قال رئيس الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة في ليبيا السبت إن وقف إطلاق النار في البلد الذي تمزقه الحرب سيكون مشروطا بتراجع قوات المشير خليفة حفتر. واضاف رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج أنه “يرحب” بالمبادرة الروسية التركية المشتركة للتوصل الى هدنة.
وتابع في اعقاب محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي في روما ان “الشرط هو انسحاب المهاجم الذي لا يبدو مستعدا لان لديه طريقة عمل أخرى”، في اشارة الى حفتر.
وتقوم أوروبا وشمال إفريقيا بحملة دبلوماسية في محاولة منع ليبيا، مع تزايد مشاركة اللاعبين الدوليين في النزاع من التحول إلى “سوريا اخرى”. وتشن قوات حفتر منذ نيسان/ابريل هجوما للسيطرة على العاصمة. وقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول الاربعاء إلى وقف لاطلاق النار وطلبت تركيا السبت من روسيا إقناع حفتر باحترامه.
يقول حفتر أنه لا يمكن ضمان إحياء العملية السياسية واستقرار البلاد إلا من خلال “القضاء على الجماعات الإرهابية” وحل الميليشيات التي تسيطر على طرابلس.
من جهته، قال كونتي إن إيطاليا ستبذل “جهودا اضافية” لتعزيز مشاركة الاتحاد الأوروبي في الجهود المبذولة لتهدئة الاوضاع في ليبيا التي تعصف بها الفوضى منذ ثورة 2011 التي أطاحت نظام معمر القذافي. وتابع “نحن مقتنعون بأن هذا سيوفر أفضل الضمانات بدلا من ترك مستقبل الشعب الليبي لرغبة بعض الأفراد”.
ويحرص الاتحاد الأوروبي على عدم خروج النزاع عن نطاق السيطرة. خشية ان تستغل جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش حالة عدم الاستقرار لشن هجمات. كما يخشى أن تؤدي الاضطرابات إلى تدفق مزيد من المهاجرين الذين سيحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط. وقد التقى كونتي حفتر الأربعاء ودعاه إلى وقف هجومه.
وقال مكتب رئيس الوزراء ان كونتي تحدث الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد الاجتماع مع السراج. واورد بيان ان الرجلين “أكدا من جديد أهمية التنسيق على المستوى الأوروبي لدعم عملية السلام والاستقرار في ليبيا”. وتعتبر إيطاليا نفسها لاعبا رئيسيا في ليبيا بسبب روابطها التاريخية باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة كما انها تعارض الدور المتزايد لتركيا وروسيا.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية