ازدهرت تكنولوجيا التواصل بكثافة مع فرض إجراءات الحظر نتيجة فيروس كورونا المستجد، حتى بين الأجيال الأكبر التي لم تكن تتحمس كثيراً لجديد التكنولوجيا. و”بمجرد تعلم كيف تتجاهل الميكروفون ومتى نتوقف عن الحديث يبدو أن دردشة الفيديو مفيدة في الغالب”، يقول موقع “بي بي سي”.
سواء كان ذلك من أجل لم الشمل العائلي أو المسابقات الترفيهية أو اجتماعات المكتب أو حتى مواعيد الحيوانات الأليفة مع الطبيب البيطري، يمكن الآن أن يجتمع المستخدمون معاً بسرعة من دون الحاجة إلى التواجد في نفس الغرفة.
وأخبرت “تويتر” موظفيها بالفعل أنهم لا يحتاجون أبداً للعودة إلى المكتب مرة أخرى، وتقول جامعة كامبريدج إن محاضراتها ستبقى على الإنترنت حتى صيف 2021.
وقال مؤسس “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، إن ما يصل إلى 50 بالمئة من القوى العاملة يمكن أن تعمل من المنزل في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
وبشكل عام، تعاملت البنية التحتية للإنترنت بشكل جيد مع تراكم المستخدمين عليها، على الأقل بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى خدمات أكثر قوة، وطالب بعض الخبراء منذ فترة طويلة بالاعتراف بشبكة الإنترنت كمرفق عام، إلى جانب الكهرباء والمياه والغاز، بالإضافة إلى التنظيم المطلوب الذي يأتي معها.
قال جون غراهام كومينغ من شركة Cloudflare لأمن الإنترنت، إن الشركة تشهد الآن ثلاث ذروات يومية للزيارات على الإنترنت في جميع أنحاء العالم، في الصباح ووقت الغداء والمساء المبكر، وهي أكبر من أي وقت مضى.
ويقول ساتيا ناديلا، من شركة “مايكروسوفت”، إن التحول الرقمي قد تقدم عامين في شهرين، بالتزامن مع السعي إلى الترفيه، والتواصل، وتتبع ما يحدث أثناء الوباء.
وتظهر فرص أخرى في الأفق بالتزامن مع استمرار الحظر: هل يمكن أن تنطلق أخيراً عمليات التسليم عبر الطائرات من دون طيار؟ واستخدام الدراجات الإلكترونية؟ والصالات الرياضية الافتراضية؟
وسيكشف التاريخ في نهاية المطاف ما إذا كان الإغلاق قد فجّر حقبة جديدة أو أنه كان مجرد صورة قبل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه.
وتقول “بي بي سي” إنه، لكي تثبت التكنولوجيا نفسها حقاً كمغير للعبة، يجب أن تصبح جزءاً من الأثاث: متسقة وموثوقة وبالتالي غير ملحوظة تماماً.
المصدر: العربي الجديد