لم يكتمل مشهدُ التشريعِ على ما يُرام، فسقطت قوانينُ احوجُ ما يكونُ اليها الناس، بفعلِ سياسيين مُترَفين اَضاعوا النصاب، كما اضاعوا قوانينَ لمكافحةِ الفسادِ، وهم الـمُنصِّبونَ انفسَهم ثواراً وقِدّسينَ ومدافعينَ عن الفقراء..
انهى رئيسُ مجلسِ النوابِ سلسلةَ الجلساتِ التشريعيةِ بعدَ ان أُحيلت جلُّ القوانينِ المقدَّمةِ الى اللجان، واطاحَ تطييرُ النصابِ المطلوبِ بالالفِ والمئتي مليارِ ليرةٍ لبنانيةٍ المطلوبةِ بالحاحٍ لتأمينِ الموادِّ الاوليةِ الضروريةِ ودعمِ المزارعينَ والصناعيينَ في احلكِ الاوقات..
وفيما طُرُقُ التشريعِ كانت مقننةً بفعلِ التباينات، فانَ طرقَ الفوضى الماليةِ كانت مُشرَعةً بفعلِ تعاميمِ مصرفِ لبنان، ما جعلَ اللبنانيينَ واقفينَ عندَ مفترقٍ خطيرٍ – وبلا جواب – عن واقعِ الليرةِ ومصيرِ الودائعِ والتحويلات، والسؤالُ الابرز: لما هذا الكمُّ من التعاميم؟ وهل هي للتطبيقِ ام لمزيدٍ من التضليل؟
هذه الفوضى ردَّ عليها رئيسُ الحكومةِ حسان دياب الذي قال اِنه لم يتمَّ التنسيقُ معَ الحكومةِ بالتعاميمِ التي اصدرَها حاكمُ مصرفِ لبنان، واعداً اللبنانيينَ بمواقفَ متشددةٍ يومَ الجمعةِ حولَ الدولارِ وسعرِ صرفِه. امّا الهجومُ السياسيُ المتوقعُ على الحكومةِ فقد تفهمَه الرئيسُ دياب، الذي لم يتوقع ان تكونَ النكاياتُ السياسيةُ اقوى من الحرصِ على الامنِ الاجتماعي والغذائي للبنانيين، فحكومةُ السبعينَ يوماً واجهت سبعينَ كارثة، لكنها ستبقى تعملُ لمعالجةِ مآسي الناسِ كما قال ..
ولكي لا تتجددَ مآسي كورونا بموجاتٍ جديدةٍ متوقعة، كان تحذيرُ وزيرِ الصحةِ حمد حسن من انْ يُغَشَّ اللبنانيونَ برقمِ صفر اصابات، مؤكداً كما منظمةِ الصحةِ العالميةِ على اللبنانيينَ المحافظةَ على التعبئةِ العامةِ وعدمَ التهاونِ بالاجراءات..
ما يجري على مساحةِ العالمِ من فعلِ كورونا والتداعياتِ يزيدُ من التخبطِ الدولي وطريقةِ التعاملِ مع هذا الوباء، فيما لفتَ تحذيرٌ طبيٌ اميركيٌ من موجةٍ جديدةٍ اشدَّ فتكاً بالاميركيينَ وهم الواقعونَ تحتَ موجةٍ من الانهيارِ الذي يفتكُ بسعرِ نفطِهم الخام..
وما اصابَ رئيسَهم وعنجهيتَه اليوم، هو صاروخُ نور الايرانيُ الذي استقرَّ في الفضاءِ حاملاً قمراً صناعياً عسكرياً من صنعِ الحرسِ الثوريِ في الجمهوريةِ الاسلاميةِ كأهمِّ انجازٍ علميٍ رغمَ اطباقِ كلِّ انواعِ الحصار..
وفي فضاءِ شهرِ رمضانَ يطلُ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحة السيد حسن نصر الله بعدَ نحوِ ساعةٍ من الآنَ مخاطباً القلوبَ والعقولَ في زمنٍ احوجَ ما نكونُ فيه الى ناصحٍ امينٍ على ابوابِ الشهرِ الكريم..
المصدر: قناة المنار