أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال اختتام دورة “التربية بالحب” التي أقامتها الهيئات النسائية في الحزب في مجمع المجتبى(ع)، أن “هذه المقاومة التي انتصرت في لبنان ليست مقاومة عادية، فنحن نعرف أن المقاومة تقاوم لتحرر الارض، لكن مقاومتنا حررت الارض والإنسان، ثم تحولت الى قوة رادعة، ليست مألوفة في مقاومات الدنيا، فامتنعت إسرائيل عن اعتداءاتها على لبنان منذ سنة 2006 بسبب هذه المقاومة، التي وقفت صامدة ثابتة مصممة على أن تواجه التحدي وأن تحيي الأرض بعد تحريرها، وأن تحرر ما تبقى منها من دون خوف أو وجل، ومن دون حساب للبقاء على الحياة أو الشهادة في سبيل الله تعالى”.
وقال سماحته: “مقاومتنا ليست عادية، هي أرعبت العالم المستكبر وأصبحت محل مواجهة من قبله وكأنه لا يوجد في الأرض إلا هذه المقاومة الصغيرة بحجمها الكبيرة بآثارها، لماذا؟ لأنها تمثل الحق، ولأنها تعمل بشرف وكرامة، ولأنها تتميز بأخلاقيات عالية، ولأنها استطاعت أن تقدم النموذج الذي يحرك المستضعفين على مستوى المنطقة والعالم، بل هي مدرسة للتربية، وهي قوة نحتاجها من أجل أن نواجه قوى الظلم، لا يمكن المحافظة على الاستقلال إلا بالروح المقاومة، ولا يمكن حماية الأجيال إلا بالعمل المقاوم، ولا يمكن استجداء الحلول السياسية وإعادة الأرض من تجمع المستكبرين الظلمة على مستوى العالم، بل بالسلاح المؤمن المجاهد الذي لا يخضع إلا لله ويحقق أهدافه في تحرير الأرض وحمايتها”.
ولفت الى أنه “من الطبيعي أن نجد هذه المواجهة العالمية لنا، لأننا نواجه الظلم العالمي من خلال إسرائيل، ولأننا نواجه الاحتلال الدولي من خلال إسرائيل، نحن لا نقاوم من أجل أن نحقق مكتسبات سياسية في داخل النظام، وأنتم تعلمون أننا في لبنان نعمل كحزب الله مع شركائنا بمعادلات التمثيل الشعبي، والقوانين المرعية الإجراء من دون أن يكون لسلاحنا ومقاومتنا أي فعل مباشر في معادلات الداخل، لأننا مقتنعون أننا في الداخل نعمل مع شركائنا، ويجب أن نحترم الشريك بخياراته ويجب أن نبحث عن القواسم المشتركة، أما مع العدو الإسرائيلي فلا توجد قواسم مشتركة لنبحث عن تسوية، بل المطلوب أن يخرج من الأرض وأن تعود إلى أهلها وأن يختار أهلها مستقبلهم وحياتهم من دون أي تدخل، هذه المقاومة دعمها وثبتها مجاهدوها وشهداؤها، دعمها المجاهدون والمجاهدات في عملهم الدؤوب كل من موقعه من أجل نصرتها، دعمها القادة الشهداء الشهيد الشيخ راغب، الشهيد السيد عباس، الشهيد عماد مغنية، الشهيد مصطفى بدرالدين وكل الشهداء، ولا ننسى الشهيدة ام ياسر ولا ننسى طفلها، كلهم كانوا شركاء في إبراز هذا الدور العظيم الذي يحرر الأرض ويدعم الاستقلال”.
وشدد الشيخ قاسم على أن “شهداءنا والقادة نماذج للبنان والمنطقة والمستضعفين في العالم، ونفخر بذلك لأنهم في الواقع لم يبحثوا يوما عن مغانم خاصة، وإنما بغيتهم دائما من أجل العدل الإنساني والعدل البشري، ولذا استطاعوا ان يكونوا نماذج لكل الأحرار وكل الثوار”.
وأردف: “الآن في لبنان تشكلت الحكومة، والحمدلله أنها استطاعت أن تقطع مجموعة من العقبات وتأخذ الثقة، ويبدو أن رئيسها وأعضاءها يهتمون بإنجاز خطوات عملية سريعة إضافة إلى رسم رؤية إستراتيجية لها علاقة بالخطط والسياسات العامة للعمل من أجل معالجة الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي في البلد، ولكن نطالب الحكومة بإجراءات عاجلة إجتماعية وإقتصادية ونقدية، فكروا وقرروا ليتلمس الناس بعض النتائج في القريب العاجل خلال أيام وأسابيع، وأبرز نقطة أشير إليها، تستطيعون إيقاف موجة الغلاء غير المبرر في رفع الأسعار الذي يحصل في كل يوم وبتفاوت كبير بين مكان وآخر وتعاونية وأخرى ومحل وآخر”.
وختم سماحته: “بإمكان الحكومة أن تقوم بخطة طوارئ لكبح الأسعار ووضع حد لهذا التفلت غير المقبول في أخذ أموال الناس بحجة الوضع الاقتصادي والمالي، وهذه قضية تستحق الطوارئ، وتستحق أن يكون لها فريق عمل تطوعي أو ببدل مالي أو بأي طريقة، على الحكومة أن تختار الطريقة الأنسب لكبح الأسعار وإيقاف جشع التجار الذين لا يراعون واقع الناس ويحاولون الافادة من الأزمة كعقلية أثرياء الحرب، هؤلاء بعضهم يعمل بعقلية أثرياء اللحظة الاقتصادية الصعبة على حساب قوت الناس وعلى حساب أكل الفقراء وعوائلهم، إن شاء الله تستمر هذه المسيرة، والحمدلله الذي وفقنا أننا في زمن الإمام الخميني والإمام الخامنئي ولو راجعنا كل التاريخ لما رأينا أجمل من هذا الزمن إلا زمن رسول الله ولكن إعلموا أننا إذا توفقنا لاستثمار هذا الزمن بشكل صحيح، وإزددنا عددا وعدة فسنستقبل الزمان الأجمل في الحياة البشرية بقيام القائم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام