بحلول عام 2030 سيكون الذكاء الاصطناعي قد غيّر الطريقة التي نذهب بها إلى العمل وإلى الحفلات، وطريقة اعتنائنا بصحتنا وطريقة تعليم أطفالنا.
هذا هو إجماع لجنة من الخبراء الأكاديميين والتكنولوجيين، شاركوا في دراسة المائة عام لجامعة ستانفورد عن الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لموقع Computer World.
وتركز هذه الدراسة على محاولة التنبؤ بالتطورات المقبلة للذكاء الاصطناعي، وكذلك التحديات الأخلاقية التي سيجلبها، وقد أصدرت اللجنة أول دراسة لها.
قال بيتر ستون، عالم الكومبيوتر في جامعة تكساس في أوستن رئيس لجنة مكونة من 17 عضواً من الخبراء الدوليين، في بيان كتابي: “نعتقد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتخصصة ستصبح أكثر شيوعاً وفائدة بحلول عام 2030، ما سيؤدي إلى تحسين الاقتصاد وجودة الحياة”.دراسة تمتد لـ100 عام
في وقت متأخر من عام 2014، بدأ الباحثون بجامعة ستانفورد دراسة على الذكاء الاصطناعي تمتد إلى 100 عام وتُسمى AI100. ودعت الجامعة باحثي الذكاء الاصطناعي وباحثي الروبوتات وعلماء آخرين للتنبؤ بآثار تطور الأجهزة التي تصور وتتعلم وتؤثر في طريقة عيش الناس وعملهم وتواصلهم. ويأمل الباحثون بأنه من خلال التفكير في المستقبل، يمكنهم توقع التغييرات – الفوائد والمشاكل – التي قد يجلبها الذكاء الاصطناعي، ليتعامل معه العلماء والمشرعين بشكل أفضل.
وقد واجه الذكاء الاصطناعي انتقادات في السنوات الأخيرة، مع وجود شخصيات مثل عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ والمخترع إلون ماسك، يشجبون المخاطر المجتمعية للتكنولوجيا.
على عكس ماسك الذي ساوى بين تطوير الذكاء الاصطناعي واستدعاء الشيطان، يظهر تقرير الذكاء الاصطناعي الذي صدر هذا الأسبوع أن العلماء يتوقعون بعض المشاكل، ولكنهم يتوقعون أيضاً العديد من الفوائد مع التقدم في التكنولوجيا.
وقالت باربرا غروز عالمة الكومبيوتر بجامعة هارفارد رئيسة لجنة دراسة AI100: “يمكن أن تكون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فعالة ومفيدة على نطاق واسع. تمتعنا بالشفافية حول تصميمها وتحديات الانتشار التي تواجهها ستبني الثقة وتُجنبنا الخوف غير المبرر والشك”. و في هذه الدراسة قال الباحثون إنه عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي والنقل والمركبات ذاتية التحكم وحتى طائرات بدون طيار، يمكن أن يتغير نمط السفر والحياة في المدن.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الروبوتات الخدمية المنزلية لن تقوم فقط بالتنظيف ولكنها ستوفر الأمن كذلك، وستعمل أجهزة الاستشعار الذكية على مراقبة نسبة السكر في الدم ووظائف الأعضاء، وستزود الأجهزة التعليمية الناس بالتعليمات، وسيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى طرق جديدة لتقديم وسائل الإعلام بطريقة أكثر تفاعلية.ها
وبينما يشير التقرير أيضاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين خدمات مثل توزيع المواد الغذائية في الأحياء الفقيرة وتحليل أنماط الجريمة، ليست الأمور كلها إيجابية.
على سبيل المثال يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات كبيرة القوة العاملة فتستولي الروبوتات والأنظمة الذكية على الوظائف الأساسية، مثل نقل المخزون إلى المستودعات، وتحديد مواعيد الاجتماعات وحتى تقديم بعض النصائح المالية.
ولكن مع ذلك، سيُقدم الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة، مثل وظيفة محلل البيانات، الذي ستكون هناك حاجة له لفهم كل تلك المعلومات التي تجمعها أجهزة الكمبيوتر.
أشارت الدراسة إلى أنه يجب البدء الآن في معرفة كيفية مساعدة الناس على التكيف إذ يخضع اقتصاد لتغيرات سريعة، والوظائف الحالية تنتهي وتولد بدلاً منها وظائف جديدة.
قال ستون: “حتى الآن، فإن معظم ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي يأتي من كتب الخيال العلمي ومن الأفلام”، وأضاف “تقدم هذه الدراسة أساساً واقعياً لمناقشة كيف تؤثر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على المجتمع”.
المصدر: هافينغتون بوست