أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن المرحلة الانتقالية في البلاد “لا بد أن تستمر تحت الدستور الحالي، وننتقل للدستور القادم بعد أن يصوّت عليه الشعب السوري”. وفي مقابلة مع وكالة سبوتنيك، أكد الأسد أن “البنية الانتقالية تقوم على حكومة مشكّلة من مختلف أطياف القوى السياسية السورية، هدفها الأساسي العمل على إنجاز الدستور، ثم طرحه على السوريين للتصويت”، لافتاً الى أن “صياغة الدستور ربما تكون جاهزة خلال أسابيع”، وموضحاً أن السؤال يكمن في ماهية “العملية السياسية التي سنصل من خلالها لمناقشة الدستور”، وهو الأمر الذي يتطلب وقتاً ونقاشاً، بحسب الأسد.
وعن مفاوضات جنيف، قال الأسد “بدأنا بورقة مبادئ، حيث كان عملنا الأساسي مع السيد دي ميستورا، وليس مع الطرف الآخر الذي سنفاوضه، وسنتابع النقاش والحوار حول هذه الورقة في الجولة القادمة” ، مشيراً الى ضرورة “الاستمرار بالمنهجية التي وضعت لضمان محادثات ناجحة في جنيف، عندها ستكون باقي الجولات جيدة”.
وأعلن الأسد أنه حتى الآن “لم نضع تصوّراً نهائياً للحكومة الانتقالية، لأن الأطراف الأخرى السورية لم توافق على المبدأ بعد”، مضيفاً أن “المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة، وللقوى المعارضة، وللقوى الموالية للدولة”. وحول تصريح كيري عن موعد شهر آب/أغسطس لوضع دستور الجديد، علّق الأسد “شهر آب هو زمن جيد وكاف”.
المشكلة تكمن في الإرهاب ودعمه من قوى خارجية
كما أكد الرئيس السوري أن “المشكلة الأساسية تكمن في الإرهاب المدعوم من دول عدة مثل تركيا والسعودية وبعض الدول الغربية”، موضحاً أنه يجب مكافحة هذا الارهاب على المستوى الدولي، ” لأن الإرهاب ليس مرتبطاً فقط بسورية، هو موجود في العراق، هو مدعوم بشكل مباشر من تركيا، هو مدعوم بشكل مباشر من العائلة السعودية المالكة، وجزء من الدول الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا، وباقي الدول تنظر، تشاهد لا تقوم بعمل جاد”.
الاعتماد على روسيا، والصين وإيران في عملية إعادة إعمار
من جهة ثانية، كشف الرئيس الأسد أن سورية ستعتمد بشكل أساسي على الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب البلاد في عملية الإعمار. وفي السياق، قال الأسد “عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، وخاصة إن تمكنت من تأمين قروض من الدول التي ستدعمها، طبعاً نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة، وهي روسيا والصين وإيران”. وفي الوقت نفسه، أعرب الأسد عن اعتقاده أن “كثيراً من الدول التي وقفت ضد سورية، وأقصد الدول الغربية بالدرجة الأولى، ستحاول أن ترسل شركاتها لتكون جزءاً من هذه العملية، لكن بالنسبة لنا في سورية لا شك بأن التوجّه الأساسي سيكون باتجاه الدول الصديقة”.
أضرار سوريا من الحرب تتجاوز مئتي مليار دولار
ورداً على سؤال حول تقييمه لحجم الدمار الذي تعرضت له سورية خلال السنوات الماضية، قال الأسد “الأضرار الاقتصادية وفيما يتعلق بالبنى التحتية، تتجاوز المئتي مليار دولار، الجوانب الاقتصادية يمكن ترميمها مباشرة عندما تستقر الأوضاع في سورية”. وفي السياق، أضاف الرئيس السوري “نحن بدأنا عملية إعادة الإعمار حتى قبل أن تنتهي الأزمة، لكي نخفّف قدر الإمكان من الأضرار الاقتصادية وأضرار البنية التحتية على المواطن السوري”.
وفي معرض الحديث عن الهجرة التي تشهدها سوريا، شدد الرئيس السوري على أن “الهجرة ليس سببها فقط الإرهاب والوضع الأمني، وإنما الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على سورية”، مشيراً إلى أن “هناك ربما من لديه الرغبة بالعودة عندما تتحسن الأمور”.
هذا ووجه الأسد الأربعاء رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقدرا فيها ترحيب الأخير باستعادة الجيش السوري وحلفاء سورية لمدينة تدمر من أيدي عناصر تنظيم “داعش”. ودعا الرئيس الأسد الأمين العام للأمم المتحدة إلى بذل الجهود مع المنظمات والوكالات المعنية التابعة للمنظمة الدولية لتقديم الدعم للحكومة السورية في عملية إعادة ترميم مدينة تدمر الأثرية، التي تعد أيقونة حضارية مصنفة من قبل اليونيسكو على قائمة التراث الحضاري الإنساني العالمي. وأوضح الرئيس الأسد أن هذه اللحظة قد تكون مناسبة “لتسريع الحرب الجماعية ضد الإرهاب مجدداً، واستعداد سورية للتعاون مع جميع الجهود الصادقة والهادفة إلى مكافحته”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية