الثالثَ عشرَ من نيسانَ من العامِ الفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةٍ وسبعين، تاريخٌ طُبِعَ بذاكرةِ اللبنانيينَ رصاصاً ودماً، وبوسطةً نَقلت البلادَ الى حربٍ ودمارٍ وتاريخٍ من الاقتتال، ومنذُ توقفَ ازيزُ الرصاص، واللبنانيونَ يُحيونَ الذكرى بعبارة: تنذكر وما تنعاد.. اما اليومَ الواقعَ فيهِ الثالثَ عشرَ من نيسان ، فانَ بوسطةً من نوع آخر تتفتلُ في شوارعِنا، تتربَّصُ بأمننا الصحي، تدهسُ اقتصادَنا المصابَ اصلاً، وتلاحقُ واقعَنا الاجتماعيَ والانسانيَ المرهَق، بوسطةٌ لم تُميز بينَ راكبيها ومطلقي النارِ عليها، انها بوسطةُ كورونا..
البوسطةُ التي تجوبُ العالمَ الواقعَ في عجزٍ امامَ عجلاتِها ، وهي المدججةُ بالوباءِ العصيِّ على البشريةِ وتقدُّمِها الى الآن، مُقدِّمةً نموذجاً من الموتِ السريعِ الذي عمَّ المعمورةَ دونَ استئذانٍ من بلادٍ قويةٍ او اخرى ضعيفة، ومن بلادٍ غنيةٍ او اخرى فقيرة. امّا يفتقرُ اليه العالمُ معَ هذا الوباء، فهو الاعتبار من هذه الجائحة، وهو العالمُ الذي ما زالَ بحسبِ منظمةِ الصحةِ العالميةِ واقعاً تحتَ خطرِ الانتشارِ السريعِ لهذا الوباء..
في لبنانَ الذي يقفُ اهلُه جميعاً شركاءَ لشفائه، كما قالَ وزيرُ الصحةِ حمد حسن من مستشفيَي السان جورج وبهمن في الضاحية الجنوبيةِ لبيروت، هو وطنٌ لم يُصَب بالصميمِ من الوباءِ الخبيث، كما قالَ الوزير، والمطلوبُ مواصلةُ المقاومةِ المجتمعية، والعملُ يداً بيدٍ لخدمةِ الناس، والتطلعُ بأملٍ الى مستقبلٍ مشرقٍ للبنان..
لبنانُ الذي لم يُسجِّلِ اليومَ سوى اصابتينِ فقط بوباء كورونا، في خبرٍ مفرحٍ، لكنه يجبُ اَلا يصيبَ اللبنانيينَ بالطُمأنينةِ ويدفعَهم الى التفلتِ من الاجراءات، فكورونا متربصٌ بالجميع، وموجاتُه تجولُ فضاءَنا، ولا مجالَ للنجاةِ الا اِن اَكملنا الالتزامَ بالاجراءات..
امّا ما يَجري على ضفافِ كورونا من مناكفات، والتقاطِ البعضِ لفرصةِ ملامحِ الخطةِ الاقتصاديةِ للحكومةِ لِيُثيرَ سجالاً، فهو امرٌ مُعيبٌ كما اشارَ عضوُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب علي عمار، الذي دعا الدولةَ من جهةٍ اخرى الى وضعِ اليدِ على من استساغَ ان ينالَ من ودائعِ الناس..
المصدر: قناة المنار