قدمت المستشارة ميركل في بروكسل خطط بلادها للأشهر الستة المقبلة التي تتولى خلالها ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي. كما انتقدت الشعبوية على خلفية أزمة كورونا، مشددة على ضرورة الاتفاق على حزمة مالية لتجاوز تبعات الجائحة.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الديمقراطية تحتاج إلى الحقيقة والشفافية، مشيرة إلى أن هذا ما يميز أوروبا وقالت إن بلادها ستعمل من أجل هذه المبادئ خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي. ونبهت ميركل إلى أنها تولي الحقوق الأساسية أهمية كبرى، وقالت اليوم الأربعاء (الثامن من يوليو/ تموز 2020)، في أول خطاب لها أمام البرلمان الأوروبي منذ تولي المانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي: “الحقوق الأساسية هي أول شيء قريب من قلبي خلال الرئاسة” الألمانية للاتحاد.
وأضافت ميركل “إنها الأساس الذي ترتكز عليه أوروبا. وفي وباء كورونا تم تقييد هذه الحقوق الأساسية جزئيا. وكان ذلك ثمنا باهظا”، مضيفة أن قرار القيام بذلك كان صعبا للغاية حتى بالنسبة لها شخصيا.
أنا أؤمن بأوروبا
كما شددت أنغيلا ميركل على أن “الوباء يجب ألا يكون أبداً ذريعة لتقويض المبادئ الديمقراطية”. وأضافت المستشارة: “أنا أؤمن بأوروبا. أنا مقتنعة بأوروبا – ليس فقط كإرث من الماضي بل كأمل ورؤية للمستقبل”. وانتقدت ميركل الشعبوية بقوة على خلفية كورونا وقالت:”لا يمكن مكافحة الجائحة بالأكاذيب والتضليل كما لا يمكن مكافحتها بالكراهية والتحريض، وقد اتضح للشعبوية المنكرة للحقائق، حدودها”. وقوبل كلامها بتصفيق الحضور لبعض الوقت.
وتولت ألمانيا منذ الأول من يوليو/ تموز الجاري رئاسة الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة وتستمر رئاستها لستة أشهر. وقد وصلت ميركل إلى بروكسل اليوم الأربعاء، في رحلتها الأولى إلى الخارج منذ بدء وباء كورونا، لتقديم أهدافها إلى البرلمان الأوروبي خلال الرئاسة الألمانية للاتحاد.
هل من اتفاق للخروج من كورونا؟
ودعت المستشارة الألمانية كافة الأطراف المعنية بالتفاوض حول حزمة مساعدات للخروج من أزمة جائحة كورونا في الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لتقديم تنازلات. وقالت في كلمتها: “يجب علينا ألا نضيع الوقت، فقط الأضعف هم الذين سيعانون من ذلك”، معربة عن أملها إزاء التوصل لاتفاق خلال هذا الصيف، وقالت موجهة خطابها للنواب: “سيتطلب ذلك من كافة الأطراف، بمن فيهم أنتم أيضا، الكثير من الاستعداد للتنازلات”.
وتحث ميركل زعماء الاتحاد على التوصل إلى حل وسط، خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يومي 17 و18 تموز/ يوليو الجاري في بروكسل، من أجل اتفاق بشأن حزمة مالية تقدر بنحو 1.7 تريليون يورو بحلول عام 2027. ويجب أن يشمل ذلك أيضا صندوق إعادة الإعمار للتغلب على الأزمة الاقتصادية الناتجة عن وباء كورونا.
وتريد فرنسا وألمانيا أن يبلغ إجمالي الصندوق حوالي 500 مليار يورو. ويتحدث البلدان عن مبلغ “غير مسبوق”. واقترحت المفوضية الأوروبية حتى 750 مليون يورو لصندوق مساعدات كورونا. وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف حول حزمة المساعدات هو أول قضية كبيرة تبدأ بها ألمانيا رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي.
المصدر: وكالات