الوقوفُ على صعيدِ عرفات نعمةُ الله على المؤمنينَ المتضرعينَ دعاءً ودموعاً وخشوعاً بين يديهِ عزَ وجل ، وفي نواياهم واقوالِهم طلبٌ لحسنِ العاقبةِ ووقايةِ امتِهم من كلِّ شر.
ومعَ انقضاءِ يومِ عرفة يفيضُ الحجاجُ الى مزدلفة ، ساعاتٌ تفصلُهم عن العيد ، وايضاً عن الذكرى الاولى لفاجعةِ منى السوداءِ التي زرعها النظامُ السعوديُ في ذاكرةِ المسلمينَ بعدَ اهمالٍ واستهتارٍ بارواحِ الافِ الابرياءِ السائرينَ الى الله تعبداً وطلباً للرحمة.
بعدَ عامٍ على الفاجعة ، يتاكدُ المؤكد…. فمن حشَرَ الحجاجَ في المستوعباتِ جرحى مع شهداءَ من دونِ رحمةٍ يصرُ على حشرِ المنطقةِ بخياراتٍ متهورةٍ تكلفُ اليمنَ والعراقَ وسوريا المزيدَ من الدماءِ والدمار .
غداً يحلُ عيدُ الاضحى وسطَ تعاظمِ التضحيات ، ويتزامنُ في سوريا معَ وقفِ اطلاقِ النار .. ليكونَ اتفاقُ كيري – لافروف رهنَ الاختبارِ امامَ اعلانِ جماعاتٍ ارهابيةٍ عدةٍ التملصَ منه . ووفقَ التجاربِ السابقةِ فان الذي لا ينضبطُ سيلقى رداً عسكرياً جاهزاً وقوياً على يدِ الجيشِ السوري والحلفاء .
في لبنان ، الساعةُ غيرُ مضبوطةٍ على موعدٍ لحلِّ الازمةِ السياسية .. والعيدُ لن ياتيَ مسبوقاً بعيدية .. فالازمةُ المستشريةُ تحتاجُ مزيداً من التعقلِ واعطاءَ كلِّ ذي حقٍ حقَه الدستوري ، وايضاً الابتعادَ عن المزايداتِ بقراراتٍ تزيدُ الامورُ تعقيداً والمبادرةَ الى اطفاءِ النارِ بدلَ تسعيرِها.
المصدر: موقع المنار