الشيخ دعموش: السعودية تعمل على تأجيج الأزمات في المنطقة وعرقلة الحلول – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الشيخ دعموش: السعودية تعمل على تأجيج الأزمات في المنطقة وعرقلة الحلول

الشيخ علي دعموش
الشيخ علي دعموش

رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن السعودية لاتزال تعمل على تأجيج الأزمات في المنطقة من خلال دعمها للجماعات التكفيرية الإرهابية, وإصرارها على استمرار عدوانها على اليمن, وعرقلتها لكل الحلول المطروحة لأزمات المنطقة.
وقال: السعودية كانت ولا تزال تعطل كل مساعي الحل في سوريا واليمن, وتغلق كل أبواب الحوار في البحرين ومع إيران, ولا تفتح باباً إلا مع اسرائيل, ولا تبادر إلا بإتجاه الإسرائيلي وبلا شروط .. بينما مع اليمني تضع شروطاً للإستسلام وشروطاً في المفاوضات لتحقق بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه في العدوان على هذا البلد، وهكذا تفعل في البحرين ومع إيران ومع سوريا حيث تضع شروطاً لأي حوار أو تسوية تتعلق بهذه الملفات، وتدفع بمليارات الدولارات، وآلاف الأطنان من السلاح والذخيرة، وعشرات الالاف من التكفيريين ، لتبقى المواجهة مفتوحة في كل المنطقة ولتبقى لغة القتل والذبح والتدمير واستنزاف الطاقات والقدرات هي المسيطرة في المنطقة في مقابل لغة الحوار والتفاوض والتسوية التي تدعو اليها ايران وروسيا من أجل إيجاد الحلول المطلوبة لملفات المنطقة .
وأضاف: في اليمن أفشل السعودي المفاوضات التي جرت في الكويت لأن اليمنيين رفضوا الإستسلام والإنصياع لشروطه, واستمر بعدوانه الوحشي على هذا البلد.. وفي العراق، يتدخلون في الشؤون الداخلية, ويحرضون طائفياً ومذهبياً وضد الحشد الشعبي, ويمتعضون من الإنجازات والإنتصارات التي يحققها الجيش العراقي والحشد الشعبي ضد داعش, وفي سوريا يمدون المسلحين بالمال والسلاح وآلاف المقاتلين من أجل تسعير المعركة في حلب وغيرها, ويرددون في كل يوم على لسان وزير خارجيتهم: لا يوجد حل إلا بأن يرحل الرئيس الاسد، إما بالسياسة وإما بالقوة.. وفي البحرين منعوا الدخول في أي حوار مع المعارضة وذهبوا الى التصعيد, فحلو جمعية الوفاق التي هي أكبر جمعية سياسية في البلد, وأسقطوا الجنسية عن سماحة أية الله الشيخ عيسى قاسم، وأرادوا ترحيله من البلد، واليوم يمعنون في التنكيل بالعلماء والتضييق على الناس.
وأردف: أما في لبنان فالسعودية هي التي تعطل انتخاب رئيس للجمهورية من خلال موقفها الرافض لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية, وهم بذلك يؤججون ويفاقمون الأزمة السياسية في لبنان, ويعطلون الحلول, ويدخلون لبنان في نفق مجهول. ولفت: الى أن السعودية لا تستطيع أن تفرض شروطها وإملاءاتها على الآخرين, لأنها فشلت في كل ملفات المنطقة, وهي اليوم في موقع الضعيف والعاجز .
وأكد: أن أمام آل سعود فرصة ليتداركوا كل مواقفهم السلبية الرافضة لتسوية ملفات المنطقة، ما دامت كل الأطراف جاهزة للتفاوض والحل, وأن يكونوا شركاء بمعالجة أوضاع المنطقة. معتبراً: أن الإصرار على مواصلة سياسة تأجيج الأزمات في المنطقة من قبل السعودية، لن يؤدي إلا الى هزيمة مشروع آل سعود, ولن يحصدوا سوى الخيبة والمذلة والعار.
نص الخطبة
في هذه الايام نلتقي بذكرى شهادة الإمام التاسع من أئمة أهل البيت(ع) وهو الإمام محمد الجواد(ع) الذي استشهد في اخر ذي القعدة سنة (220 هـ) بواسطة زوجته أم الفضل بنت المأمون التي سمته بعد تحريض عمّها المعتصم, ففارق الدنيا عن عمر لم يتجاوز الخمسة وعشرين سنة, ودفن الى جانب جده الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في منطقة الكاظمية في بغداد, ومقامهما في الكاظمية شامخ شموخ الجبال يقصده المسلمون من كل أنحاء العالم للزيارة والتبرك. كان الامام الجواد(ع) هو الإبن الوحيد على الأرجح للإمام الرضا(ع) حيث يذكر بعض العلماء كالشيخ المفيد والشيخ الطبرسي والشيخ ابن شهر آشوب أن الامام الرضا(ع) لم يكن له ولد غير الامام الجواد(ع), وقد رزق به بعدما مر على عمره الشريف أكثر من أربعين سنة ، وعندما كان يسأل عن ذلك يجيب: “إن اللّه سوف يرزقني ولداً يكون الوارث لي والإمام من بعدي”.
وهكذا ولد الإمام سنة (195هجرية). في المدينة المنورة وقال الإمام الرضا (عليه السلام) عند ولادته: “قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار, وشبيه عيسى بن مريم، قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة, ثم قال (عليه السلام) : يقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السماء, ويغضب اللّه على عدوه وظالمه, فلا يلبث إلا يسيراً حتى يعجل اللّه به إلى عذابه”.
وولادة الإمام (عليه السلام) أزالت القلق من قلوب الشيعة حيث كان يقلقهم أن لا يكون للإمام الرضا (عليه السلام) وصياً وإماماً وخليفة من بعده. وقد تولي الإمام منصب الإمامة في سن السابعة أو الثامنة من عمره الشريف مما شكل سابقة في الفكر الشيعي، ولكن هذا الأمر ليس بغريب في حياة الانبياء والأولياء والعظماء التي فيها الكثير من المعجزات والكرامات التي اخترقت السنن الطبيعة.
فإنه يَصْدُق على الامام الجواد(ع) ما صدق على “يحيى”(ع) حيث آتاه الله الحكم والنبوة وهو صبي (واتَيْناهُ الحُكْمَ صبيّا) ويصدق عليه ما صدق على عيسى بن مريم الذي جعله الله نبياً وهو في المهد صبياً (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وجعلني نبياً).
وقد جاء في الأحاديث حول حداثة سنّ الجواد(ع) وتوليه الإمامة في سن مبكر, ما يدل على أن الإمامة هي اختيار إلهي, المعيار فيها ليس السن والعمر والكبر والصغر, تماماً كالنبوة التي هي اختيار إلهي حيث إن الله أعلم حيث يجعل رسالته.
فقد روي عن عبد الله بن جعفر قال: دخلت على الرِّضا(ع) أنا وصفوان بن يحيى، وأبو جعفر(ع) قائمٌ قد أتى له ثلاث سنين، فقلنا له: جعلنا الله فداك، إنْ ـ وأعوذ بالله ـ حَدَثَ حَدَثٌ، فمن يكون بعدك؟ قال: ابني هذا ـ وأومأ إليه ـ فقلنا له: وهو في هذه السنّ؟ قال: نعم، وهو في هذه السنّ، إنَّ الله تبارك وتعالى احتجَّ بعيسى وهو ابنُ سنتين”.
وفي الإرشاد: “عن أحد أصحاب الإمام الرضا(ع) قال: كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن الرضا(ع) بخراسان، قال قائلٌ: يا سيدي، إن كان كونٌ فإلى مَن؟ قال: “إلى أبي جعفر ابني”، فكأنّ القائل استصغر سنَّ أبي جعفر(ع)، فقال أبو الحسن(ع): “إنَّ الله بعثَ عيسى بن مريم رسولاً نبيّاً صاحب شريعة مُبْتَدَأةٍ في أصغرَ من السنِّ الذي فيه أبو جعفر(ع)”.
وعن معمر بن خلاّد قال: سمعت الرضا(ع) وذكر شيئاً (من علامات الإمام وأشباهه) فقال: “ما حاجتكم إلى ذلك، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني” وقال: “إنَّا أهلُ بيتٍ يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القُذّة بالقُذّة.
فالإمام الرضا(ع) أراد في هذه الأحاديث أن يبيّن لنا وللناس الذين يسألونه عن الإمام من بعده، أنّ في الإمامة عنصراً غيبياً ولطفاً إلهياً واختياراً ربانياً لا يخضع للمعايير والوسائل العادية المتعارفة لدى الناس، وأنّ المعيار في الإمامة ليس السن والنسب وما شاكل وانما العلم الخاص, والنص من رسول الله(ص) والامام من قبله, والعصمة وغيرها من الصفات التي تسمو بالشخص الى هذا المستوى وهذه المنزلة, ولأن كل هذه الصفات توافرت في شخصية الإمام الجواد(ع) كان هو الإمام المفروض الطاعة على المسلمين بالرغم من صغر سنه.
وقد استمرت مدة خلافة الإمام الجواد(ع) بعد وفاة أبيه سبع عشرة سنة. وقد عاصر (ع) من خلفاء بني العباس المأمون الذي كان أدهى بني العباس, وعاصر أيضاً المعتصم الذي خاف نشاط الإمام ونفوذه وتأثيره على المسلمين, فدس السم إليه وسقط شهيداً كآبائه وأجداده(ع). وقد استطاع الإمام الجواد(ع) منذ حداثة سنِّه أن يكشف عن وعي عميق واتزان في شخصيته, وأن يُظهر سعة علومه ومعارفه وجدارته بالإمامة، حيث يروي محمد ابن طلحة فيقول: “لما تُوفّي والده الرِّضا(ع) وقدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته (أي الرِّضا) بسنة، اتفق أنَّه خرج إلى الصَّيد، فاجتاز بطرف البلد في طريقه، والصبيان يلعبون ومحمد (الجواد) واقفٌ معهم، وكان عمره يومئذٍ إحدى عشرة سنة فما حولها. فلما أقبل المأمون انصرف الصبيان هاربين، ووقف أبو جعفر محمد(ع)
فلم يبرح مكانه، فقرب منه الخليفة، فنظر إليه، وكأنَّ الله عزَّ وعلا ألقى عليه مسحةً من قبول، فوقف الخليفة، وقال له: يا غلام، ما منعك من الانصراف مع الصبيان؟ فقال له محمد (الجواد) مسرعاً: “يا أمير المؤمنين، لم يكن بالطريق ضيقٌ لأوسّعه عليك بذهابي، ولم يكن لي جريمة فأخشاها، وظني بك حَسَنٌ إنّك لا تضرُّ من لا ذنب له، فوقفت”.
إنّ هذه الكلمات العاقلة المتزنة إضافة الى الحوارات التي كانت تحصل في مجلس المأمون مع كبار العلماء والمفكرين والتي كان يجيب فيها الإمام(ع) على مسائل صعبة, تدلّ على وعي وفهم عميق كما تدل أيضاً على شجاعة في الموقف وجرأة في الخطاب أمام السلطان، مما لا يصدر عادة من صبي صغير، بل إن ذلك يكشف عن عقل مفكر واسعٍ وعن ملكة قدسية ربانية.. وهذه الملكة هي التي فرضت احترامه على المأمون وعلى الناس المحيطين به.
لقد عاش الإمام الجواد(ع) تلك السنوات القليلة مع أصحابه ومع الناس متحملاً مسؤوليّة الإمامة ومبادراً الى توجيه النّاس وحثهم على طاعة الله والخوف من الله والتسامح حتى مع الذين يختلفون معه في الرأي.
فقد كتب شخصٌ إليه وقال له: إنَّ أبي ناصب من النواصب خبيث الرأي يبغضكم ويسبُّكم ويعاديكم، وقد لقيت منه شِدّة وجهداً، فرأيك في الدعاء لي وما ترى ـ جُعلت فداك ـ أفترى أن أكاشفه أو أداريه؟ أي هل أبادله الإساءة بإساءة مثلها أو أداريه وأعامله بالحسنى؟ فكتب إليه الإمام الجواد(ع): “قد فهمت كتابك وما ذكرته من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء لك إن شاء الله، والمداراة خيرٌ من المكاشفة ـ يعني حاول معه باللطف والحسنى ـ فلعله يميل إليك، وإلى ما أنت فيه بعد ذلك، ومع العُسر يسرٌ، فاصبر فإنَّ العاقبة للمتقين، ” فالإمام(ع) يعلم شيعته أن يتسامحوا مع الآخرين وأن لا يبادلوا الإساءة بالإساءة والإهانة بالإهانة والسب بالسب والشتيمة بالشتيمة, بل ان يتعاملو مع من يسيء إليهم بالمدارة والحسنى, لأن ذلك يقرب الآخرين اليك والى نهجك وقضيتك.
ولذلك يقول هذا الرجل إنَّ أباه بعد ذلك أقبل عليه وأصبح لا يخالفه في أيِّ شيء من أموره، وذلك بفضل دعاء الإمام وتوجيهه له. ويقول الإمام(ع) في حديث آخر: “لا تكن ولياً لله في العلانية وعدوّاً له في السرّ”، بحيث تكون أمام النّاس مؤمناً خيّراً طيباً ظاهرك أنك تخاف الله وتطيع الله أو أنك تحمل سبحة بيدك وتسبِّح الله ، وتتظاهر بالإيمان والإلتزام, ولكن إذا خلوت مع نفسك تتمرد على الله وترتكب المحرمات والمعاصي وتفعل ما يوجب سخط الله فتصبح عدوّاً لله من خلال أعمالك وتصرفاتك التي لا يرضاها الله تعالى, وهذه ازدواجية غير مقبولة في شخصية الإنسان المؤمن. ومن هنا، ينبغي للإنسان أن يكون صادقاً في علاقته بالله، بحيث يكون سره كعلانيته فلا إزدواجيّة بين السرّ والعلن، لأنَّ ذلك يؤدي بالشخص الى النفاق، وهذا ما يجعله في موقع سخط الله الذي يعامل الناس بحسب واقعهم وحقيقتهم. وفي حديث ثالث روي أنه جاء الى الإمام (ع) رجلٌ فقال له: أوصني، فقال(ع):أوَتقبل؟ قال: نعم، قال(ع): توسّد الصبر ـ عليك أن تنام على فراش الصبر، بحيث إذا واجهتك الحياة في تحدياتها وبلاءاتها ومصائبها وأحداثها فلا تسقط ولا تتراجع بل اثبت واصمد ـ واعتنق الفقر ـ فإذا ابتليت بالفقر فلا تسقط وتضعف، ولا يدفعك فقرك الى سلب حقوق الناس وسرقة الناس وأخذ ما ليس لك به حق, بل اصبر أمام تحديات الألم والحرمان حتى يفتح الله عليك ـ وارفض الشهوات ـ لأنَّها تقودك إلى الابتعاد عن الحق وفقدان التوازن ودخول النّار ـ وخالف الهوى ـ فلا تنساق مع اهواءك وطموحاتك ومصالحك فتنحرف عن الحقّ وينحرف بك هواك عن الله تعالى فخالفه ـ واعلم أنَّك لن تخلو من عين الله”.
في أيِّ مكان كنت أنت في رقابة الله، وأنت في محضر الله, وفي الوقت نفسه أنت برعاية الله، لذلك على الانسان أن يراقب نفسه في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة، لأنَّ الله يراقب ويشاهد ويحصي على الإنسان أعماله، وإذا جاءك اليأس والإحباط، فاعلم أنَّك بعين الله ورعايته، هو الذي يسددك ويوفقك ويدفع عنك.
من كان بعين الله لا يبالي ما يقوله الناس عنه, ومن كان بعين الله لا يخشى الأعداء مهما تمادوا في عدوانهم وطغيانهم, ومن كان بعين الله يحتسب كل ما يصيبه من آلام ومآسي عند الله, فلا يجزع ولا يحبط ولا يتراجع وإنما يمضي في طريق الله ويواجه التحديات مهما كانت صعبة, وهذا ما يفعله المجاهدون في سوريا واليمن والعراق وما تفعله الشعوب المظلومة والمقهورة في البحرين وغيرها في مواجهة أمريكا والسعودية وحلفائهما.
اليوم السعودية لا تزال تعمل على تأجيج الأزمات في المنطقة من خلال دعمها للجماعات التكفيرية الإرهابية, وإصرارها على استمرار عدوانها على اليمن, وعرقلتها لكل الحلول المطروحة لأزمات المنطقة.
السعودية كانت ولا تزال تعطل كل مساعي الحل في سوريا واليمن, وتغلق كل أبواب الحوار في البحرين ومع إيران, ولا تفتح باباً إلا مع اسرائيل, ولا تبادر إلا بإتجاه الإسرائيلي وبلا شروط .. بينما مع اليمني تضع شروطاً للإستسلام وشروطاً في المفاوضات لتحقق بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه في العدوان على هذا البلد، وهكذا تفعل في البحرين ومع إيران ومع سوريا حيث تضع شروطاً لأي حوار أو تسوية تتعلق بهذه الملفات، وتدفع بمليارات الدولارات، وآلاف الأطنان من السلاح والذخيرة، وعشرات الالاف من التكفيريين ، لتبقى المواجهة مفتوحة في كل المنطقة ولتبقى لغة القتل والذبح والتدمير واستنزاف الطاقات والقدرات هي المسيطرة في المنطقة في مقابل لغة الحوار والتفاوض والتسوية التي تدعو اليها ايران وروسيا من أجل إيجاد الحلول المطلوبة لملفات المنطقة .
نعم السعودي هو من يؤجج الأزمات ويرفض الحلول والتسويات.. في اليمن أفشل المفاوضات التي جرت في الكويت لأن اليمنيين رفضوا الإستسلام والإنصياع لشروطه, واستمر بعدوانه الوحشي على هذا البلد، الغارات العنيفة على صنعاء وصعدة، الهجوم على المناطق المختلفة، تدمير البيوت على رؤوس الاطفال كما حصل قبل أيام في صعدة, وارتكاب المزيد من المجازر بحق الأبرياء. في العراق، يتدخلون في الشؤون الداخلية ويحرضون طائفيا ومذهبيا وضد الحشدالشعبي ويمتعضون من الإنجازات والإنتصارات التي يحققها الجيش العراقي والحشد الشعبي ضد داعش .
أما في سوريا فهم يمدون المسلحين بالمال والسلاح وآلاف المقاتلين من أجل تسعير المعركة في حلب وغيرها, ويرددون في كل يوم على لسان وزير خارجيتهم: لا يوجد حل إلا بأن يرحل الرئيس الاسد إما بالسياسة وإما بالقوة، يعني لا مكان لتسوية سياسية, ولا مفاوضات، ولا حلول.
في البحرين منعوا السلطة من الدخول في أي حوار مع المعارضة وذهبوا الى التصعيد, فحلو جمعية الوفاق التي هي أكبر جمعية سياسية في البحرين, وأسقطوا الجنسية عن سماحة أية الله الشيخ عيسى قاسم، وأرادوا ترحيله من البلد، واليوم يمعنون في التنكيل بالعلماء والتضييق على الناس.
بهذه العقلية المتحجرة وبهذه العنجهية تتعامل السعودية مع أزمات المنطقة, هذا هو المنطق الوهابي وهذه هي الثقافة الوهابية التي هي ثقافة المملكة السعودية، وثقافة داعش، والنصرة، هذه الثقافة التي تقوم على التكفير والقتل، وارتكاب المجازر، وعدم إعطاء اي فرص للحياة، أو اي فرصة للحوار وأي فرصة للمصالحة ، هذا الذي يحصل في اليمن، ويحصل في سوريا وفي أماكن أخرى.
أما في لبنان فالسعودية هي التي تعطل انتخاب رئيس للجمهورية من خلال موقفها الرافض لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية, وهم بذلك يؤججون ويفاقمون الأزمة السياسية في لبنان ويعطلون الحلول ويدخلون لبنان في نفق مجهول. السعودية هي من يعطل في لبنان وفي كل المنطقة, ولكنها ليست في موقع من يفرض الشروط.
السعودية اليوم صحيح أنها تستطيع أن تعطل وتعرقل مساعي الحل في لبنان وغير لبنان, ولكنها لا تستطيع أن تفرض شروطها وإملاءاتها على الآخرين, لأنها فشلت في كل ملفات المنطقة, وهي اليوم في موقع الضعيف والعاجز . مشروعكم ليس له مستقبل، آل سعود أمام فرصة ليعودوا، ويتداركوا، كل مواقفهم السلبية الرافضة لتسوية ملفات المنطقة، ما دامت كل الأطراف جاهزة للتفاوض والحل, فتعالوا وفاوضوا، لا تتكبروا، ولا تأخذكم العنجهية، ولا يعميكم الحقد، لديكم فرصة بأن تكونوا شركاء بمعالجة أوضاع المنطقة, فلا تفوتوها, وانخطروا في المساعي الجارية لحل الأزمات في المنطقة. أما إذا أصريتم على مواصلة سياسة تأجيج الأزمات والحروب في المنطقة, فتأكدوا تماماً بأن مشروعكم سيهزم, ولن تحصدوا سوى الخيبة والمذلة والعار. والحمد لله رب العالمين

المصدر: خاص

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك