قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه سوف يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا كانت تلك “إرادة المصريين”.
وكتبت الصفحة الرسمية للسيسي على فيسبوك على لسان الرئيس “لا يمكن أبداً ألا أتجاوب مع إرادة المصريين. أنا رهن إرادة الشعب المصري، ولو كانت إرادة المصريين هي أن أخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، سأفعل ذلك”.
وتنتهي الفترة الرئاسية الأولى للسيسي عام 2018 وبحسب الدستور المصري فإن الرئيس لا يتولى منصبه لأكثر من فترتين متتاليتين.
وتولى السيسي منصبه بعد أن فاز باكتساح على المعارض حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2014، مستغلاً شعبية جارفة نالها عندما ألقى بياناً في 3 تموز/يوليو 2013 أثناء توليه وزارة الدفاع يعلن فيه عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وبدء مرحلة انتقالية، وذلك استجابة لمطالب ملايين المتظاهرين.
ولكن ما زال السيسي يواجه أزمة اقتصادية بالغة تمر بها مصر مع تفاقم عجز في الموازنة العامة وتزايد في الدين العام، في ظل تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى مستويات غير مسبوقة مع تراجع عائدات السياحة وتحويلات المصريين من الخارج.
وقررت روسيا وبريطانيا وعدة دول أخرى تعليق رحلاتها الجوية مع مصر مع نهاية العام الماضي بعد أن انفجرت طائرة روسية بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في حادث أسفر عن مقتل العشرات. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير، بينما يواصل تنظيم ولاية سيناء التابع له عملياته ضد عناصر الجيش والشرطة في شمال شبه جزيرة سيناء.
وبالتوازي ازدهرت السوق الموازية في بيع وشراء الدولار الأميركي وتجاوز سعره 12 جنيهاً، بينما يبلغ سعره الرسمي بحسب البنك المركزي 8.88 جنيه. وبالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية فإن منتقدين للسيسي يقولون إن السلطات منذ ذلك الحين تغلق المجال العام وتضيق على المعارضين كما تحدثت منظمات حقوق إنسان محلية ودولية عن ارتكاب الشرطة لانتهاكات بحق المحتجزين والمسجونين ولكن وزارة الداخلية تنكر ذلك.
وواجهت الشرطة المصرية بحزم أول مظاهرات احتجاجية ضد السيسي وذلك في نيسان/أبريل الماضي، عندما تظاهر المئات من أنصار القوى المدنية للمرة الأولى ضد السيسي بعد توقيع الحكومة المصرية مع الحكومة السعودية اتفاقية لترسيم الحدود بين البلدين تنقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتان على مدخل خليج العقبة إلى السعودية.
وأحيل ناشطون وحقوقيون إلى القضاء بعضهم بتهم التظاهر بدون تصريح، وبعضهم الآخر بتهم “نشر أخبار كاذبة” تتعلق بتنازل مصر عن سيادتها على الجزيرتين اللتين قرر حكم قضائي لاحقاً تبعيتهما لمصر وبطلان توقيع الحكومة المصرية على اتفاق ترسيم الحدود. وتقول استطلاعات للرأي في مصر إن شعبية السيسي تراجعت قليلاً ولكن حتى الآن لا تحيط شكوك بتحقيقه فوزاً مريحاً في الانتخابات المقبلة.
ولم تعلن أي شخصية معارضة نيتها خوض الانتخابات المقبلة ولكن العالم المصري بوكالة ناسا الأميركية لأبحاث الفضاء عصام حجي والذي كان مستشاراً للرئيس المصري السابق عدلي منصور قدم مبادرة باسم “الفريق الرئاسي” لوضع برنامج يمكن لأي مرشح لرئاسة الجمهورية تبنيه في الانتخابات التي ستجري عام 2018.
المصدر: وكالة سبوتنيك