تتحمل الأمهات العبء الأكبر المترتب على إغلاق المدارس، ويتسبب لهن في انتكاسة في مسارهن المهني، علما بأن الأطفال خارج المدرسة أكثر عرضة لسوء المعاملة وسوء التغذية وتراجع الصحة العقلية.
قالت صحيفة إيكونوميست (Economist) الأميركية إن المخاطر المترتبة على إغلاق المدارس في العديد من دول العالم كبيرة، خاصة في الدول الفقيرة التي لا تتوفر فيها خدمة الإنترنت للغالبية العظمى من الطلاب، وتكلفة حرمان الأطفال من الدراسة باهظة، إذ تؤدي إلى حرمانهم من العلم وفقدان عادات التعلم، وإن التطبيقات الإلكترونية المستخدمة في التعليم عن بعد، مثل تطبيق زوم، بديل سيئ.
وأشارت المجلة إلى أن تسارع وتيرة تفشي جائحة كورونا في مطلع أبريل/نيسان الماضي أدى إلى إغلاق المدارس في وجه 90% من الطلاب حول العالم، وأن ذلك العدد تراجع بحوالي الثلث، حيث أعيد فتح العديد من المدارس في أوروبا وشرق آسيا، ولكن إعادة فتح المدارس في أماكن أخرى كثيرة ما زال بطيئا.
وتخطط بعض المدن الأميركية للتحول إلى التدريس عن بُعد خلال العام الدراسي المقبل 2020-2021، كما ألغت الحكومة الكينية الدراسة خلال العام الدراسي كله، أما في الفلبين فقد صرح رئيسها رودريغو دوتيرتي بأنه قد لا يسمح بعودة الأطفال إلى الفصول الدراسية ما لم يتم اكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا، وقد أعادت جنوب أفريقيا فتح المطاعم، لكنها في المقابل لم تعد فتح سوى عدد قليل من المدارس.
وأشارت إيكونوميست إلى أنه على الرغم من الخوف المبرر الذي ينتاب أولياء أمور الطلاب جراء فيروس كورونا المستجد الذي ما زال عصيا على الفهم، وازدحام المدارس، وصعوبة التزام الطلاب بارتداء الكمامة وإجراءات التباعد الاجتماعي، فإن فوائد إعادة فتح المدارس تفوق الأضرار المترتبة على إبقائها مغلقة في وجه الطلاب.
ووفقا للدراسات فإن الأطفال دون سن 18 عاما أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تتراوح بين الثلث والنصف. وبحسب المجلة، فإن إحصاءات بريطانية تشير إلى أن احتمال وفاة من هم دون سن العاشرة أقل بألف مرة عمن تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما.
كما يتسبب الإغلاق في تخلّف الأطفال الذين ينحدرون من أسر فقيرة ولا تتوفر لديهم خدمة الإنترنت عن أقرانهم الميسورين، كما يصعب عودة الآباء والأمهات الذين ليس لديهم من يرعى أطفالهم إلى العمل.
ورأت المجلة أن إغلاق المدارس سيئ في البلدان الغنية، ولكن الضرر الذي يلحقه بالدول الفقيرة يعد أسوأ بكثير، وأن ما لا يقل عن 465 مليون طفل لن يتمكنوا من متابعة الدراسة عن بعد لأنه لا تتوفر لديهم خدمة الإنترنت.
وقالت إن العديد من العائلات في أفريقيا وجنوب آسيا باتت تشجع أطفالها على التخلي عن الدراسة ودخول معترك العمل أو الزواج بسبب الصعوبات الاقتصادية. وقد حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) الخيرية من أن حوالي 10 ملايين طفل يواجهون خطر التسرب المدرسي، معظمهم من الفتيات.
المصدر: إيكونوميست