انتهت الاستشاراتُ، وحانَ وقتُ العمل..
قالها الرئيسُ المكلف حسان دياب بعدَ يومٍ من الاستشاراتِ غيرِ المحمَّلةِ بأيِ شروطٍ، سوى الآمالِ بحكومةٍ تنقذُ البلادَ والعباد، فمضى نحوَ حكومةِ اللونِ الاوحَدِ بالنسبةِ إليه، اللونِ اللبنانيِ الجامع ..
رسمَ ديابُ الخطوطَ العامة: حكومةً مصغرةً، من اختصاصيينَ، مستقلينَ، نظيفي الكف، هوَ ضمانَتُها، لا يُريدُ من احدٍ شيئاً سِوى عدمِ العرقلة..
خطابٌ ليسَ لعديميِ المسؤولية، بل لمن تبقّى لديهِم شيءٌ من المنطقِ والحِرصِ والوطنية: اليست هذهِ مطالبُ المتظاهرينَ منذُ ستينَ يوماً؟ اليست هذهِ عناوينُ لحواراتٍ اعلاميةٍ وسياسيةٍ وثقافيةٍ وتحليلية، وهواءٌ مفتوحٌ على مدى جوقةِ شهرينِ او يَزيد؟ وهل هذهِ العناوينُ تُزعِجُ المجتمعَ الدوليَ وشروطَ المساعداتِ التي يَتبَجَّحُ بها او يتلطى خلفَها البعض؟ فلما لغةُ المكابرة، والشارعُ والمغامرة؟
قال ديابُ كلمتَهُ ومشى، والثابتةُ الملازمةُ لمسارهِ: لن اعتذر..
وإن تطابقت افعالُ النوابِ مع اَقوالِهِمُ التي أسمَعوها للبنانيينَ اليومَ من منبرِ البرلمان، فاِنَ الوطنَ على مشارفِ حكومةٍ جديدةٍ، باَداءٍ جديدٍ، واملٍ جديد..
اما واِن كانَ تَرَفُ الكلامِ على المنابرِ هوَ غيرُهُ في الخَلَواتِ والشوارعِ والساحات، فاِنَ لغةَ الوقتِ والشارعِ، لن تكونَ لصالحِ أحد..
ولكي يَصلُحَ الوضعُ فلا مطالبَ من الرئيسِ المكلَف، قالت ابرزُ الكُتَل.
فالحكومةُ ليست حكومةَ مواجهةٍ أكدت كتلةُ الوفاءِ للمقاومة، وليست من لونٍ واحدٍ، اِنَما تستجيبُ لوجعِ اللبنانيينَ، وتطرحُ المناهجَ الصحيحةَ لاستنهاضِ البلدِ على المستوى الاقتصاديِ والاجتماعي.
حكومةُ انقاذٍ وطوارئَ كما أَمَلَت كتلةُ التحريرِ والتنمية. حكومةُ تصحيحٍ وتغييرٍ للسياساتِ الماليةِ والاقتصاديةِ بِحَسَبِ تكتلِ لُبنانِ القَوي، حكومةٌ ليست لأحد، وليست ضدَ أحد..
وبعدَ تعبيرِ جميعِ الكتلِ والنوابِ عن مواقِفِهِم وطلباتِهِم، فاِنَ القرارَ بعُهدةِ الرئيسِ المكلَّفِ الذي اَنهى استشاراتِهِ معَ السياسيين، على اَن يُكمِلَ مشاوراتهِ مع المتظاهرين..
اما الزائر الاميركي الذي جاء بمشورات بل لوائح طلبات للبنانيين ابرزها الافراج عن العميل عامر الفاخوري، فقد زار اليوم الوزير جبران باسيل والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع، واسمع الجميع أن بلاده غير معنية باسم رئيس الحكومة، بل مهتمّة ببرنامجها، كما قال.
المصدر: قناة المنار