اختلفت عمليات الإغلاق المفروضة في جميع أنحاء العالم والتي كانت تهدف لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد من بلد إلى آخر، بدءًا من القيود الجزئية إلى القيود الكاملة على الحياة العامة.
لكن مع رفع هذه القيود تدريجيًا، تشهد بعض الدول ارتفاعًا حادًا في الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي خلال الوقت الراهن، ووفقًا لجامعة “جونز هوبكنز” فإن إجمالي عدد الإصابات عالميًا تجاوز 9.5 مليون إصابة وتوفي 480 ألفًا حتى الآن.
وبحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي”، أدت الارتفاعات الأخيرة في عدد الحالات إلى تزايد المخاوف من اندلاع “الموجة الثانية” من الوباء. فيما يلي بعض الدول التي تشهد تزايدًا في انتشار العدوى:
الولايات المتحدة: يواصل الفيروس الانتشار في الكثير من الولايات الأمريكية – لا سيما تلك في جنوبي وغربي البلاد. وبلغ عدد الحالات الجديدة في البلاد رقما قياسيا، يوم الأربعاء، تجاوز 45 ألف إصابة.
أمر حكام نيويورك ونيو جيرسي وكونيتيكت -وهي الولايات التي كانت في السابق مركزًا للوباء في أمريكا– الزوار القادمين من بعض الولايات الموبوءة مثل فلوريدا، بالخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يومًا.
حتى الآن، تم تسجيل أكثر من 2.4 مليون إصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، ونحو 122 ألف حالة وفاة.
ألمانيا: كان يُنظر إلى ألمانيا كمثال يحتذى به لنهجها في مكافحة الوباء، حيث نفذت اختبارات مبكرة واسعة النطاق وتتبعت أي شخص مصاب بالفيروس، ونجحت حتى الآن في الحفاظ على مستوى دخول المستشفيات وعدد الوفيات منخفضان.
ومع ذلك، فقد كافحت في الأسابيع الأخيرة، مع حالات التفشي الكبيرة في مصانع معالجة اللحوم. أكبرها كان أحدث تفشي في مصنع بمنطقة جوترسلوه في شمال الراين- وستفاليا.
تم تأكيد إصابة أكثر من 1500 عامل في مصنع توني لتصنيع اللحوم (الأكبر في ألمانيا) بالفيروس، من أصل 7000 موظف. سجلت ألمانيا أكثر من 192 ألف إصابة بالفيروس وقرابة 9 آلاف وفاة منذ بدء الجائحة.
البرازيل: ارتفع عدد الإصابات في نهاية الأسبوع الماضي في البرازيل، وهي الدولة التي لديها الآن ثاني أكبر عدد من الإصابات في العالم، تتجاوز 1.18 مليون حالة مؤكدة ونحو 54 ألف وفاة.
اتُهمت الحكومة البرازيلية بمحاولة التستر على إحصاءات الوباء داخل البلاد، وكان هناك ضجيج في وقت سابق من هذا الشهر، عندما توقفت وزارة الصحة عن نشر بيانات العدوى والوفيات اليومية. استأنفت النشر بعد صدور حكم من المحكمة العليا.
سجلت البرازيل، يوم الأحد الماضي، أكبر زيادة في عدد الإصابات اليومية بنحو 55 ألف حالة، وانخفض هذا الرقم بحلول أمس الأربعاء، لكنه ظل كبيرًا عند 42 ألف إصابة وأكثر من 1100 وفاة.
الهند: سجلت الهند ارتفاعا قياسيا في عدد الحالات اليومية، الخميس، والذي قارب 17 ألف إصابة خلال 24 ساعة. وفقا للبيانات التي جمعتها جامعة “جونز هوبكنز”، أصاب الفيروس 473 ألف شخص في الهند وتسبب في وفاة نحو 15 ألفًا حتى الآن.
تُظهر البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الهندية أن ماهاراشترا ونيودلهي وتاميل نادو هي الأكثر تضرراً، حيث تمثل 60% من جميع الحالات المؤكدة في الهند.
وتفيد التقارير أن الزيادة في الحالات في نيودلهي، بسبب محدودية القدرة الاستشفائية في المستشفيات والمخالطة واسعة النطاق بين السكان، ما يثير القلق بشكل خاص.
الهند الآن، هي أكثر الدول تضررًا من الجائحة في العالم، بناءً على العدد الإجمالي للحالات المؤكدة، بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا.
الموقف العالمي
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن جائحة فيروس كورونا تنحسر في أوروبا لكنها تزداد سوءا على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى 10 ملايين والوفيات إلى 500 ألف، الأسبوع المقبل.
وأضاف تيدروس أدهانوم، في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع أعضاء في لجنة الصحة في البرلمان الأوروبي أنه عند انتهاء الجائحة، ينبغي ألا يعود العالم إلى وضعه السابق وإنما يتعين أن يؤسس “وضعا جديدا” يكون أكثر عدالة ومراعاة للبيئة ويساعد على التصدي لتغير المناخ.
على جانب آخر، أعلن أدهانوم، أنه من غير المؤكد تمكن العلماء من التوصل سريعًا للقاح فعال لفيروس كورونا الذي تسبب في جائحة “كوفيد-19″، وأن الأمر قد يستغرق عاما قبل أن يتسنى ذلك.
وقال “نأمل أن يكون هناك لقاح، والتقديرات تشير إلى أننا ربما نتوصل إلى واحد خلال عام. وإذا تسارعت الجهود، فربما يكون الأمر أقل من ذلك، ولكن بشهرين. هذا ما يقوله العلماء”.
المصدر: سبوتنيك