لكي يكونَ السلمُ الاهليُ خطاً أحمر، لا يُسمحُ لاحدٍ بتجاوزه، كان اللقاءُ الوطنيُ في بعبدا، الذي ارادَه رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون جامعاً، فيما قررَ البعضُ التغيبَ عن الحضور، لكنهم لن يستطيعوا الغيابَ عن المسؤولية، لانَ الانهيارَ لن يَستثنيَ احداً كما قالَ الرئيسُ عون، ولا امكانيةَ للانقاذِ اِن ظلَّ البعضُ مستسهلاً العبَثَ بالامنِ والشارعِ متناغماً معَ بعضِ الخارجِ الذي يريدُ لبنانَ ساحةً لتصفيةِ الحسابات.
ولانَ ارقامَ الازمةِ اكبرُ من حساباتِ البعضِ الضيقة، كانت دعوةُ رئيسِ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائبُ محمد رعد الى فتحِ الابوابِ امامَ الجميعِ للتعاونِ من اجلِ وضعِ خططٍ عمليةٍ سريعةٍ وفوريةٍ تنهضُ بالبلدِ على قاعدةِ حِفظِ سيادتِه وقرارِه الوطني، وعدمِ الرهانِ الخاطئِ والخائبِ للبعضِ على التدخلاتِ الخارجية.
وبينَ التوجهِ شرقاً والمواربةِ غرباً، والتصويبِ على الحكومةِ في طيِّ بعضِ الكلام، كانَ وضوحُ الرئيسِ حسان دياب من انَ الناسَ تريدُ منا افعالاً لا اقوالا، وأنَ أكثرَ ما يَهمُها اليومَ سعرُ صرفِ الدولار.
دولارٌ ما زالَ متفلتاً من كلِّ عِقال، في ازمةٍ مفتعلةٍ كما قالت مصادرُ السرايِ الحكومي للمنار. امّا البحثُ في حلولٍ للازمةِ فتَفرِضُ عدمَ التخلي عن الشرقِ كما الغرب، بحسب المصادر، التي كَشَفَت عن رسائلَ صينية تتعلقُ بمسألةِ الكهرباء، وأنَّ الحكومةُ جاهزةٌ للقيامِ بايِّ امرٍ يؤمّنُ مصلحةَ لبنانَ .
كلامٌ يبدو انهُ سُمِعَ اميركياً، وزادَ الحَنَقَ والخَشيةَ من خطوةٍ تكسرُ طوقَهم المفروضَ على اقتصاد اللبنانيين ولقمةَ عيشِهم، فتنقلَ منبرُ التهجمِ والتصويبِ على لبنانَ في الخارجيةِ الاميركيةِ حتى وصلَ الى الوزيرِ مايك بومبيو، وبالتزامنِ كانت جوقتُه من نظرائه الخليجيين، وقبلَهم من سياسيينَ واعلاميينَ محليين.
ومن يريدُ من اللبنانيينَ ان يعرفَ نجاعةَ التوجهِ شرقاً ضمنَ مجموعةِ خياراتٍ اقتصاديةٍ جدية، فليُحلِّل، بل يكفيهِ الاستماعُ لعويلِ الجوقةِ الاميركية..
المصدر: قناة المنار