد تكون منعدمة، وهو ما قد يكون جذابا لمن يريد تخفيف وزنه أو البحث عن نمط غذائي صحي في تقليد حياة هؤلاء السكان من أجل التمتع بصحة أفضل وحياة أطول.
المصدر: سبوتنيك