رأى عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “وضع الدولة في لبنان وصل إلى مرحلة خطيرة جدا على مستوى المؤسسات في مختلف أنواع المجالات، حيث أننا لو نظرنا إلى الشأن الاقتصادي والمالي والاجتماعي والخدماتي لوجدنا تدهورا خطيرا وكبيرا، ولو نظرنا إلى مستوى الفساد الذي يعشعش في مؤسسات الدولة، لرأينا هدرا هائلا في أموال الخزينة التي هي أموال المواطنين، ولو نظرنا إلى مستوى الفقر الذي يضرب اليوم أغلب المناطق والشرائح الشعبية من كل الاتجاهات وفي كل المجتمع اللبناني وليس عند فريق محدد، لرأيناه قد بلغ حدا خطيرا يهدد بنية المجتمع، وهذا يتطلب حلا ومعالجة سريعة، وبحاجة إلى أن يتحمل جميع المسؤولين سواء من فريقنا أو من الفريق الآخر مسؤولياتهم في هذا الشأن، ولكن نحن على المستوى الداخلي لا نستطيع لوحدنا أن نوفر المعالجات، بل بحاجة إلى أفرقاء آخرين يلتقون معنا في منتصف الطريق من أجل الوصول إلى معالجات وحلول لهذه المشاكل”.
ولفت خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة حانين الجنوبية، إلى أنه “لا يمكن أن نقيس دور وقوة وتصرف المقاومة في مواجهة الأعداء الخارجيين على دورها وتصرفها في الداخل، فنحن واجهنا العدو الإسرائيلي وتصدينا له بالمقاومة وهزمناه، وكذلك تصدينا للعدو التكفيري بالمقاومة والسلاح وبتقديم الشهداء عندما هدد كل لبنان، ولكن في الداخل المعادلة مختلفة، حيث أننا نتحرك ضمن المعادلات الدستورية والقانونية، وبالتالي لا يمكن أن نفعل شيئا أو نأخذ قرارا في أي شأن إذا لم تجتمع الحكومة بنصاب القانون وأخذت هي القرارات”.
وشدد النائب فضل الله على “أننا نحتاج إلى قرارات جريئة وشجاعة من كل القوى السياسية المعطلة اليوم للحلول في لبنان والتي باتت معروفة وما زالت تراهن على الوقت وتنتظر متغيرات في الخارج، وهذا الأمر لسنا نحن من نتهمها به، بل هي تقول “فلنقطع الوقت، وإن الوقت الآن ليس وقتا للحلول، وعلينا أن ننتظر ما الذي سيحصل في الخارج”، موضحاً ان “الوضع في البلد وصل إلى حد يستوجب وقفة مسؤولة من صاحب كل ضمير حر، لأن الناس لم تعد قادرة على التحمل، سيما وأننا نعرف أن الذين هزمناهم في الميدان من خلال المقاومة يتسللون من خلال مآسي وأوجاع الناس ليضغطوا على البلد وعلى هذا المجتمع من أجل استهدافه، سواء كانوا من الأميركيين أو من الدول العربية، ولكن بالرغم من أننا نعرف أن أهلنا أهل الصبر والتحمل والقدرة على الصمود، إلا أن ذلك لا يعني أن لا نبذل كل جهد في سبيل معالجة الأوضاع القائمة في البلد على كل المستويات، سواء بالكهرباء أو المياه أو الوظائف أو المعيشة أو مكافحة الفساد أو وقف الهدر المالي أو إعادة الانتظام لمؤسسات الدولة أو غيرها من الأمور، وهذا لا يمكن أن يتم على يد فريق من دون بقية الأفرقاء”.