لم تعد الانفاسُ معلقةً عندَ بورصةِ سعرِ صرفِ الليرةِ اللبنانيةِ امامَ الدولارِ فحسب، فبورصاتُ التوتيرِ الامنيّ مقابلَ الاسقفِ السياسيةِ والخطاباتِ الطائفية، عادت لتَطفُوَ على صدارةِ الاحداث.
وبين هذا وذاكَ كانت لقاءاتٌ ماليةٌ واقتصاديةٌ وسياسيةٌ وقضائيةٌ وامنيةٌ في السراي ، واجتماعٌ للمجلسِ الاعلى للدفاعِ في قصر بعبدا، اعلى مواقفِه كانَ تأكيداً على أنَ ما يَجري تخريبٌ منظَّم، وانهُ من غيرِ المسموحِ تَجدُّدُ التعدياتِ على الاملاكِ العامةِ والخاصة، وعلى عناصرِ الجيشِ والقوى الامنية.
وبقوةِ الوجعِ الذي تعانيهِ الدولةُ وشعبُها، كانَ اعلانُ رئيسِ الحكومةِ امامَ الاجهزةِ الرقابيةِ بدءَ الحربِ على الفساد، في معركةٍ طويلةٍ وصعبة، دونَها التخوينُ والشتمُ والحملاتُ السياسيةُ والطائفيةُ والعائليةُ والمناطقيةُ كما قال.
معركةٌ بينَ حروبِ الدولةِ المفروضةِ عليها بكلِّ اتجاه، اعنفُها تلكَ الاميركيةُ بحرابِها الاقتصاديةِ، واولُها الدولار، وثانيها تعطيلُ كُلِّ الطُرُقِ البديلةِ، لا سيما الصينيةِ منها، كما سَنَعْرِضُ في سياقِ النشرة.
في موضوع سعر الضصرف، كثّفت الدوائرُ الامنيةُ والاقتصاديةُ من لقاءاتِها التنسيقيةِ لتَخلُصَ الى التأكيدِ على العملِ الدؤوبِ لضخِّ الدولارِ في الاسواق، وانشاءِ غرفةِ عملياتٍ لتلقّي الشكاوى، وملاحقةِ الصرافينَ المخالفينَ ومشغِّلِيهم في الغرفِ السوداء.
امّا برميلُ البارودِ المرتبطُ بفَتيلِ الدولار، وهو الاحتجاجاتُ المطلبيةُ المحقّة، التي يُفخِّخُها البعضُ بأهدافِه ونيّاتِه السياسية، فقد بدأت تعملُ الدولةُ بكلِّ أجهزتِها على تفكيكه، وملاحقةِ المخلينَ بالامن، وقد تمَ توقيفُ خمسةٍ وثلاثينَ متورطاً في الشمالِ وبيروتَ كما علمت المنار، فيما كانت دعوةُ رئيسِ الجمهوريةِ الى الاجهزةِ الامنيةِ والقضائية ِ للقيامِ باعمالٍ استباقيةٍ لمنعِ الاهدافِ التخريبية.
اقليمياً عملٌ صهيونيٌ استباقيٌ لعمليةِ ضمِّ الضفة، تمثلَ باعلانِ الاعلامِ العبري عن نيةِ رئيسِ الموسادِ الاسرائيلي يوسي كوهين القيامَ بجولةٍ عربيةٍ لا سيما الى بعضِ الدولِ الخليجيةِ لاقناعِ قادتِها بالموافقةِ على الخطوةِ الاسرائيليةِ بضمِّ الضفةِ الغربيةِ وغورِ الاردنِ الى الكيانِ العبري.
المصدر: قناة المنار