يحاولُ لبنانُ مقاربةَ ازماتِه، فتَعيقُه الفتنُ والكمائن .. واقعٌ ببصماتٍ اميركيةٍ متربصة، سلاحُها الحصارُ الجائرُ والتجويع، وذخيرتها تجفيفُ الدولارِ وإلهابُ الاسواق، والتضليلُ وشراءُ الشاشاتِ والمنابر، وتحريكُ المجموعاتِ من “محبي ترامب” العلنيينَ منهم واولئكَ الغيارى على عنصريتِه، فهل مَن لا يعرفُ بعدُ ماذا تَرتكبُ سفارةُ عوكر؟!
نعم، هناكَ من يهددُ اللبنانيينَ بعقدِ النوايا على جلب الخراب، ومن يزيدُ على طبخةِ الاميركي نكهاتٍ لا تُضفي الا المرورةَ على يومياتِ المواطنين. فلماذا التدميرُ الممنهجُ لما صنعهُ لبنانُ من امجادٍ في المنطقة؟ ولمصلحةِ من الاستخفافُ بالتضحياتِ الوطنية؟.
هنا تُستحضرُ الاسئلةُ المشروعةُ عمّن يقوّضُ الشرعية، وعمّن يَحبسُها ويمنعُ الحكومةَ عن مساراتِها وخياراتِها .. فهل اميركا صديقةُ لبنان؟ ومتى حمت واشنطن والاممُ المتحدةُ وقراراتُها اللبنانيينَ، ودرأت عنهم المخاطرَ وحروبَ الصهاينةِ والتكفيريين؟ وسؤالٌ مشروعٌ عن مجلسِ الامن، اين هو من العقوباتِ الجائرةِ على لقمةِ اللبنانيين؟ واين هو من تطبيقِ قراراتِه بحقِّ اليمن وفلسطينَ ؟ وهل تمكنَ هذا المجلسُ يوماً من حمايةِ اتفاقية اوسلو التي رعاها وهلّلَ لها، وهو العاجزُ الانَ امامَ خطواتِ ترامب لقضمِ الضفةِ والاغوارِ بعدَ القدس؟ اليست كلُّها قراراتٍ دوليةً مغلولةً بالاصفادِ الصهيونيةِ والاميركية؟ ..وبعدَ كلِّ هذا ، هل حقاً اميركا صديقةُ لبنان ؟!!!
السيادةُ يا سادةُ لا تكونُ الا بتطبيقِ القرارتِ الوطنية، وبحمايةِ اللبنانيينَ وارزاقِهم بعيداً عن السياساتِ الاميركيةِ التي تحاصرُهم جميعا، والدليلُ فتنةُ شيا المتجولة، والابواقُ التي يَخنقُها كيدُها حينَ يجتمعُ اللبنانيونَ تحتَ مظلةِ قرارِهم الحرِّ الذي لا يَمُنُّ عليهم بهِ احد، ولا يَستعطفِونَ من اجلِ صونِه احداً، لا منظماتٍ، ولا امماً، ولا مجالسَ، ولا هباء منثورا..
يكفي ان يسالوا عن حريتِنا حدودَنا المحررة، وجبالَنا المكرَّمةَ بدماءِ الشهداء، امتداداً من اطوادِ هذه الامةِ العزيزةِ التي فَضَحَت اراجيفَ سلامِهم في فلسطين، ولْيَسالِ اللبنانيونَ اخوانَهم الفلسطينيين : ماذا كانَ انفَعَهُم خِيارا؟
المصدر: قناة المنار