في مساحةِ الانتظارِ يقفُ الوطنُ وبَنُوه، وفي مساحةِ الضياعِ يتقلبُ بعضُ سياسييه، المكابرينَ، المراهنينَ على لعبةِ الوقت، وهي لعبةٌ لم تعد مقبولةً بحسبِ نائبِ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فخياراتُ الحلِّ المتاحةُ معروفةٌ ومحدودة ، ولا بدَّ من المبادرةِ الى حسمِ خيارِ تسميةِ رئيسِ الحكومةِ وتشكيلِها، وعدمِ اضاعةِ الوقتِ الذي يتراكمُ اضراراً كبيرةً على الناسِ كما قال ..
وبينَ بورصةِ السياسةِ وبورصةِ الاقتصاد، فانَ التقلبَ على حالِه بفعلِ فاعلٍ يريدُ الاستثمارَ في كلِّ شيء، وكما في الاقتصادِ كذلك باوجاعِ اللبنانيينَ وحتى امنِهم الاجتماعي ..
واقعٌ لا يَحتملُ شروطاً وشروطاً مضادةً كما قالَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون، والمطلوبُ العملُ معاً للخروجِ من الازمةِ على نحوٍ يحققُ مصلحةَ اللبنانيين..
اما اصحابُ المصالحِ من اقتصاديينَ ومصرفيين – هم ادواتُ السياسيين، وعُدةُ شُغلِهم – فلا يزالونَ يُمعنونَ ضغطاً، غيرَ آبهينَ باوجاعِ المواطنين، وما ازمةُ البينزينِ التي يُمسكونَ بها سوى خيرِ دليل. لكنها لن تبقَى بيدِهم كما وَعَدَت وزيرةُ الطاقةِ والمياهِ ندى البستاني عبرَ المنار، متحدثةً عن قربِ اطلاقِ مناقصةِ استيرادِ البنزين من قبلِ الدولة، ما يَحرِمُ المحتكرينَ ورقةً صعبة.. ولمتابعةِ الاوضاعِ الصعبةِ دعوةٌ رئاسيةٌ لاجتماعٍ ماليٍ يُعقدُ غداً في بعبدا، لعلَّه يعوِّضُ عن الفراغِ الذي تتعَمَّدُهُ حكومةٌ مستقيلةً من كلِّ مسؤولياتِها..
في مسارِ المشاوراتِ الحكومية، آخرُ المحطاتِ المستقرةِ منذُ ايام، سمير الخطيب، الذي قطعَ أكثرَ من نصفِ المسافةِ بحسبِ ما علمت المنار، وهو بخلافِ ما يحاولُ البعضُ اشاعتَه، فإنّه مستمرٌّ في مشاوراتِه برؤيةٍ واضحة، ارفقَها ببيانٍ أكدَ فيه انه لم يلقَ من رئيسِ الحكومةِ المستقيل سعد الحريري الا كلَّ الدعمِ والتجاوبِ المطلقينِ خلالَ لقائهما الاخير.. دعمٌ يؤمّلُ ان يكونَ حقيقياً، لا بروتوكولياً فقط ، فيدعو عندَها رئيسُ الجمهوريةِ لاستشاراتٍ نيابيةٍ قريبة..
المصدر: المنار