ليس اسوأَ ممن يقطعُ اللقمةَ عن فمِ الفقير، سوى من يقطعُ عليه الطريقَ باسمِ الفقر . فعندَ مفترقاتِ الطرق ِالمزدحمةِ بالازماتِ المعيشيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ ما زالَ البعضُ المتخمُ وقاحةً وحقداً وفتنة، ما زالَ يستثمرُ شعارَ الجوعِ ليزيدَ خنقَ الموجوعينَ والجوعى الحقيقيين بفعلِ حصارِ مُشغِّلِي هذا البعضِ وقراراتِهم، الذين عادوا ليُحرِّكوا ادواتِهم في الطرقاتِ ليُعيثوا خراباً وتنكيلاً بكراماتِ الناسِ واعصابِهم وحتى ارواحِهم..
هي الطريقُ التي فتَحَها اولئكَ الذين حُبسوا عليها اليومَ باجسادِهم وعبَّدوها بدمائهم ليُوصلوا اوصالَ الوطنِ يومَ كانت مقطعة، ولم يَقطعوها الا امامَ العدوِ الصهيوني يومَ جاءَ غازياً، وسيقطعونَها حتماً امامَ الفتنةِ التي يُصِرُّ البعضُ على ايقاظِها..
والسؤالُ هل الدولارُ عندَ قطّاعِ الطرقِ الذي لامسَ الثمانيةَ آلاف، هو غيرُه عندَ اولئكَ الذين حُبِسوا اليومَ على طرقاتِ الجنوبِ والبقاعِ والشمال؟ وهل الغلاءُ الفاحشُ الذي يُحرقُ كلَّ لبنان، قد اَشعلَه اولئكَ الصابرونَ المحتجزونَ على الطرقاتِ لساعات؟ اَليسوا هم المحترقينَ مرتينِ مرةً بالغلاءِ الذي سبَّبَهُ اسيادُ قطّاعِ الطريقِ ومشغِّلُوهُم، واخرى بصلافةِ وقبحِ ما شهدتهُ الشوارعُ اليوم؟ فاجملُ ما كانَ يرددُه العالقون على الطرقات، بيتٌ من الشعرِ لاحدِ الحكماء: ليسَ من يقطعُ طُرُقاً بطلاً انما من يتقي الله البطل..
ومَن أنقذَ الوطنَ من كلِّ الاعداءِ سيفعلُ ايَّ شيءٍ ليُنقذَه من الفتنةِ وادواتِها، وسيكونُ هو البطلَ الذي سيحررُ الوطنَ من الحصارِ ولن يَبيعَه كما البعضِ خدمةً لاحقادِه واسيادِه..
وللتذكيرِ فانَ لقاءً عُقد بالامسِ في بعبدا وكانَ العنوانُ الوحيد: الحفاظَ على السلمِ الاهلي والاستقرار. اما الاستقرارُ الاقتصادي المنشود فبدأَ يتبرأُ منه صندوقُ النقدِ الدوليُ معَ كلامِ رئيستِه اليوم. فهل نعود الى الشرقِ كخيارٍ حقيقيِّ لانقاذِ اقتصادِنا، معَ ما قَدَّمَتْهُ الصين في رسالتينِ رسميتينِ الثلاثاءَ للدولةِ اللبنانية، ام انَ قطّاعَ الطرقِ حاضرونَ على كلِّ الاتجاهات ؟