يوم الأربعاء في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، وصل رجل يبلغ من العمر 35 عاماً إلى مطار “سياتل تاكوما” الدولي قادماً من مدينة ووهان الصينية في رحلة دامت نحو 20 ساعة. وبحسب تقرير نشر في مجلة “نيوإنغلند” الطبية، كان الرجل يُعاني من سعال خفيف وربّما من الحمّى. ولدى وصوله إلى الولايات المتحدة، استخدم وسيلة نقل مشتركة من المطار إلى منزله، بحسب “بلومبيرغ بيزنس ويك”. في هذا الوقت، لم تكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد بدأت بإجراء فحوصات للمسافرين للكشف عن مصابين بفيروس كورونا الجديد الذي كان منتشراً في الصين.
بعد وقت قصير من وصوله إلى منزله، بحسب موقع “واشنطن بوست”، شاهد الرجل فيديو تحذيرياً من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وفيه طلب من الأميركيين الذين شعروا بعوارض المرض، والذين كانوا في الصين، التوجه إلى المراكز الصحية. ذهب الرجل على الفور إلى مركز صحي في مقاطعة سنوهوميش (شمال سياتل)، وكان يرتدي قناعاً.
هناك، انتظر نحو 20 دقيقة حتى يتمّ إدخاله إلى غرفة الفحص. بعد تحديد تاريخ سفره، أرسل الطاقم الطبي عيّنات أخذت من المريض إلى مقرّ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا، لإجراء فحص كورونا، ثمّ طُلب منه الذهاب إلى المنزل وعزل نفسه.
لكلّ وباء أو جائحة المريض رقم صفر. وفي حالة كورونا، هو أوّل إنسان أصيب بالفيروس في الصين، بحسب بيانات الحكومة الصينية. ويرجّح أنه رجل من مقاطعة هوباي، يبلغ من العمر 55 عاماً، وقد أصيب بالفيروس في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019. ويفترض أن هذا الرجل أصيب بالفيروس من خلال حيوان في سوق المأكولات البحرية في ووهان.
وفي الولايات المتحدة، تشير تقارير إعلامية إلى أن الرجل البالغ من العمر 35 عاماً في سياتل هو المريض رقم صفر. ربّما لم يكن أول شخص أصيب في البلاد، إلا أنه أوّل شخص إصابته مؤكدة. ولم تتمكن إدارة الصحة في سياتل وكينغ كاونتي من إجراء ما يلزم من تحقيقات أو أبحاث للتأكد من المريض رقم صفر لأن الموارد قليلة.
يمكن أن يكون العثور على أول شخص مصاب هو المفتاح لمعرفة كيفية انتشار الفيروس، وبالتالي يتيح للمتخصصين العمل للسيطرة عليه. وتوضح المتحدثة باسم جمعية الأمراض المعدية الأميركية (IDSA)، رافينا كولار، أن “الأمر يُساعدنا في تحديد اليوم الذي حدثت فيه العدوى وتوقّع مسارها”.
المصدر: العربي الجديد