كانت إصابة أحد المدرسين في مدرسة الأمم المتحدة الدولية -وهي مدرسة خاصة تضم 1600 تلميذ قرب مقر الأمم المتحدة في مانهاتن- سببا لإغلاقها على الفور، والانتقال إلى نظام التعليم الإلكتروني.
وعلى الرغم من أن المدرسة كانت تستخدم أساسا العديد من أدوات الاتصال بالإنترنت وبعضها أفضل بكثير من الموجودة في المدارس العامة، فإن البدايات “كانت صعبة” بحسب ما تقوله أستاذة اللغتين الفرنسية والإسبانية كونستانس دو بوا.
وأضافت الأستاذة أن البرنامج تم اختباره مع عدد قليل من التلاميذ “لكن في الواقع، لم نكن متمرسين من العمل على هذه المنصات، وقد واجه التلاميذ الكثير من المشكلات التقنية”، وبمجرد حل هذه المشكلات، ظهرت مشكلات أخرى لكن هذه المرة كانت هيكلية أكثر.
في هذا الصدد، تقول دو بوا “لا يرون أحدا غيري، ليس هناك أجواء مشابهة لأجواء الصف الفعلي”، وذلك لأن المنصة الإلكترونية المستخدمة من قبل المدرسة لا تسمح للتلاميذ برؤية بعضهم بعضا، ما ينقصهم فعلا هو الناحية الاجتماعية. يريدون العودة إلى المدرسة، لقد سئموا من عدم رؤية بعضهم بعضا، فهم يشعرون بعزلة كبيرة.
وبرزت مشكلة أخرى، فقد وضعت المدرسة في البداية نموذجا للجدول الزمني المخصص لإعطاء الحصص عبر الإنترنت وفقا للجدول الزمني الفعلي، لكن المدرسين أدركوا أن “التلاميذ كانوا يمضون يومهم كله أمام الشاشة، ونحن كذلك”. لذلك، خفضت مدة الدروس بسرعة من ساعة واحدة إلى 40 دقيقة. وتقول دو بوا “منحنا هذا الأمر الكثير من الراحة، كما أن التلاميذ أصبحوا أكثر تركيزا”.
لا تعرف كونستانس دو بوا -مثل ملايين المدرسين حول العالم- كم من الوقت ستبقى مدرستها مغلقة، لكن من الواضح أنها ستعطي الدروس عبر الإنترنت حتى 20 أبريل/نيسان على الأقل، وهو التاريخ الذي تأمل مدارس نيويورك أن تفتح فيه أبوابها مجددا.
ورغم ذلك، أعلنت بعض المدن الأميركية أن المدارس ستبقى مغلقة حتى نهاية السنة الدراسية، لكن ليست كل الأمور سلبية، فـ”الطلاب يتحلون بوعي كبير، إذ يفتحون المنصة في الوقت المحدد ويحضرون الفروض ويشاركون في الحصص”.
كما أن هذا الأمر سمح للمدرسين بتجديد أنفسهم، إذ توضح دو بوا أن “هذا يعلمك أن تنظر إلى الأمور بشكل مختلف، وتحاول التفكير في كيفية إعطاء حصتك بطريقة مختلفة”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية