أكد النائب إبراهيم كنعان أن “رئيس الجمهورية لم يطلب الحوار على شكل الحكومة فقط بل على المضمون وشكل المرحلة المقبلة”، موضحاً أن “التيار الوطني الحر مع الاستشارات النيابية الملزمة اليوم قبل غد، ولكن لتأليف أي حكومة؟ ومن أجل أي غاية؟ ووفق أي برنامج عمل؟”. واعتبر في حديث الى برنامج “لقاء الأحد” عبر “صوت لبنان”، أن “المطلوب من الرئيس المكلف التمكن من تشكيل الحكومة بسرعة”، مشيراً الى أن “الرئيس عون يحاول ضمن صلاحياته الدستورية تأمين ظروف هذا التأليف السريع الذي تحتاجه البلاد”.
وأعلن أنه “من المفترض أن يكون الاسبوع المقبل أسبوع التكليف ليليه التأليف، إذا ما صدقت النيات”، لافتاً الى أن “تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال مطلوب، الى حين تشكيل الحكومة الجديدة، وعلى المسؤول العمل لأربع وعشرين ساعة نتيجة الظرف الذي نحن فيه واستمرارية المرفق العام والدولة واجب، وعلينا التكاتف لوقف الانهيار”. وتوجه كنعان الى منتقديه بالقول “حاسبوني على أدائي وممارستي البرلمانية والرقابة التي أرسيتها في التوظيف والجمعيات والموازنة والأبنية المستأجرة والتجهيزات والصيانة والهدر”، قائلا “لو وافقنا على التسوية على الحسابات، لكان الملف أقفل، ولكن رفضنا أبقى الملف مفتوحا من أجل الدولة ومؤسساتها وشعبها”.
وأضاف كنعان “أريد الثورة الحقيقية التي تبدل أصنام الفساد التي ورثناها منذ 60 عاما ولم تنشأ في عهد الرئيس الحالي”. وفي السياق، لفت كنعان إلى أن “المواطن يريد اجابات من الحراك ليحدد خياراته، فهل هو مع بقاء النازحين؟ وهل هو مع نظام اقتصادي حر أو نظام آخر؟ أي قانون انتخاب يريد؟ هل نحن أمام مشروع طبقي يضع الفقير ضد الغني؟”، معتبرا أن “هناك ممارسات باسم الثورة تتناقض مع الشعارات المرفوعة”. ورأى أن “الثورة يجب أن تكون على مضمون الأداء السياسي للسلطة القائمة والابتعاد عن الشعارات العمومية والانتقال الى الترجمة العملية”.
وعن عمل اللجان النيابية، قال كنعان “سنتشدد في عملنا في لجنة المال والموازنة وسنستفيد من الرأي العام الذي يشكله الحراك للخروج بموازنة واقعية والقيام بإجراءات جديدة من دون أي خطوة تطاول المواطن”، مشيرا الى أن “اللجنة تمكنت من التقشف من الحساب الجاري والتجهيزات والهبات والمجالس والهيئات والجمعيات”. ورأى كنعان أن “لبنان اليوم يشبه “بوسطة” يجب أن نتساعد جميعا لتصحيح مسارها ومنعها من التدهور، ومجرد تأليف الحكومة لا يكفي وحده لحل المشكلة وانقاذ لبنان، بل الجهود يجب أن تتركز على بلورة رؤية مشتركة حتى لا يسهم تناقض الخيارات في العرقلة”. وردا على سؤال عن وجود مبادرات خارجية لمساعدة لبنان، شدد كنعان على أن “المبادرة الوحيدة التي تحل الأزمة هي المبادرة المحلية”، مشيرا الى أن “الاجتماعات الخارجية أدت في السابق الى حلول مرحلية، بينما المطلوب هو مشروع لبناني نسوقه دوليا وليس مشروعا خارجيا يسوق لبنانيا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام