في ظل انتشار فيروس كورونا حول العالم والقيود المفروضة على السفر المصممة لاحتوائه، تواجه العديد من شركات الطيران انخفاضاً شديداً في عملياتها، ما قد يضطرها للجوء إلى عمليات إنقاذ حكومية في غضون أسابيع لتجنب الإفلاس.
وقد علّقت العديد من شركات الخطوط الجوية رحلاتها، فمنها من سرح العمال واعتمد خطوات شديدة بهدف الحفاظ على السيولة، وسط تزايد حظر السفر وانخفاض الطلب على الرحلات.
وحثت 3 أكبر تحالفات شركات طيران عالمية، “وان وورلد” و”سكاي تيم” و”ستار ألاينس”، الحكومات على “تقييم جميع الوسائل الممكنة” لمساعدة الصناعة. وتمثل هذه الشركات أكثر من 58 شركة طيران رائدة في العالم. بينما سبق أن أصدرت بعض شركات الطيران الأوروبية نداءات عاجلة للمساعدة.
وفي رسالة بعثت الثلاثاء إلى قادة الكونغرس الأمريكي ووزير الخزانة، ستيفن منوشين، حذر الرئيس التنفيذي لشركة “يونايتد إيرلاينز”، أوسكار مونوز، من أزمة اقتصادية حالية تواجه شركات الطيران بسبب فيروس كورونا تعتبر “أسوأ بكثير” من 11 سبتمبر/ أيلول.
ووفقاً لمركز CAPA للطيران الاستشاري، فإن معظم شركات الطيران في العالم ستفلس بحلول نهاية مايو/أيار ما لم تتدخل الحكومات.
وقال المركز في تقرير نشر يوم الاثنين إنه “هناك حاجة لعمل منسق من الحكومات والصناعة إذا أردنا تجنب كارثة”، مضيفاً: “الاحتياطيات النقدية تتناقص بسرعة مع توقف الأساطيل”.
وأكد حجم الأزمة المتفاقمة، بعدما أعلنت أكبر شركة طيران اقتصادي في أوروبا، “راين إير” أنها ستقوم بتعليق معظم أسطولها على مدى الأيام الـ7 إلى الـ10 المقبلة.
كما قالت لوفتهانزا، التي تمتلك شركات طيران وطنية في ألمانيا وسويسرا والنمسا وبلجيكا، إن شركات طيران المجموعة تجري مناقشات مع حكوماتها حول “تلقي دعم حكومي نشط إذا أصبح ذلك ضرورياً”. كما قامت إحدى شركاتها التابعة، الخطوط الجوية النمساوية، بتعليق جميع الرحلات مؤقتاً بدءاً من 19 مارس/ آذار.
وقد أعلنت معظم شركات الطيران الكبرى حول العالم عن تخفيضات كبيرة في جداول مواعيدها وعلقت رحلات مئات الطائرات. كما طُلب من الموظفين أخذ إجازات طوعية غير مدفوعة الأجر، في حين أن كبار المسؤولين التنفيذيين تلقوا تخفيضات في أجورهم، فيما قد يعتبر أسوأ أزمة طيران في التاريخ.
المصدر: سي ان ان