وصلت المستويات العالمية للميثان إلى أعلى معدل لها على الإطلاق، وذلك إثر ما يبدو أنه زيادة سنوية شبه قياسية في ذلك الغاز الذي يُعتبر أحد المُكونات الشديدة التأثير في ظاهرة الاحتباس الحراري.
في العام الماضي، بلغ تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي للأرض قرابة ألف و875 جزءاً في المليار، بالمقارنة مع ألف و866 جزءاً في 2018، وفقاً لبيانات أولية جمعتها “الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي” (“نوا”).
وفي حال تأكدت الأرقام في وقت لاحق من العام الحالي، تكون مستويات غاز الميثان قد سجلت الزيادة الأعلى الثانية لها في أكثر من عقدين. يُشار إلى أن “نوا” بدأت عملية جمع بيانات الميثان العالمية في 1983.
وتذكيراً، على الرغم من أن الميثان لا يبقى في الغلاف الجوي إلا بضع سنوات، إلا أن مفعوله في احتباس الحرارة المنبعثة من أشعة الشمس أقوى بـ28 مرة بالمقارنة مع ثاني أكسيد الكربون (الغاز الأول في ترتيب الغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري عالمياً)، بالتالي يشكل تهديداً خطيراً مضاعفاً للجهود المبذولة في سبيل معالجة التصاعد في مستويات الاحتباس الحراري.
في هذا الشأن، تحدث إلى مجلة “ساينتفك أميركان” درو شندل، عالم مناخ في جامعة “ديوك” الأميركية، مشيراً إلى إنه “ها نحن ذا. إنه عام 2020، ومستويات الميثان لا تشهد انخفاضاً. ليس ذلك فحسب، بل إن مستوياتها ليست ثابتة. في الواقع، إننا إزاء أحد أسرع معدلات الارتفاع التي شهدناها في العشرين عاماً الماضية [في أحد غازات التلوث المتصلة بالاحتباس الحراري]”.
في سياق متصل، حذر علماء في العام الماضي من أن ارتفاع مستويات الميثان سيعزز صعوبة تحقيق الأهداف التي حددتها “اتفاقية باريس للمناخ” التي وُقعت في 2015.
وعلى الرغم من وجود شكوك بشأن مصدر معدلات الارتفاع السنوية في الميثان، أشار باحثون في “نوا” في أوقات سابقة إلى إن كثيراً منها يأتي من المناطق الاستوائية.
يعتقد البحاثة أن ذلك مرده على الأرجح إلى تغيرات تشهدها ميكروبات تنفث الميثان موجودة في الأراضي الرطبة الاستوائية، وتتصل تلك التغيرات على الأرجح بارتفاع درجات الحرارة، ما يشكل حلقة مفرغة من ردود الفعل الخطيرة، بمعنى أن زيادة حرارة الكوكب تزيد نفث الميثان الذي يعمل بنفسه على زيادة الحرارة.
تقول الفرضية إنه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ تزداد كفاءة تلك الأحياء الدقيقة التي تحول المواد العضوية إلى غاز الميثان.
بيد أن روب جاكسون، بروفيسور في قسم “علوم نظام الأرض” في “جامعة ستانفورد”، ذكر أن بعضاً من الارتفاع الذي طرأ العام الماضي في مستويات الميثان، ربما يرجع أيضاً إلى زيادة في الانبعاثات الناشئة عن الزراعة واستخدام الغاز الطبيعي.
في تطور متصل، كشفت شركة “شِل” العملاقة في صناعة الوقود الأحفوري ضمن تقريرها السنوي بشأن الاستدامة الذي أصدرته الأسبوع الماضي، عن تدنٍ في انبعاثاتها السنوية من الميثان التي بلغت 91 ألف طن العام الحالي، بالمقارنة مع 92 ألفاً في 2019.
المصدر: الاندبندنت