صافياً كانَ الحراكُ أمامَ السفارةِ الاميركيةِ في عوكر، لم تُعكِّرْهُ هُتافاتٌ مشبوهةٌ تتسللُ الى تحركاتٍ مطلبيةٍ محقة. لم تستطعِ الاسلاكُ الشائكةُ أمامَ المتظاهرين، ولا البلوكاتُ الاعلاميةُ محاصرةَ صوتِهم: فَلْيَصمُت جيفري فيلتمان نذيرُ الشؤمِ الذي يَبُثُّ سمومَه للمرةِ الثانيةِ خلالَ ثمانٍ وأربعينَ ساعة. ولْيَخرسْ كلُّ المتآمرينَ بالمباشرِ وغيرِ المباشر. ولْتصمُتْ كلُّ الاصواتِ المتأمركةِ الحريصةِ على مشاعرِ السفارةِ وقاطنيها ، ومَن يبرِّئُهم من أزمةٍ بعمرِ ربعِ قرنٍ بهذا هتفَ المتظاهرونَ بوجهِ وكرِ الازمةِ الساسيةِ والاقتصادية.
الوزيرُ محمد فنيش يؤكدُ انَ الاميركيين يتحملونَ بشكلٍ كبيرٍ مسؤوليةَ ما وصلت اليه الاوضاعُ الاقتصادية، اِن عبرَ العقوباتِ لاننا لم نقبل بتسويةٍ معَ الاسرائيلي في ترسيمِ حدودِنا ، أو من خلالِ الضغوطِ على المصارفِ وتحويلاتِ اللبنانيين ، وقديماً وحاضراً عبرَ منعِ أفرقاءَ في الادارةِ السياسيةِ اللبنانيةِ من الاستفادةِ من جهاتٍ كانت دوماً تَعرِضُ خِدماتِها لمساعدةِ البلد.
وما لم يُسهب به الوزيرُ فنيش، كانَ عضوُ لجنةِ الدفاعِ النيابيةِ في العراقِ مهدي تقي آمرلي يُفصِّلُه . رئيسُ الوزراءِ “عادل عبد المهدي” يدفعُ ضريبةَ زيارتِه الأخيرةِ للصين، فأميركا ودولٌ أخرى تمنعُ العراقَ من إجراءِ استثماراتٍ اقتصاديةٍ وعقودٍ معَ شركاتٍ صينيةٍ وروسية ، في وقتٍ كانَ الجيشُ يحذرُ من عصاباتٍ تستغلُ التظاهراتِ لمحاولةِ تدميرِ وحرقِ مؤسساتِ الدولةِ وأملاكِ المواطنين.
وما لم يُقَل الانَّ عما يجري من مؤمرةٍ من لبنانَ الى العراقِ وايرانَ وحتى بوليفيا ، ربما يُكشفُ في قادمِ السنينَ على شكلِ تسريباتٍ في ويكيلكس التي أكدت اليومَ أنَ هجومَ دوما الكيماويَ في سوريا لم يكن الا مسرحيةً لتبريرِ العدوانِ الثلاثي الاميركي الفرنسي البريطاني على دمشق.
وبانتظارِ تسريباتٍ في المستقبلِ حولَ ركوبِ بعضِ الداخلِ والخارجِ موجاتِ التظاهراتِ المطلبيةِ المحقةِ في عددٍ من البلدان، كشفَ الحرسُ الثوريُ في ايرانَ أنَ الجمهوريةَ الاسلاميةَ تمكنت من إحباطِ مؤامرةٍ خارجيةٍ كبيرةٍ اُديرت وتمَ دعمُها من دولٍ طالما تماهت معَ الادارةِ الاميركيةِ في معاداةِ ايران.
المصدر: قناة المنار