لقد ثبت مع الوقت أن الفجوة بين المهارات هي مشكلة كبيرة تواجه كل من الباحثين عن عمل والمُعلنين عن وظائف على حد سواء. ولمن ليس له دراية بهذا المصطلح، تعني الفجوة بين المهارات افتقار الباحثين عن عمل أو الموظفين للمهارات التي يحتاجها صاحب العمل.
وقد أصبحت هذه مسألة خطيرة في الآونة الأخيرة، إذ أنها تفصل بين المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل وتلك التي يمتلكها الباحثون عن عمل.
في الواقع، لا يقع اللوم على طرف واحد فقط، إذ يتحمّل الجميع مسؤولية سد الفجوة بين المهارات، حيث يجب على أصحاب العمل توفير برامج تدريب وحلول أخرى تساعد موظفيهم على النمو والتطوّر. ولكن ذلك لن يجدي نفعاً إن لم يكن الباحث عن عمل يود التعلّم وتطوير مهاراته.
ولذا، نقدم لك فيما يلي 4 طرق تساعدك كباحث عن عمل على اكتساب المهارات المطلوبة من قبل أصحاب العمل:
1. ابحث عن وظيفة في مجالات مختلف: كونك حصلت على شهادة في مجال معين أو أن خبرتك مقتصرة على تخصص واحد، فذلك لا يعني أنك غير مؤهل للعمل في مجال آخر، فقد تكون خبرتك البسيطة، حتى وإن لم تكن واسعة، هي كل ما يبحث عنه صاحب العمل إلى جانب المهارات العادية التي تُطلب من كافة الموظفين. فمثلاً، إن كنت خبير تسويق بارع، يجب أن تمتلك مهارات تواصل جيدة، وهذه المهارة مطلوبة جداً ويمكن استخدامها في العديد من الوظائف كالمبيعات وخدمة العملاء وغيرها الكثير.
حدّد المهارات التي تتميّز بها، وتحقق من إمكانية استخدام هذه المهارات في الوظائف والمجالات الأخرى، ومن ثم ابحث عن الوصف الوظيفي الذي يتناسب مع المهارات التي اكتشفتها مؤخراً!
2. أنشئ أكثر من سيرة ذاتية: يمكن استخدام المهارات التي تصلح لوظائف متعددة، في الكثير من مجالات العمل، ولكن ذلك لا ينبغي أن يكون عذراً لإنشاء سيرة ذاتية ورسالة تعريفية واحدة، فقد يكون ذلك سبب عدم نجاحك في الحصول على مقابلة شخصية ووظيفة.
إن امتلاكك لمهارات متنوّعة هو في غاية الأهمية، ولكن يجب أن يتم تخصيص هذه المهارات بحسب الوظيفة التي تتقدم إليها، فمن السهل على أصحاب العمل معرفة ما إن كنت تستخدم سيرة ذاتية واحدة لجميع الوظائف أم لا، كما أن فرص الاطلاع على طلبك تزداد في حال كان يتناسب مع الوظيفة الشاغرة. لذا احرص على إنشاء أكثر من سيرة ذاتية كي تتمكن من تخصيص طلبك بحسب الوظيفة التي تتقدم إليها.
3. لا تتوقف عن التعلّم: يعتقد الكثير من الباحثين عن عمل أن التسجيل في المؤسسات التعليمية هي الطريقة الوحيدة للتعلّم، ولكن ذلك أمر خاطئ، فهو يمنع الباحثين عن عمل من اكتساب مهارات جديدة، وبالتالي عدم القدرة على مواكبة التغيّرات التي تحدث في عالمنا باستمرار. قد يكون التسجيل في المؤسسات التعليمية وسيلة جيدة للتعلّم، ولكنها ليست الوحيدة بالتأكيد. في الواقع، من المهم جداً تعلّم مهارات جديدة وتحديث معارفك باستمرار، ووسائل التعلّم لا تعد ولا تحصر! يمكنك مثلاً قراءة كتاب أو مقال، أو استخدام منصات التعلّم على شبكة الإنترنت، أو اتباع خطى الأشخاص الناجحين. وإن كان لديك الإصرار، ستتعلّم شيئاً جديداً واحداً كل يوم.
4. قدّم إثبات: قد يكون لديك مهارات متميزة في مجال معين مع سجل حافل بالإنجازات يدعم هذه المهارات، إلا أنك تواجه بعض الصعوبات عند الانتقال إلى وظيفة جديدة أو مجال عمل يتطلب المهارات التي تمتلكها، فقد يعتقد صاحب العمل أنك لن تتمكن من المساهمة بفعالية في المجال الذي تحاول الدخول إليه. يمكنك في هذه الحالة تقديم أدلة وإثباتات.
في البداية، يجب عليك الحفاظ على علاقات جيدة مع مدرائك السابقين، ومحاولة الحصول على رسائل توصية منهم، فامتلاك شهادة تثبت إنجازاتك ستساعدك بشكل كبير على نيل مبتغاك، إذ تعد دليل على قدرتك على إنجاز مهامك على أكمل وجه ومواجهة تحديات جديدة.
والأمر الآخر الذي يجب عليك أخذه بعين الاعتبار هو التركيز على النتائج والأهداف. اشرح لصاحب العمل كيف ستقوم بتحقيق الأهداف في هذا المجال الجديد، وقدّم أمثلة حول الطريقة التي ستقوم بها باستغلال مهاراتك للتوصّل إلى النتيجة النهائية والإثبات كيف ستساعدك مهاراتك على التميّز في هذا المجال الذي تحاول الدخول إليه.
المصدر: سي ان ان