طَرقت الحكومةُ ابوابَ الازمةِ بجديةِ تعددِ الخيارات، فكانت جلستُها اليومَ بحثاً عن اختراقاتٍ معَ ضيقِ الوقتِ ونفادِ الامكانات. ولانَ الشرقَ بديلٌ متاح، دونَ اغفالِ التواصلِ معَ ايِ قادرٍ على التفلتِ من العدوانيةِ الاميركيةِ على بلادِنا ، شرقياً او غربياً كان، تمت اليومَ جدولةُ الامورِ والافكار، على اَن تُعَدَّ الاقتراحاتُ من قبلِ كلِّ وزيرٍ معني، تمهيداً للمضيِّ بايِّ خِيارٍ يُمكِّنُ الحكومةَ من تخفيفِ الازمةِ المستفحلةِ بقرارٍ اميركيٍ لخنقِ اللبنانيينَ كما السوريين، وقبلَهم الفلسطينيونَ واليمنيونَ والايرانيونَ والفنزويليونَ والكوبيون، واللائحةُ تطوال.
ولكي لا يطولَ اللعِبُ على حافةِ الهاويةِ الامنية، وبنيةِ الوفاقِ الوطني، او على الاقل الحفاظِ على السلمِ الاهلي، كانت دعوةُ رئاسةِ الجمهوريةِ الاقطابَالسياسيينَ الى لقاءٍ وطنيٍ في بعبدا، وبحثاً في العنوانِ نفسِه كانت جولةُ رئيسِ تيارِ المردة الوزيرِ السابقِ سليمان فرنجية الى عينِ التينة ووادي ابو جميل.
عينُ التينة محطُّ اللقاءاتِ التمهيديةِ للخامسِ والعشرينَ من حزيران، موعدِ لقاءِ بعبدا، وعلى قاعدتِه الجامعةِ يُكَثِّفُ الرئيسُ نبيه بري اللقاءاتِ معَ مختلفِ الافرقاء، والتي قد تطولُ لتهيئةِ افضلِ الظروف.
اما الظرفُ الاقتصاديُ فعلى حالِه الصعبة، وفيما تواصلُ الحكومةُ محاولاتِها مسابقةَ الوقتِ لتطويقِ جائحةِ الدولار، بقيت طوابيرُ الناسِ امامَ شركاتِ الصيرفةِ اصعبَ المشاهدِ اليومية، لا ينافسُها الا السوقُ السوداءُ التي تدارُ بادواتٍ ظاهرةٍ من قبلِ اصحابِ قلوبٍ سوداءَ واقفينَ بالظل، فبقيَ الدولارُ عندَ تفلتِه من كلِّ الاسقفِ التي تحاولُ تطويقَه عبرَ المنصاتِ الحكومية.
فيما لفتَ اليومَ سقفٌ قضائيٌ اعلى من المعتاد، تمثلَ بادعاءِ المدَّعِي العام المالي القاضي علي ابراهيم على رئيسِ مجلسِ ادارةِ مصرفِ سوسييتيه جنرال أنطون الصحناوي بجرمِ مخالفةِ قانونِ الصيرفةِ والمسِّ بهيبةِ الدّولةِ المالية ، على املِ ان تُحْفَظَ هذه الهَيْبَة، ويستمرَّ الملفُ الى خواتيمِه..
المصدر: قناة المنار