بدعوة من ابراهيم الجعفري وزير خارجية العراق قام وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السورية بزيارة إلى العاصمة العراقية بغداد التقى خلالها فؤاد معصوم رئيس الجمهوريةوالدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء والدكتور ابراهيم الجعفري وزير الخارجية الذي كان باستقبال الوزير المعلم والوفد المرافق في مطار بغداد الدولي.
ونقل الوزير المعلم خلال لقائه الرئيس العراقي تحيات وتمنيات الرئيس بشار الأسد لشعب العراق وقيادته بالانتصار في معركته ضد الإرهاب. وقدم المعلم عرضا حول تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة مؤكدا تصميم الشعب السوري على مواصلة الصمود في حربه ضد الإرهاب ومواجهة المؤامرة التي تشارك فيها دول وجهات عديدة في المنطقة والعالم كتركيا والسعودية وقطر وغيرها. وأكد المعلم أن العراق وسورية في خندق واحد يواجهان العدو نفسه والتحديات ذاتها.
من جانبه أكد الرئيس العراقي أن العراق وسورية يجمعهما مصير واحد وأنه يجب بذل كل الجهود الممكنة للانتصار على العدو المشترك الذي يواجهه كلا البلدين داعيا إلى زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وخطر تنظيم “داعش” الإرهابي. وطلب الرئيس العراقي نقل تحياته وتمنياته الطيبة للسيد الرئيس بشار الأسد والشعب السوري.
وبحث الوزير المعلم في لقائه مع رئيس الوزراء العراقي العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين حيث كانت وجهات نظر الجانبين متفقة على ضرورة العمل لتطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يشمل تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتعزيز التبادل التجاري وتسهيل انتقال مواطني البلدين. وأكد المعلم أن الانتصارات التي حققها العراق في تحرير الفلوجة وغيرها من المدن العراقية هو انتصار لسورية ولكل من يحارب الإرهاب فعلا لا قولا.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن داعش ليس مجرد تنظيم مقاتل وإنما هو مشروع تتوظف به عدة جهات تدعمه وتموله وقد أدركت بعض هذه الجهات خطر توسعه وامتداده بينما تواصل جهات أخرى دعمها له مثنيا على الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في معركة مكافحة الإرهاب.
وفي لقائه مع وزير الخارجية العراقي أوضح الوزير المعلم أن سورية بشعبها وجيشها وضعت القدم على طريق الانتصار وانتقلت إلى الهجوم لتحقيق النصر ضد إرهاب “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وقال المعلم إن المؤامرة لم تنته وهي تستهدف العراق وسورية ودورهما العريق الذي كان منارة حضارية للمنطقة والعالم مضيفا إن ذلك يستدعي أن يكون التنسيق السوري العراقي استراتيجيا يرسم لمستقبل أفضل لشعبي البلدين الشقيقين. بدوره أبرز الوزير الجعفري متانة العلاقة المتميزة تاريخيا بين سورية والعراق مشيرا إلى أن العراق وشعبه لن ينسيا ما قدمته سورية التي فتح شعبها قلبه للشعب العراقي في أزماته عبر التاريخ.
وأكد أن العراق وقيادته مستمران في الوقوف إلى جانب سورية في أزمتها داعيا إلى رفع مستوى التنسيق بين البلدين في كل المجالات.
وقال وزير الخارجية العراقي إن دول العالم بدأت تتفهم حقيقة الموقف السوري وما يحصل في سورية وإن الشعب السوري دفع ضريبة الإرهاب آملا بأن ينصف العالم سورية التي تقاتل الإرهاب نيابة عنه متمنيا لها تجاوز الأزمة وعودة الأمان والاستقرار والازدهار.
وكان المعلم قال في تصريح للصحفيين عقب جلسة محادثات مع نظيره العراقي في بغداد “أشكر الدكتور إبراهيم الجعفري على دعوتي لزيارة العراق الشقيق هذا البلد الذي نقف معه في خندق واحد ندافع عن شعبينا ضد إرهاب تكفيري مقيت.. هذا البلد الذي سجل جيشه الباسل مع حشده الشعبي وعشائره انتصار الفلوجة ويتطلع إلى انتصار الموصل الأمر الذي نعتبره في سورية انتصارا لشعبنا”. وأشار المعلم إلى أنه بحث مع الوزير الجعفري الوضع في سورية واستمرار نضال الشعب السوري ضد الإرهاب بمختلف ألوانه ومسمياته وقال “وصلنا إلى استنتاج مشترك بأن أملنا كبير بالنصر”.
من جانبه رحب وزير الخارجية العراقي بالوزير المعلم لافتا إلى أن العالم كله مهدد بالإرهاب الذي تحاربه سورية والعراق نيابة عن دول أخرى لأن الإرهاب لا يتوقف عند بلد أو شريحة اجتماعية إنما يحاول أن يعم العالم كله معربا عن أمله بأن تأخذ سورية طريقها في الاستقرار والقضاء على الإرهاب والإرهابيين. وقال الجعفري “نتطلع إلى إقامة أقوى العلاقات بين سورية وبقية الدول العربية وأعتقد أن أفضل رد على التحديات الإرهابية هو تماسك هذه الدول وانشغالها في البناء والاقتصاد والدبلوماسية والسياسة وطي صفحة الإرهاب الذي عصف بالمنطقة والانفتاح على عالم جديد كله محبة ووئام واتفاق” لافتا إلى أن بلاده تتطلع إلى علاقات تجارية مع سورية ينبغي أن تعود أقوى مما كانت عليه.
واعتبر الجعفري أن الانتصارات التي حققها الشعب العراقي على الإرهاب في الفلوجة هي انتصار لكل الدول التي تعاني من الارهاب لافتا إلى أن “بلاده تتطلع إلى الانتصار على الإرهاب في العراق وسورية ومصر وفلسطين وجميع الأماكن”.
وفي تصريح للتلفزيون السوري قال الوزير المعلم “هناك تصميم من قيادة البلدين على تعميق علاقات التعاون في مختلف المجالات وهذا شيء طبيعي كان قائما والآن سيستمر”. بدوره أوضح الجعفري في تصريح مماثل أنه لا يوجد شيء يمنع التعاون بين سورية والعراق بما تقتضيه مصلحة البلدين لافتا إلى أن هذا التعاون يمتد إلى حيث تستدعي الحاجة وأصحاب الاختصاص من السياسيين أو الأمنيين ينسقون هذه الحاجة لجعلها تتحرك على الأرض.
وبشأن خرق السيادة العراقية من قبل قوات تركية قال الجعفري “إن اختراق السيادة العراقية سواء كان جويا أو بريا مرفوض وسبق إن عبرنا عن هذا الرفض في أكثر من مناسبة ونقلنا هذا إلى مجلس الأمن وجامعة الدول العربية وحققنا اجماعا كان باستنكار ومناشدة أن تخرج هذه القوات.. وكل فترة وأخرى نجدد ضرورة الانسحاب من الأراضي العراقية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال أعلن في وقت سابق اليوم أن المعلم سيبحث في بغداد اليوم مع المسؤولين العراقيين عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال جمال في بيان نقلته وكالة أنباء الإعلام العراقي واع إن “المعلم سيجري خلال زيارته لقاءات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي إضافة إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري بخصوص القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك”. وأشار المتحدث إلى أن زيارة المعلم إلى بغداد جاءت تلبية لدعوة وجهها له الجعفري.
المصدر: وكالة سانا