دفع الانتشار الكبير لفيروس كورونا الجديد معظم دول العالم إلى اتّخاذ إجراءات صارمة لحماية مواطنيها من العدوى. ومن بين هذه الإجراءات الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي. ومع السيطرة النسبية لحكومات عدد من الدول على تفشي الوباء وانخفاض أعداد الإصابات فيها، بدأ التخفيف التدريجي للإجراءات. فهل يعني هذا أن الفيروس في طريقه إلى الزوال؟ من جهة أخرى، ما هي السيناريوهات المحتملة؟
تشير صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أنه خلافاً للتوقعات، فإن فيروس كورونا الجديد سيبقى معنا لفترة طويلة، مستندة في خلاصتها هذه إلى آراء مجموعة من المتخصصين. ويقول مارك ليبسيتش، المتخصّص في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة في جامعة “هارفارد تي إتش تشان”: “التعامل مع الفيروس سيستمر لأشهر أو بضع سنوات”. بالنسبة إليه، “الأمر لا يتعلق فقط بتجاوز مرحلة الذروة، كما يعتقد البعض”. بمعنى آخر، لن تكون هناك جولة واحدة من التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وأماكن العمل والحد من التجمعات الكبيرة وغير ذلك على المدى الطويل. لذلك، يجب التعامل مع الفيروس ككرة ستستمر في التدحرج لمسافة كبيرة، وسنعيش مع الوباء في المستقبل القريب. لكن واستناداً إلى الموقع الجغرافي والسياسات المعمول بها، يعرض ليبسيتش بصفته مؤلفاً مشاركاً في دراستين صدرتا حديثاً، ثلاثة سيناريوهات لتطور الفيروس، وهي:
السيناريو الأول: يلي الموجة الحالية صعود وهبوط، على أن يتقلص الوباء تدريجياً خلال عام أو عامين.
السيناريو الثاني: الموجة الحالية ستتبعها ذروة في الخريف أو الشتاء، تليها موجات أخف على غرار ما حدث خلال عامي 1918 و1919 خلال جائحة الإنفلونزا.
السيناريو الثالث: ذروة خلال فصل الربيع، يليها تراجع بطيء مع حالات صعود وهبوط أقل وضوحاً.
والنتيجة، بحسب مجموعة من الباحثين، أنه حتى لو استمررنا في اتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي ريثما يتم التوصل إلى لقاح، يجب أن نكون مستعدين لبقاء الفيروس لفترة تتراوح ما بين 18 و24 شهراً، مع ظهور نقاط ساخنة بشكل دوري في مناطق جغرافية عدة.
وبحسب تحليل لبعض المؤشرات، يصبح التباعد الاجتماعي فعالاً عندما يصل عدد حالات الإصابات إلى معدل انتشار معين بين السكان، على سبيل المثال 35 حالة لكل 10 آلاف. ثمّ يمكن الحد من إجراءات التباعد الاجتماعي حين ينخفض عدد هذه الحالات إلى نحو 5 حالات لكل 10 آلاف. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان استمرار القطاع الصحي في العمل وتقديم الرعاية الصحية اللازمة.
هذا العام، من المرجح أن تكون التأثيرات الموسمية ضئيلة، إذ إن نسبة كبيرة من السكان ستظل عرضة للفيروس خلال الصيف. وهناك أشياء أخرى غير معروفة؛ مثلاً، تم اختبار ودراسة بعض الأمور، مثل درجة الحرارة والرطوبة وغيرهما بالنسبة لبعض أمراض الجهاز التنفسي، لكن ليس للفيروسات التاجية. لذلك، للأسف، لا يمكن الاعتماد على الصيف.
المصدر: العربي الجديد