بعد ساعات قليلة من ميلاد طفل صيني في مدينة ووهان –مركز ظهور وانتشار فيروس كورونا الجديد- يوم 2 فبراير/ شباط، شخصه الأطباء كمصاب بالفيروس، ليكون بذلك أصغر حامل للمرض الذي أودى بحياة المئات حتى الآن.
وتبين إصابة الأم بالفيروس قبل عملية الولادة، لكن من غير المفهوم كيف انتقلت العدوى- أثناء الحمل أم بعد الولادة. وعمومًا كانت الإصابات بين الأطفال منخفضة للغاية رغم أن الفيروس أصاب عشرات الآلاف حتى الآن.
وذكرت اللجنة الوطنية للصحة في الصين أن الفيروس سريع الانتشار أودى بحياة 98 شخصا في الصين أمس الثلاثاء مما زاد العدد الإجمالي للوفيات إلى 1868 حالة. كما سجلت الصين 1886 حالة إصابة جديدة الاثنين ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 72436 في المجمل. كما ظهرت حالات مصابة بالفيروس في نحو 30 دولة.
هل إصابة الأطفال بالفيروس شائعة؟
أصيب عدد قليل جدًا من الأطفال خلال التفشي الحالي لفيروس كورونا، وهو ما يتماشى مع الأوبئة الفيروسية الأخرى من نفس الفصيلة مثل “سارس” و”ميرس”، وفقًا لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وفقًا لتقرير صادر عن مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، فإن متوسط العمر المرضي للتعرض للوباء الحالي يتراوح بين 49 و56 عامًا، ونادرًا ما ظهرت إصابات بين الأطفال.
عند تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” التي تعرف أيضًا باسم إنفلونزا الإبل في 2016، أكدت المجلة العالمية لطب الأطفال السريري أن الفيروس نادرًا ما أصاب الصغار، لكنها لم تستطع تحديد سبب انخفاض معدل الإصابة في هذه الفئة العمرية.
كبار السن أكثر عرضة للخطر
في أكبر دراسة للسلطات الصحية في الصين منذ ظهور الفيروس في البلاد، خلص المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن المرضى وكبار السن أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، إلى جانب الطاقم الطبي. توفي أمس مدير مستشفى في ووهان بسبب الفيروس.
خلصت الدراسة إلى أن 80.9% من الإصابات تصنف “بسيطة”، و13.8% “شديدة”، و4.7% “حرجة”، ورغم أن معدل الوفيات البالغ 2.3% لا يزال منخفضًا، لكنه يرتفع بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا. وبلغت نسبة الوفيات 2.8% بين الرجال و1.7% بين النساء.
في دراسة أخرى نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تبين أن أكثر من نصف المصابين بالفيروس تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عامًا، وأن 10% فقط من المصابين كانوا دون سن التاسعة والثلاثين.
لماذا الأطفال أقل عرضة للفيروس؟
نقل موقع “بي بي سي” عن أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينغ الإنجليزية، إيان جونز، قوله: “لأسباب ليست واضحة لنا بدقة، يبدو أن الأطفال إما تفادوا الإصابة تمامًا، أو لم تكن إصابتهم شديدة”.
يعني ذلك أن العدوى التي تصيب الأطفال تكون بسيطة ولا يظهر عليهم أي أعراض، وبالتالي لا يشعر الأهالي بالقلق تجاههم، وبالتبعية لن يذهبوا بهم إلى المستشفيات ولن تسجل إصابات بين الأطفال.
عند انتشار فيروس “سارس” عام 2003، كانت 10% من إجمالي الإصابات البالغة 8 آلاف لأطفال. في عام 2007 أعلن مركز السيطرة على الأوبئة في أمريكا إصابة 135 طفلًا بالفيروس لكن دون تسجيل وفيات بين الأطفال أو اليافعين.
تقول المحاضرة في كلية لندن الجامعية، ناتالي ماكديرموت، أن الأطفال كانوا أقل عرضة للعدوى بفضل عطلة السنة الجديدة وإغلاق المدارس. قررت الأقاليم الصينية إبقاء المدارس مغلقة، وهو وضع قد يستمر في بعض الأماكن حتى نهاية الشهر الجاري.
يقول جونز إنه عادة ما يشار إلى الأطفال باعتبارهم “ناشرون مفرطون” للفيروسات، وكان من المتوقع تسجيل إصابات كبيرة بينهم بفيروس كورونا، لكن ربما يعزى الأمر إلى امتلاكهم أجهزة مناعة قوية محفزة لمقاومة الفيروسات.
المصدر: سبوتنك