الكلُّ موجوعٌ والكلُّ مصاب، ولن يُفرِّقَ كورونا بخبثِه بينَ مقيمٍ او مغتربٍ، او موالٍ او معارضٍ، او من ايِّ ديانةٍ كان.
وان كانت الحكومةُ اللبنانيةُ قد اَحسنت الاداءَ لحمايةِ ابنائها المقيمينَ من كورونا رغمَ شحِّ المواردِ وضيقِ الحال، فانَ الاصواتَ المرتفعةَ بحرصٍ عليها وعلى بَنِيها بألا تُقصِّرَ معَ المغتربينَ منهم، المتروكينَ لقدَرِهم في دولِ العالمِ المشغولةِ – بل العاجزةِ – حتى عن نجدةِ مواطنيها، في زمنٍ تَحَّكَمَ فيه قَرُّ الوباء، ولا ملجأَ يُدْفِئُ إلاّ حِضنُ الوطن..
وحرصاً على الوطنِ كلِّ الوطن، كانت الدعواتُ للحكومةِ اللبنانيةِ بالاسراعِ لاعادةِ من يريدُ من ابنائها المنتشرين، لانَ الوقتَ ليسَ لمصلحةِ أحد..
وتحتَ هذا العنوانِ كانَ نداءُ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري الذي قدّمَ سلامةَ المغتربينَ على كلِّ شيء، ووصلَ الى حدِّ التلويحِ بتعليقِ المشاركةِ بالحكومةِ اِن تأخرت اجراءاتُ عودةِ المغتربينَ الى ما بعدَ الثلاثاء، فحقُّ عودتِهم لا نقاشَ فيه، وهو مكفولٌ بالدستور، كما قالَ رئيسُ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل، الذي تطابقَ موقفُه وموقفَ الرئيسِ بري بدعوةِ الحكومةِ الى وضعِ آليةٍ سريعةٍ لعودتهم ..
رئيسُ الحكومةِ حسان دياب الذي أكدَ انه معَ العودةِ الآمنةِ لمن يرغبُ من المغتربين، قال خلالَ ورشةِ عملٍ وزاريةٍ في السرايِ إنَ المسؤوليةَ الوطنيةَ على الحكومةِ تَقضي بأن تحميَ اللبنانيينَ من انتشارِ الوباء، وأن تحميَ المغتربينَ وتَحتضِنَهُم وفقَ معاييرَ تَحميهم وتَحمي عائلاتِهم ومجتمعاتِهم وعودتَهم الآمنةَ كما قال ..
اما الآخرون ممن كانوا اولَ المطالبينَ باقفالِ المطارِ والحدودِ امامَ اللبنانيينَ العائدينَ من دولٍ مصابةٍ بالوباءِ من طلابٍ وزوارٍ ومقيمين، فها هم اليومَ يزايدونَ على الحكومةِ وعلى الرئيس بري وعلى حزبِ الله وعلى التيارِ الوطني الحر، مطالبينَ الحكومةَ باتخاذِ قرارٍ سريعٍ بتنظيمِ رحلاتٍ للبنانيينَ في الانتشارِ للعودةِ الى ديارِهم..
وعودةً الى لغةِ الحكمةِ والاتزان، والصراحةِ كأقدسِ عنوان، فانَ اطلالةً للامينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله عبرَ المنارِ بعدَ ساعةٍ من الآنَ لن يَغيبَ عنها موضوعُ اللبنانيينَ المغتربين، فضلاً عن آخرِ المستجداتِ والتطوراتِ السياسية..
المصدر: قناة المنار