ماذا يحصل إذا اجتمع رائد أعمال ومزارع في الوقت والمكان ذاته؟ النتيجة هي أكبر مزرعة داخلية وأكثرها تطوراً في العالم، حيث تنمو الخضار بلا الحاجة إلى أشعة الشمس، والتربة، والمياه.
شركة “إيرو فارم” التي أطلقت المشروع، قالت إنها تستخدم 95 في المائة أقل من المياه، مقارنة مع المزرعة التقليدية في الهواء الطلق. ومن المقرر افتتاح الشركة في سبتمبر/أيلول الحالي في نيوارك بولاية نيو جيرسي الأمريكية، حيث ستمتد المزرعة على مساحة 69 ألف قدم مربع، وستتخذ من مصنع للصلب المحول مكاناً لها. وتجمع المزرعة بين تقنتي “إيروبونيكس” الشبيهة بالزراعة المائية، ولكن باستخدام الهواء بدلاً من الماء، بالإضافة إلى جمع البيانات، التي تساعد المزارعين على معرفة الظروف المثلى لنمو النباتات. وستكون المزرعة الأكبر من نوعها في العالم، حيث الطاقة الإنتاجية تبلغ مليونين رطل من الخضار سنوياً، وفقاً لمؤسس “إيرو فارمز” ديفيد روزنبرغ.
لكن طموحات الشركة تتجاوز بيع كميات كبيرة من الخضار، إذ يأمل القيمون عليها بحل الأزمة الغذائية التي تلوح في الأفق، وخصوصاً أن عدد سكان العالم سيبلغ 8.5 مليارات نسمة بحلول العام 2030، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ويقول روزنبرغ إن هناك حاجة ملحة للابتكار لإطعام الجميع، والزراعة الحضرية قد تكون جزءا من الحل.
أما داخل المزرعة، فلا يوجد أي مواسم طبيعية، ونهار أو ليل. يتم التحكم بالضوء ورطوبة الهواء، ودرجة الحرارة. وتسلط الصفوف الطويلة من أنابيب “ليد” الضوء على الطول الموجي الذي تحتاج إليه كل نبتة للنمو. وبدلاَ من التربة، فإن النبتة تنمو على قطعة من القماش مصنوعة من مواد معاد تدويرها، فيما جذورها تُغطى بمحلول من المواد المغذية.
وتوضح الشركة أن طريقتها متفوقة على التقنيات الزراعية الأكثر شيوعاً في الأماكن المغلقة مثل aquaponics والزراعة المائية، والتي تتطلب المزيد من المياه، مشيرة إلى أن النباتات تتميز بالطعم نفسه، وحتى أفضل، مقارنة بغيرها من النباتات. وتعمد الشركة إلى جمع بيانات من النباتات لخلق خوارزميات لعملية النمو.
وفي هذا السياق، يقول روزينبرغ: “بنينا البرمجيات الخاصة بنا والتي تلتقط صوراً من الأوراق لمعرفة كيفية نموها.”
وتُباع هذه المحاصيل حالياً بأكثر من 20 في المائة من سعر السوق، وعلى غرار المواد الغذائية العضوية والمنتجة محلياً. ولكن لا يمكنها الحصول على شهادة عضوية، لأنها لا تعتمد على التربة، رغم أن بعض تجار التجزئة يعتبرون أنها أفضل من الخضار العضوية، بحسب ما يوضح رزنبرغ.
ويُستخدم نظام الحلقة المغلقة البذور فقط غير المعدلة وراثيا، ولا تُستخدم المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، أو المبيدات الفطرية، ما يقلل من الضرر الزراعي على البيئة، بحسب ما يؤكد روزنبرغ